الحرب مُنتظرة… والنتيجة واحدة
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
سيناريوهات متعددة … والنتيجة واحدة …
تتجه أنظار العالم كله في هذه الأيام نحو سوريا.
استعدادات، نقاشات، اجتماعات فوق الطاولة وتحتها، تصريحات، تهديد ووعيد، دعم وطمأنة، مواقف حيادية… وغيرها وغيرها … والكل يترقب…
الإدارة الأمريكية تلوّح بالحرب وتستعد لها…
بريطانيا تحرض وتشجع …
إسرائيل تريدها ضربة تُدَمر فيها القدرات العسكرية السورية، مع ضمانات بعدم تحرك الحركات والأحزاب المقاومة بأي عمل عسكري ضدها…
الإتحاد الأوروبي يقف بين داعم ومتردد…
روسيا غير واضحة المعالم في مواقفها…
إيران تَعِد بالوقوف دائماً وابداً إلى جانب سوريا والمقاومة وتهدد بإشعال المنطقة…
الصين صامتة حتى اللحظة ولم تقل كلمتها بعد…
سوريا تعلن عن استعدادها للحرب وتعلنها معركة تحديد المصير…
الأحزاب والحركات المقاومة اتخذت قرارها بخوض المعركة والقتال حتى النهاية…
الشعب المقاوم (وهو السلاح الأهم في هذه المعركة) يعلن نفسه الجندي الأول في ساحات النضال…
كل هذا يدور في الأروقة ولا تزال الرؤية غامضة في كل ما يتعلق بمسألة الحرب المُنتظرة على سوريا…
وتنقسم التحليلات السياسية حول الشأن السوري إلى نظريتين: الأولى وهي القائلة بالضربة ذات الأهداف المحددة وهي النظرية التي يعتمد فيها أصحاب المواهب التحليلية في السياسة على معلومات استخباراتية خارجية وداخلية، مؤيدة ومعارضة.
وتقول هذه النظرية المسربة إن الإدارة الأمريكية قد اتخذت قرارها بضرب أهداف محددة داخل الأراضي السورية، وهي أهداف ذات طابع عسكري تهدد أمن المنطقة كمخازن السلاح الكيميائي (إن وُجد) والصواريخ البعيدة المدى وأنظمة الدفاع الجوي والمطارات العسكرية والحرس الجمهوري، بالإضافة إلى الفرقة الرابعة (والتي تعتبر القوة الضاربة لأي حرب محتملة مع إسرائيل).
وتشير المعلومات التي تَرِد من كواليس الأجهزة الاستخباراتية العالمية أن هذه الضربة تسعى لشل حركة الدولة السورية على الصعيد الخارجي، بينما لا تؤثر على سير الحرب الداخلية القائمة في سوريا، ولكنها تؤدي إلى خلق توازن بين الجيش السوري من جهة، والصهيونية الإسلامية الموجودة اليوم في سوريا (تحت أسماء متعددة) من جهة. وتفيد هذه المعلومات أن ضربة كهذه لن تحصل إلا بموافقة الدول الداعمة لسوريا وعلى رأسها روسيا والصين وإيران (وهذا أمر من الصعب حصوله إلا إذا لعبت المصالح الخاصة لهذه الدول دورها بشكل يفوق التوقعات)…
كل هذا وارد، وحتى سكوت النظام السوري واحتفاظه بحق الرد وارد أيضاً.
ولكن ماذا لو حصل ما لم يكن في الحسبان؟
ماذا لو قام الرئيس الأسد بفتح المعركة على مصراعيها وأشعل المنطقة تحت شعار (حان وقت الشهادة)…
ماذا لو خرج أحد قادة الألوية في الجيش السوري عن صبره وأعطى أوامره بفتح النار بإتجاه فلسطين المحتلة (وهذا أمر وارد جداً)؟ ماذا لو انتفض الشعب السوري واتخذ قراره بالزحف نحو الجولان المحتل…
ماذا لو نفذت الحركات والأحزاب المقاومة تهديدها بضرب المصالح الأمريكية أينما وجدت (ونحن نعرف جيداً ان المقاومة حين تقول تفعل).
