الحريري الصفحة الاخيرة لفشل التطبيعيين
صحيفة كيهان العربي:
ما نقلته بالامس وسائل الاعلام اللبنانية بان الحريري قدم استقالته من السعودية كان مفاجأ ومحيرا في نفس الوقت حيث لم تعهد دول العالم بسماع مثل هذه الاستقالات الا لمن طلب اللجوء السياسي او خضع للاقامة الجبرية في الخارج او تحت ظروف خاصة وما اقدم عليه سعدالدين آل سعود الحريري امر في غاية الشك والريبة حيث لم تتضح بعد ملابسات هذه الاستقالة المشبوهة التي لم تتلائم مع الاعراف السائدة في دول العالم ومنها لبنان حيث تعتبر هذه الاستقالة اهانة للشعب اللبناني ورئيس جمهوريتها في الحالات الطبيعية اما اذا كان قد اجبر عليها فلا عتب عليه، لكن كل الشواهد والمؤشرات تدل على ان هناك تواطؤ اميركي سعودي لدفعه على الاستقالة خاصة وان السعودية فشلت في تحقيق اي مصلحة لها من ملف تسهيل رئاسة ميشال عون او ان تحد من تماشي الحريري مع تيار المقاومة وهذا ما اغضب الرياض بشدة وهذا نابع من حساباتها التي كانت على الدوام خاطئة متحسبة بان المال سيخلق من ميشال عون ميشال سليمان ثان لتمرير سياساتها الوصائية التي تهدف لاحتواء حزب الله وتصعيد سياسة الايرانوفوبيا في المنطقة. وهذا ليس اتهاما او تحليلا بل هو ما اكده ثامر السبهان الوزير السعودي المعروف بوزير نشر الفتن والفوضى الطائفية في دول المنطقة وتهديده المتكرر بتصعيد الموقف في لبنان.
وما زاد من ريبة هذه الاستقالة هو توقيتها ومكانها ومضمونها التي تضمنت ادبيات سعودية سخيفة مجافية للواقع وتنم عن حقد اعمى ودفين تجاه ايران التي تشكل اليوم العمق الاستراتيجي للعالم العربي ودوله المستقلة وهذا ما ثبت عمليا في دعمها للقضية الفلسطينية وكذلك لبنان والعراق وسوريا في محاربة الارهاب ودورها الرئيس في افشال المشروع الاميركي لدول المنطقة.
فكل المؤشرات والدلائل تؤكد ان سعد الحريري السعودي للعظم لايملك حتى قرار نفسه فكيف به ان يتجرأ على تقديم الاستقالة التي هي ليس ملكا له.. انه في الواقع عبد مامور لعبد آخر وهنا الطامة الكبرى حيث يدفع بالامور لزعزعة الامن والاستقرار في لبنان.
واليوم يتساءل المراقبون ما الذي حدث حتى يبادر الحريري الى الاستقالة فلم يكن امرا حادثا يستدعي ذلك او مفاجأة او مشكلة تدفع بالامور في هذا الاتجاه. لكن ما يثير الشك والريبة ان السعودية مستاءة وغاضبة جدا لما يدور في لبنان حيث لم تحقق اي من احلامها بل بقية ساحة عصية عليها وجاء المؤتمر الدولي لعلماء المقاومة ليزيد الطين بلّة ويفضح آل سعود على حقيقتهم في دورهم التطبيعي مع العدو الصهيوني واعتبروا السعودية دولة عدوة وهذا ما افقدها توازنها لذلك استدعي الحريري فورا الى الرياض وهو قد اجتمع للتو بالدكتور علي اكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الاسلامية في بيروت.
وبغض النظر عن مغزى واهداف الاستدعاء لا يمكن بالطبع ان نغفل هزيمة داعش الساحقة في العراق وسوريا والتي تلقي بظلالها على اميركا اولا والسعودية ثانيا التي استثمرت كل امكاناتها من اجل تدمير دول المنطقة وحكوماتها على حساب المشروع الصهيو-اميركي.