الجيش السوري وحلفاؤه يندفعون باتجاه البوكمال و’قسد’ تسعى للحاق بهم
من عمليات الجيش السوري وحلفائه في الصحراء
وأضاف صقر قائلاً إنّ “المنطق الميداني يقول إنّ الجيش السوري وحلفاءه سيكونان السبّاقين إلى البوكمال لأسبابٍ تتعلّق بجغرافيا الميدان وطبيعة المعارك والاشتباكات أي أنّ الجيش يتقدم بالمبدأ الطبيعي للعمليات الميدانية وفي حال حدوث سيناريو ما كالذي حدث في الرقة وحقول ريف دير الزور الشرقي النفطية حين دخل بين ليلةٍ وضحاها أشخاصٌ يرتدون لباس “قسد” لمنطقة الحقول النفطية، في حين كانت قواتها تبعد أكثر من أربعين كيلومتراً عن تلك المنطقة فهنا يصعب التكهّن بما سيحصل، والواضح أنّ “قسد” تضع عينها على البوكمال وهذا أمرٌ غير مخفي فالمتحدثة باسم “قسد” ليلى العبد الله قالت قبل فترة انّ “سوريا الديموقراطية ستتجه أينما يوجد الإرهاب وليست معنية بمنطقة معينة”، ومن قلبها رايان ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي قال انّ “البوكمال هدف لقوات التحالف” لكنّه حينها أفسح المجال لتطوراتٍ معينة حين تابع قوله بأنّ “قرار الوصول للبوكمال متروكٌ لقوات سوريا الديموقراطية”، ذلك كله يدلّ و يؤكد التنافس الحاد الحاصل، مشيراً في تصوره إلى أنّ الجيش السوري لن يسمح لأحد بدخول البوكمال بعد انطلاقته السريعة باتجاهها من ناحية الجنوب، ومؤكداً على الفرق الكبير بين سيطرة قسد على منطقة الحقول النفطية شرق دير الزور وبين إمكانية دخولها للبوكمال”.
بالعموم معركة البوكمال صعبة حسب حديث صقر، فإرهابيو “داعش” يستميتون في التصدي للجيش في حين يديرون ظهورهم لعناصر قوات “قسد”، ويؤكد أنّ “واشنطن لن تستطيع منع الجيش السوري وحلفائه من السيطرة على البوكمال لا بل على كامل الجغرافيا السورية، قد تؤخّر ذلك وتجعله امراً صعب المنال لكنها لن تستطيع منع حدوث ذلك”، وبالمحصلة ما قاله السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد للصحافة الأمريكية بأن الجيش السوري سيفرض سيطرته على كامل الجغرافيا السورية ناصحاً إدارته بالخروج من سوريا لم يأتِ عن عبث، فهو الخبير بواقع الصراع الدائر في سوريا حسب حديث “صقر” كما أنه آخر مسؤول أمريكي تواجد على الأراضي السورية، ويعلم كيف تطورت الأحداث بالتفصيل، وبالتالي لديه تراكم فائض من المعلومات التي شكّلت لديه القناعة بما تحدثه للصحافة الأمريكية قبل فترة، وعندما ترى واشنطن تصميم الجيش السوري على فرض سيطرته على كامل أراضيه لا يمكن لها مقارعة ذلك، وهنا أشار صقر إلى أنه ” لو لم تكن القوات الامريكية موجودةً على الأرض السورية لما استطاعت الفصائل المسلحة ولا داعش ولا النصرة ولا غيرها أن تكمل مهمتها وتسيطر على مناطق واسعة من سوريا في أعوام 2012و 2013 و2014، حيث كانت حينها تلك الفصائل والتنظيمات قادرةً على أداء دور فعّال في الميدان بغياب الوجود الامريكي المباشر على الأراضي السورية لكنّ المعادلة تغيّرت بعد عام 2015 و على الأمريكي التسليم بحتمية خروجه من سوريا رغم حالة عدم التكافؤ بينه وبين الجيش السوري، فالمؤكد أن الأخير ليس نداً للقوات الأمريكية لكنّه بما يملك من أوراقٍ وتحالفات استراتيجية أبرزها مع إيران وروسيا قادرٌ على إجبار واشنطن على الخروج من سوريا”.