الجولان السوري المحتل.. تاريخ وبطولات
صحيفة البعث السورية-
محمد غالب حسين:
يؤكّد أبناء الجولان السوري المحتل على الدوام الانتماء الأصيل الراسخ للوطن الأم سورية، والتمسّك والاعتزاز بالهوية العربية السورية، والولاء لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد. ولقد أعلنوا منذ لحظة احتلال الجولان السوري رفضهم للاحتلال الإسرائيلي، وما صدر عنه من قرارات احتلالية زائلة، وإجراءات عدوانية باطلة، معبّرين عن ثقتهم المطلقة بزوال الاحتلال، وتحرير كامل تراب الجولان، وعودة الجولان عربياً سورياً لوطنه وأهله وشعبه.
وبمناسبة الذكرى الحادية والأربعين للإضراب البطولي الذي أعلنه الأهل المناضلون في قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية والغجر وبقعاثا، في الرابع عشر من شباط عام 1982، رفضاً لما يُسمّى بقرار ضم الجولان، نستذكر الجولان تاريخاً وبطولات:
– الجولان هو الاسم المرادف لمحافظة القنيطرة.
– أحدثت محافظة القنيطرة بالمرسوم التشريعي رقم /٥١/١٣٣ تاريخ ٢٧/٨/١٩٦٤.
– تقع محافظة القنيطرة في الجزء الجنوبي الغربي من الجمهورية العربية السورية حيث تلامس حدود بلاد الشام: سورية ولبنان وفلسطين المحتلة والأردن.
– تبلغ مساحة الجولان 1860 كم2.
– يبلغ عدد قرى الجولان 164 قرية و146 مزرعة.
– بلغ عدد سكان محافظة القنيطرة 153 ألفاً استناداً لإحصاء عام 1966.
– تضم محافظة القنيطرة منطقتين وأربع نواح.
– منطقة القنيطرة تضم نواحي: مسعدة وخان أرنبة والخشنية إضافة لناحية المركز.
– منطقة فيق تضم ناحية البطيحة إضافة لناحية المركز.
– المنطقة التي احتلها الكيان الصهيوني في أعقاب عدوان حزيران 1967 تبلغ مساحتها 1260 كم2، وهي عبارة عن 137 قرية و112 مزرعة، إضافة إلى مدينتي القنيطرة وفيق.
– الاحتلال الإسرائيلي دمّر 131 قرية، و112 مزرعة، وارتكب أبشع المجازر بحق أهلها، وطردهم من مدنهم بلداتهم وقراهم ومزارعهم بقوة السلاح.
– بقي 7 آلاف مواطن في قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية والغجر وسحيتا، ووصل عددهم في نهاية 2022 إلى 25 ألفاً.
– حاصر الاحتلال القرى الـست، وعزلها عن بعضها، ومنع أهاليها من التواصل مع أهلهم في الوطن، لكن ذلك لم يمنعهم من مقاومته، ورفض ممارساته الاستعمارية.
– قام الاحتلال الصهيوني بتهجير أهالي قرية سحيتا إلى بلدة مسعدة، ودمر القرية وحولها إلى موقع عسكري لقواته.
– عمل الاحتلال على تغيير معالم الجولان الجغرافية والديمغرافية، وأقام 35 مستوطنة على أنقاض القرى التي دمرها، ويوجد فيها حالياً نحو 30 ألف مستوطن.
– هناك 76 حقل ألغام في الجولان، زرع الاحتلال فيها نحو مليوني لغم من مختلف القنابل العنقودية والأنواع الفتاكة، بعضها داخل القرى المأهولة وحولها.
– في 22 تشرين الثاني 1967، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي نصّ على انسحاب “إسرائيل” من الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما فيها الجولان.
– في 20 أيار 1969 اعتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني 14 من أبناء الجولان المحتل بتهمة توزيع المناشير التي تحرّض المواطنين على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وحُكم عليهم بالسجن بين سنة وخمس سنوات.
– في 4 حزيران 1971 أعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اكتشاف شبكة تتعامل مع الوطن الأم، واعتقلت العشرات منهم، وزجتهم بالسجون الصهيونية.
