الجمعيات الخيرية الكويتية توقف مشاريعها الإنشائية في شمال سوريا
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
كشفت تقارير صحفية معارضة أن الجمعيات الخيرية الكويتية، أوقفت مشاريعها الإنشائية الجديدة في شمال سوريا، بعد إصدار وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة بإدارة الجمعيات الخيرية والمبرات، تعميما لرؤساء مجالس 64 جمعية خيرية، يقضي بوقف منح الموافقات لتنفيذ المشروعات الخيرية الإنشائية في الداخل السوري.
وجاء ذلك، على خلفية المشاريع السكنية في منطقة عفرين لإسكان وتوطين المهجرين، والمساهمة في عملية التغيير الديموغرافي في عفرين بدعم من الحكومة التركية، بحجج ومسوغات تحت مسميات “إنسانية”، لترسيخ التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، من خلال إنشاء منازل وقُرى لتوطين وإسكان المهجرين فيها على أرض غالبية سكانها مهجرين مشردين بفعل عملية “غصن الزيتون”.
وأدت العملية العسكرية التركية مطلع عام 2018 إلى تهجير أكثر من 300 ألف شخص من سكان منطقة عفرين من أبناء الشعب الكردي ذي الغالبية السكانية هناك.
تحت مسمّى “غصن الزيتون”المناقض تماماً لدلالة غصن الزيتون في التراث والثقافة كرمز للسلام والأمان، شنّ الجيش التركي ومعه 25 ألفاً من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أنقرة حملةً عسكرية ضخمة ضد منطقة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية شمال غرب حلب، في العشرين من شهر كانون الثاني 2018، في خرقٍ للقانون الدولي بالهجوم على أراضي دولة أخرى، دون تفويض من السلطات الرسمية، تحت مزاعم تهديد أمنها القومي من القوات الكردية المتواجدة في عفرين.
لم تقدّم الحكومة التركية أي أدلة وقرائن ملموسة حول حقيقة وجود أي تهديدات، فقد التزمت وحدات الحماية الشعبية YPGبعدم تشكيل تهديد مباشر أو غير مباشر للأراضي التركية المجاورة طيلة السنوات الماضية بقرارٍ مركزيٍ من قيادة الوحدات. وأظهرت ضبطاً للنفس رغم الاستفزازات التركية المتكررة للوحدات لاستدراجها في الرّد عليها.
وقال مصدر كردي من عفرين في حديث سابق لوكالة أنباء آسيا أن الحكومة التركية ومن منطلقٍ توسعيٍ تطمح إلى السيطرة على مناطق واسعة من شمال سوريا والعراق، وخصوصاً الكردية منها، لمحاربة النهوض الكردي في الداخل التركي أو خارجه بحسب زعمهم. تكتسب منطقة عفرين أهميةً خاصةً لدى تركيا وذلك لقربها من لواء إسكندرون (يحدّ عفرين من الغرب سهل العمق التابع للواء) ذي الأهمية البالغة والذي احتلته تركيا عام 1939 إبان الانتداب الفرنسي على سوريا وبالتواطؤ مع السلطات الفرنسية. يُشكّل المكوّن الكردي غالبيةً مطلقة في المنطقة بنسبة أكثر من 95% حسب تقديرات الكثير من سكان المنطقة والباحثين.