هل ستقف إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام كل هذه التهديدات التي قد تتعرض لها، وهل تملك الإدارة الأمريكية ـ ومن خلفها كل العالم ـ القدرة على الدخول في مستنقع الحرب المفتوحة في سوريا…
هذا ما يأخذنا إلى المرحلة الثانية للحرب، والتي تقول بالتدخل الدولي في حرب عسكرية مفتوحة جوية وبحرية وبرية ضد الدولة السورية جيشاً وشعباً ومقاومة…..
وحينها تنتهي كل النظريات وتذهب كل التحليلات أدراج الرياح…
حينها يصبح للمرحلة عنوان واحد وهو: (قد بدأت المعركة)…
وعندما تبدأ المعركة تنقلب كل الموازين الاستراتيجية والتكتية والسياسية، والسبب بسيط، وهو أن المعركة ستتحول من معركةٍ بين الغرب والنظام السوري إلى معركة بين الغرب من جهة وسوريا (نعم كل سوريا) والمقاومة من جهة أخرى. وعندما تُطلق الرصاصة الأولى لا يعود هنالك أي فرصة للتفكير بالتراجع (طبعاً نتحدث عن محور المقاومة) وستفتح كل الجبهات الداخلية والخارجية …
ستفتح المعركة ضد العدو القادم من الخارج، وستفتح جبهة الجولان المحتل، وجبهة الجنوب اللبناني، ولا نبالغ في القول إذا ما تحدثنا عن نقل المعركة إلى بعض المناطق القريبة المحتلة في الداخل الفلسطيني، وذلك يأتي من عدة عوامل أهمها:
ـ الجهوزية العالية والقدرات العسكرية التي يمتلكها الجيش السوري…
ـ قدرات وخبرات واستعدادات المقاومة …
ـ التعبئة المعنوية والروح القتالية لدى الشعب السوري وجمهور المقاومة والتي تعتبر الآن في ذروتها…
ـ سلاح الأجساد المتفجرة (وهو السلاح الذي لم ولن يمتلكه أحد سوى المقاومة)…
وأهم العوامل أنه وحين التحدث عن حرب مفتوحة يجب أن نُذكر بأن الإدارة الأمريكية ـ ومن يقف خلفها ـ ستواجه قوماً لا مجال لهم سوى الانتصار، ولا مفر لهم من الانتصار، فالعدو من أمامهم ومن خلفهم في فلسطين المحتلة، فلا يوجد أي خيار آخر سوى خيار المواجهة، كما أن المقاومة من جهتها تعتبرها الفرصة الأقوى (والتي لن تتكرر في القريب العاجل) لخوض حرب من نوع مختلف، وتكتيك مغاير للحروب السابقة، فالحرب اليوم ستنتقل من مرحلة الدفاع والتصدي إلى مرحلة الهجوم والتحرير…
وهنا لا بد من أن نسأل: هل الولايات المتحدة مستعدة لخوض هذه المغامرة… هل إسرائيل قادرة اليوم على مواجهة المقاومة شعباً ومقاومين… هل العرب (الداعون والممولون للحرب) سيكون لديهم القدرة على تحمل نتائج الحرب…
وفي النهاية، لا بد من توجيه ملاحظة بسيطة إلى كل من يصنف سير المعركة بناءً على الموقف الروسي: لم يكن جول جمال روسياً، ولم يكن عمار الأعسر، أو خالد الأزرق وغيرهم وغيرهم يحملون الجنسية الروسية…
السوريون يحترمون حلفاءهم فعلاً، ولكن الحرب هي حرب سورية بامتياز وسيخوضها السوريون بامتياز وسينتصرون بامتياز …
تتعدد السيناريوهات… والنتيجة واحدة هي الإنتصار…