– مطلع 1973 نال الشاب عزت شكيب أبو جبل شرف الشهادة، وهو يحاول اجتياز خط وقف إطلاق النار حاملاً وثائق عسكرية مهمة لوطنه الأم، وعلى إثر ذلك اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي 67 مناضلاً جولانياً منهم والد الشهيد الذي صدر بحقه أحكام جائرة بالسجن، بلغت 315 عاماً.
– في 6 تشرين الأول 1973 بدأت حرب تشرين التحريرية لمحو تداعيات نكسة حزيران عام 1967، وإعادة الحقوق وتحرير الأرض.
– سطّر الجيش العربي السوري خلال الحرب ملاحم بطولية مشرفة، وكبّد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة.
في 22 تشرين الأول 1973، صدر قرار مجلس الأمن الدولي 338 الذي نص على ضرورة تنفيذ قراره 242 بجميع أجزائه.
– بعد حرب تشرين التحريرية وحرب الاستنزاف التي تلتها تم توقيع اتفاقية فصل القوات في أيار 1974.
– في 26 حزيران 1974 رفع القائد المؤسّس حافظ الأسد علم الوطن فوق سماء مدينة القنيطرة، إيذاناً بتحريرها مع عدة قرى ومزارع بالجولان، ومنطلقاً لتحرير كامل تراب الجولان، حيث كانت أعلام الوطن فوق كل منازل قرى الجولان السوري المحتل بينما يحاكم الاحتلال الصهيوني أربعين مناضلاً جولانياً.
– في 25 كانون الأول 1975، اعتقل جيش الاحتلال الاسرائيلي عشرات الشباب من قرى الجولان السوري المحتل بتهمة تهديد أعضاء المجالس المحلية التي عيّنها الاحتلال الإسرائيلي.
-في كانون الأول 1976، استشهد الشاب نزيه أبو زيد عندما حاول اجتياز حقول الألغام، فقام الاحتلال الإسرائيلي باعتقال العشرات من أبناء قرية مجدل شمس.
في 25 آذار 1981، أصدر أبناء الجولان السوري المحتل الوثيقة الوطنية التي أكدوا فيها أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سورية، وأن الجنسية العربية السورية صفة ملازمة لهم لا تزول، وتنتقل من الآباء إلى الأبناء.
– في 14 كانون الأول 1981، أعلن الاحتلال قراره العدواني الاحتلالي الباطل بـ”ضم الجولان” وفرض قوانينه وولايته عليه.
-في 17 كانون الأول 1981، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 497 الذي يؤكد هوية الجولان العربية السورية، ويعتبر قرار الضم لاغياً وباطلاً، ولا أثر قانونياً له.
– في 14 شباط 1982، أعلن أهلنا في الجولان الإضراب العام الذي ترافق بالمظاهرات العارمة.
– في 30 آذار 1982، أعلن الاحتلال أنه سيفرض “الهوية الإسرائيلية” على أبناء الجولان، واقتحمت قواته في الأول من نيسان القرى المحتلة ونكلت بالأهالي.
– في 1 نيسان 1982، خاض الأهالي معركة الهوية، تأكيداً على تمسكهم بهويتهم العربية السورية ورفضاً لقرار الاحتلال، حيث أحرقوا “الهويات الإسرائيلية” على مرأى من قواته المدججة بالسلاح.
– في تموز 1982، وبعد أكثر من 6 أشهر من الإضراب اضطر الاحتلال للرضوخ لمطالب أهالي الجولان والتراجع عن مخططه العنصري، لفرض “الهوية الإسرائيلية” عليهم.
– قدم أهالي الجولان قافلة من الشهداء دفاعاً عن أرضهم، من بينهم عزت شكيب أبو جبل، ونزيه أبو زيد، وغالية فرحات، ونزيه محمود، وهايل أبو زيد، وسيطان الولي، وأسعد الولي.
– في الثامن من آذار 1987، نالت غالية فرحات شرف الشهادة، وهي تشارك بمظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلي بقرية بقعاثا.
