الجيش يقتحم «المحميات»: «القبض» على مستودع دقماق
صحيفة السفير اللبنانية:
تمكن الجيش اللبناني، للمرة الأولى منذ العام 2008 حتى الآن، من كسر بعض المحرمات، من خلال مداهمات وتوقيفات في طرابلس، شملت بعض الأماكن والمواقع المحمية، سياسيا ودينيا، وكان عنوانها الأبرز مداهمة شقة يمتلكها «النجم التلفزيوني» الشيخ بلال دقماق، وهو لطالما خاض مناظرات وتحدث مع قادة أمنيين ووزراء ونواب من لون سياسي معين، كان يعتبر نفسه محسوبا عليهم.
وقد عثر في الشقة التي يملكها دقماق في محلة أبي سمراء في طرابلس على مخزن كبير للأسلحة روّج ليل أمس، بأنه لا يخصه بل يخص داعي الإسلام الشهال الموجود خارج لبنان (على الأرجح في السعودية) والذي كان قد حرّض قبل نحو أسبوع ضد الجيش اللبناني بطريقة غير مسبوقة.
لكن مصادر أمنية معنية أكدت أن المخزن «يخص دقماق وهو قيد الرصد منذ فترة طويلة»، وقالت إن ما عثر عليه من أسلحة وذخائر «يدل على نيات تخريبية خطيرة»، وسألت «ما هي وظيفة العبوات الناسفة وقاذفات الـ«آ ربي جي» والقذائف والقناصات ورشاشات الكلاشنيكوف»؟
وقالت المصادر إن دقماق (رئيس جمعية «اقرأ») «شكل في مرحلة ما رأس حربة في محاولة نقل الحالة الأسيرية من صيدا إلى الشمال، وكان في طليعة مباركي حركة الشيخ الصيداوي.. وصولا إلى استضافة الأخير في الشمال وتنظيم تحركات لمصلحته».
وتضيف المصادر أن دقماق «كان يتباهى في منابر المدينة بأنه من المحسوبين على أحد وزراء المدينة الحاليين وعلى أحد الأجهزة الأمنية» ولدى التدقيق بـ«داتا» الاتصالات، تبين وجود تلاصق دائم بينه وبين قادة الموقوفين الإسلاميين في سجن روميه، حتى أنه كان يملك صلاحية إصدار بيانات ومواقف في محطات عدة».
وقالت المصادر لـ«السفير» إن الوضع الذي فرضه الجيش في طرابلس بعد ضرب المجموعات المسلحة فيه، «لم يعد يحتمل بقاء حالات شاذة في المدينة لطالما لعبت دورا تخريبيا ومن ضمن هؤلاء المدعو بلال دقماق الموجود حاليا في العاصمة التركية».
وأكدت المصادر أن لا مسايرات لأحد على حساب أمن طرابلس وأهلها أو المؤسسة العسكرية، ولا مكان للمداخلات والوساطات التي اعتاد بعض السياسيين القيام بها كلما ألقى الجيش القبض على أحد المرتكبين، وأشارت إلى أن هناك صفحة جديدة فُتحت في طرابلس، «وبلال دقماق نتصرف معه كمتوار وعندما يعود إلى لبنان.. سيلقى القبض عليه حتما».
وجزمت المصادر أن ما يقوم به الجيش حاليا «يندرج في سياق عملية تفكيك منصات العبث والتحريض والتوتير في مدينة طرابلس وفي سائر المناطق»، وختمت: ثمة رسالة وصلت الى كل من يرعى هذه الحالات أو يموّلها أو يغطيها مفادها «تفضلوا هذه هي حقيقة من تحمونه وترعونه وتمدونه بالمال والدعم، وها هو السلاح الذي يخبئه وهل يمكن أن يقال عنه سوى أنه سلاح الفتنة والقتل»؟