الثورة السورية: السعودية اعتادت أن تكون البوابة لتفخيخ الوضع الإقليمي
أشارت صحيفة “الثورة” السورية إلى أن “بني سعود لا يكتفون بنفيهم أي التزام بالمساعدة في عقد المؤتمر الدولي، بل يلوحون بتهديداتهم، حتى في وجه سادتهم، من أي اتفاق دولي مع إيران لا يلبي رغباتهم التي ينفردون بها عن سائر دول العالم في مشاركة الإسرائيلي بالهواجس والمخاوف التي يثيرها الحديث عن امكانية الاتفاق مع إيران، كما يرعبهم الحديث عن الحل السياسي للأزمة في سوريا”.
ورأت أن “السعودية لم تستطع أن تحتمل كلاماً يتعارض في المبدأ مع تاريخها الذي أدمنت فيه على اشعال الحروب، ومناقضاً لكل توجهاتها، حتى لو كان من باب الكياسة السياسية أو من منظور اللباقة الدبلوماسية، لأن في ذلك انتقاصاً لدورها والأهم لوجودها الوظيفي، حيث لم يسبق لها أن كانت إيجابية مع أي جهد دولي يسعى لإيجاد حلول سياسية، وهي التي اعتادت أن تكون البوابة الحصرية لتفخيخ الوضع الإقليمي وتأجيج نيران النزاعات فيه.، كما لم تستطع السعودية ان تقبل توصيفاً لم يرد يوماً في إحداثيات الخارطة التي أنتجها “سايكس بيكو” كمملكة وظيفية، ينتهي حضورها حين تخرج عن نطاق ما هو وارد في النص الأصلي، وهي التي لا تحبّ عادة الخروج عن النص وتحديداً الخارجين عن نصوصها الخاصة التي لا تشبه نصوص ما عرفه التاريخ، فكان لا بد من توضيح وتصويب اقتضى الرد على الحديث الروسي، بأنها لم تلتزم بالمساعدة على عقد المؤتمر الدولي”.
وأضافت: “في الاستنتاج الأولي والطبيعي أن ما لم تردّ عليه السعودية في السابق يعني أنه صحيح، وأن ما تنفيه كان واقعاً، وفي الاستنتاج ذاته أن ما يقوله مرتزقتها وإرهابيوها حقيقة قائمة، وما تعلنه الدوائر القريبة من بلاط بني سعود وقائع ومعطيات وليست تحليلات أو تكهنات”.
واعتبرت أنه “لأول مرة تكون صادقة وقد تكون الأخيرة، ولأول مرة تشعر بأنها تهمة لا أساس لها ولا يمكن للسعودية أن تُخطئ مثل هذا الخطأ، أو أن ترتكب هذا الإثم العظيم، وتساعد في إيجاد حل سياسي لحرب كانت ولا تزال توفر لها وقود الإرهاب والمرتزقة، وتؤجج فيها كلما خمدت أو كلما حاصرتها الجهود الدولية”، مشيرة إلى أن “كل ذلك بات معروفاً وواضحاً، لكن أن تلوح بخياراتها وطاولتها في لغة تهديد للدول الغربية بأنها ستتصرف إذا ما جرى أي اتفاق مع إيران، فهذا يحتاج إلى وقفة تأمل طويلة، بل إلى إعادة حسابات كلية، ليس مما يشكله هذا التهديد وما يحمله في طياته، والكل يدرك أنه أجوف وأرعن بل بما يشي به من حال «بني سعود» والدرك الذي وصلوا إليه في ظل حفلات الهذيان المنتظرة”.
ورأت أنه “قد يمتلك “بني سعود” من العوامل ما يبرر هذا الهذيان لجهة الاحتمالات الصعبة التي تنتظرهم، وقد يجدون فيها ما يكفي من الدوافع لهذا التغريد خارج المناخ العالمي برمته، وان يجاهروا بذلك، وهو في حده الأدنى يميط اللثام عن الدور وعن الموقع الذي يؤدونه، رغم التصدعات التي يتعرض لها دورهم وموقعهم، ورغم الأعاصير والعواصف التي تهدد باقتلاع وجودهم والمكابرة هنا لا تعني أبداً امتلاكهم أوراق قوة، بقدر ما تشي بمساحات الضعف وبدء مرحلة الانهيار السياسي والدبلوماسي وصولاً إلى التلاشي الوجودي في الدور والموقع والوظيفة”.
وتابعت: “لا نعتقد ان القضية تدخل في باب المبالغة إذا ما أخذنا بالحسبان خلفيات التهور السعودي وهذا السعار في تصعيد المواقف، بل تعكس حالة من الانتحار السياسي في كلا الاتجاهين، فلا مخاصمة الأميركي ومعاندة المناخ الدولي تحميه من الانهيار أو تؤخر من تداعياته، ولا القبول والرضوخ للأمر الواقع يمكن له أن يخرجه من النفق المحكم الإغلاق الذي ينوخ داخله”.