– في 27 آب 2014، أغلق الاحتلال معبر القنيطرة الذي يعدّ المعبر الشرعي الوحيد لتواصل أهالي الجولان المحتل مع وطنهم سورية، وتسويق محاصيلهم الزراعية “التفاح والكرز” فيها.
– في 30 تشرين الأول 2018، اعتصم أهالي الجولان في بلدة مجدل شمس رفضاً لما تسمّى انتخابات المجالس المحلية، ومنعوا سلطات الاحتلال من إجرائها وأحرقوا البطاقات الانتخابية.
– في 25 آذار 2019، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قراره غير الشرعي بتأييد ما يُسمّى بضم الجولان إلى كيان الاحتلال، وأكدت سورية رفضها المطلق والقاطع للقرار الذي يمثل أعلى درجات ازدراء الشرعية الدولية، مشددةً على أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً، حيث نظم السوريون وقفات احتجاجية في جميع المحافظات، رفضاً لقرار ترامب، مؤكدين أنه إرهاب دولي منظم، وأن الجولان المحتل عربي سوري، وسيعود إلى الوطن.
– في آذار ونيسان 2019، نظم أهالي الجولان وقفات احتجاجية رفضاً لقرار ترامب، مشددين على أنه غير شرعي، ويخالف قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
– في 14 حزيران 2019، أعلن الاحتلال عن إقامة مستوطنة باسم “ترامب” على مساحة نحو 276 دونماً من أراضي قرية القنعبة المهجرة في الجولان المحتل.
– في 18 حزيران 2019، جرى إضراب شامل لأهلنا رفضاً لمخطط الاحتلال الاستعماري إقامة توربينات هوائية على نحو 6 آلاف دونم من أراضيهم.
– في 2 شباط 2020، جرى إضراب شامل ثانٍ لأهالي الجولان رفضاً لمخطط التوربينات الهوائية التهويدي.
– في 9 كانون الأول 2020، جرى إضراب ثالث رفضاً لمخطط التوربينات، وقامت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص والغاز السام على أهلنا الذين اعتصموا في أراضيهم، ما أدى إلى إصابة العشرات.
– في11 تشرين الأول 2021، نظم أهلنا وقفة احتجاجية في قرية مسعدة رفضاً لعقد حكومة الاحتلال اجتماعاً استفزازياً على أرض الجولان وإعلانها عن مخطط لإقامة 7 آلاف وحدة استيطانية، لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان.
– في 26 كانون الأول 2021، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعاً في الجولان أعلنت خلاله عن إقامة مستوطنتين جديدتين على أرضه تضمان 12 ألف وحدة استيطانية، وأكدت سورية أن ذلك انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة، وقرار مجلس الأمن 497، مشددةً على أنها تعمل على إعادة الجولان كاملاً بجميع الوسائل المتاحة التي يكفلها القانون الدولي، باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم.
– في 29 نيسان 2022، أقام أهلنا في الجولان خيمة اعتصام مفتوح في منطقة المنفوخة شرق قرية بركة المهجرة، رفضاً لمخطط التوربينات، مطالبين المجتمع الدولي بوقفه.
– في 14 أيار 2022، نظم أهلنا في الجولان مظاهرات في سحيتا والحفاير والمنفوخة رفضاً لمخطط التوربينات الذي يهدّد بالاستيلاء على أراضيها.
– في11 حزيران 2022، جرت وقفة احتجاجية لأهلنا في منطقة مرج اليعفوري بين قريتي مسعدة ومجدل شمس، تأكيداً على مواصلة النضال لإفشال مخطط التوربينات الاستيطاني.
أمام كلّ ذلك، تجدّد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنوياً اعتماد قرارات تؤكد أن الجولان عربي سوري، وأن إجراءات “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال باطلة، وعليها الانسحاب الكامل منه حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وضرورة تنفيذها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 497. كما تؤكد سورية باستمرار أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأنها تعمل على إعادة كل ذرة من ترابه بكل الوسائل المتاحة، باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم، وتشدّد على أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان باطلة، وتنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً.