الحرب الدائرة لم تفصح عن جميع أسرارها…
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
عشية انتشار وباء كوفيد ١٩ عام ٢٠٢٠ اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الصين صراحة بنشر الوباء، وطالب الأمم المتحدة بإجراء التحقيق اللازم!
ودارت رحى حرب إعلامية شرسة بين الإدارة الأميركية والصين حول من تسبّب بنشر الوباء في العالم، واتهم الرئيس الأميركي ووزير خارجيته مايك بومبيو الحكومة الصينية بالتستر لفترة طويلة على حجم انتشار العدوى ومدى خطورة الفيروس المتسرّب من مختبر الفيروسات في ووهان، وردّت الصين على الاتهامات الأميركية قائلة انّ الرئيس ترامب يحاول التغطية على فشل إدارته في مواجهة الفيروس واتخاذ الإجراءات المناسبة .
ولا يعرف أحد كيف انتقل هذا الفيروس الموجود في نوع من الخفاش يعيش في كهوف عميقة وفي مناطق وعرة وتقول أجهزة استخبارات غربية انّ الفيروس هو من إنتاج مختبر جرى تسريبه عمداً!
وتؤكد وزارة الدفاع الروسية انّ الولايات المتحدة أنفقت ٢٠٠ مليون دولار على تشغيل معامل بيولوجية في أوكرانيا قبل اندلاع الأحداث الأخيرة.
وتقول روسيا إنها التقطت طيوراً مرقمة تمّ إطلاقها من المختبرات البيولوجية في منطقة ايفانوفو وفورينينغ! وفي ١٦ نيسان ٢٠٢١ رُصد طير بط كبير (ذكر) جرى رميه بالرصاص، ما يدلّ انّ الهدف من الأبحاث البيولوجية كانت تموّلها الولايات المتحدة في أوكرانيا وإنشاء آلية سرية لنشر الأمراض الفتاكة وانّ الجانب الأميركي خطط لنشر الطيور والخفافيش والزواحف الحاملة لهذه الأوبئة في أوكرانيا عام ٢٠٢٢ والانتقال مستقبلاً لدراسة نقل حمى الخنازير الأفريقية والجمرة الخبيثة!
وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أكدت في العاشر من آذار الحالي بأنّ أوكرانيا تدير أكثر من عشر مختبرات بيولوجية مرتبطة بمشروعات دفاعية وصحية مشيرة الى انّ الحكومة الأميركية قدّمت للعاصمة الأوكرانية كييف مساعدات في مجال السلامة البيولوجية.
إذن حرب روسيا وأوكرانيا بدأت تكشف أوراقاً سرية خطيرة متورّطة فيها حكومة أوكرانيا والولايات المتحدة في ما يتعلق بالمختبرات البيولوجية في أوكرانيا، وإنتاج ضخم لتطوير أسلحة محترفة تحمل اسم «يو بي فور» في مختبرات كييف وخاركوف وأوديسا.
وتقول صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية: كان هدف المشروع دراسة إمكانية نشر أمراض تتميّز بقدرتها على الانتقال على شكل عدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة بما في ذلك انفلونزا الطيور التي تصل نسبة فتكها الى ٥٠% كما تمّ تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.
وتنفي الولايات المتحدة ان تكون التجارب التي أجراها العلماء الأوكرانيون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا تمّت بحضور علماء الأحياء الأميركيين، وتؤكد روسيا حصولها على وثائق تؤكد انّ البنتاغون كان يسدّد بشكل مباشر نفقات هذه الأبحاث. وقد تمّ نقل ١٤٠ حاوية فيها براغيت وقردة الى خارج المختبر البيولوجي في خاركوف قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.
وعلى الرغم من نفي الطرف الأميركي المعلومات الروسية، فإنّ معطيات اخرى تؤكد حدوثها، اذ قدّم برنامج قناة «فوكس نيوز» انّ موقف البنتاغون حين وصف اتهامات روسيا بأنها غير صحيحة، أكدت فيه نائبة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند وجود هذه المختبرات في أوكرانيا، وانّ ما كانوا يفعلونه في تلك المختبرات كان خطراً ومخيفاً للغاية. وأشار الصحافي تاكر كارلسون ان أوكرانيا هي أفقر دولة في أوروبا ومن الصعب تخيّل انّ هذا هو المكان المناسب للأبحاث البيولوجية!
ومما لا شك فيه انّ الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا لم تبح بجميع أسرارها، وهي تختصر الدوافع الروسية لاجتياح أوكرانيا.
وهل ما واجهه العالم من تداعيات كورونا وما أحدثه هذا المرض من كوارث صحية عصية على العلاج وما تسبّب به من انهيارات اقتصادية في أغنى الدول وما زالت والتي ما برح العالم يدفع ثمنها، كان صناعة بشرية حقيرة خرجت من مختبرات بيولوجية أشرفَ عليها تجار البشر في دول تدّعي الحرص على القيَم الإنسانية والحفاظ على الجنس البشري.