التيار الوطني الحر يملأ الطريق الى قصر بعبدا..والعماد عون يجدد المطالبة بقانون نسبي وبرئيس لا يكون دمية بيد أحد
أحيت جماهير التيار الوطني الحر ذكرى 13 تشرين بحشود كبيرة أمام قصر بعبدا، ولبّى أبناء التيار البرتقالي الدعوات منذ الصباح الباكر وضمن أكثر منطقة منطلقين نحو قصر بعبدا في إشارة واضحة إلى حجم التمثيل الشعبي الكبير الذي لا زال يحظى به العماد عون.
وبعد وضع إكليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء ذلك اليوم واستعراض لما جرى قبل 25 عامًا ممن عايش تلك الفترة، اعتلى العماد عون المنصة خاطبًا في الجموع ومستعيدًا بالذاكرة تلك الحقبة الصعبة التي واجهته.
وكعادته وجّه الجنرال التحية لمحبّيه بعبارته المعتادة “يا شعب لبنان العظيم”، لافتًا أنه في 13 تشرين “حافظنا على حقنا وبقي راسنا مرفوعاً”، متوجهاً للحشود “اليأس لم يتمكن منكم واليوم انظر اليكم وأجد نفس العزيمة”.
الجنرال عون خاطباً في الجماهير في بعبدا
وأكد الجنرال أن سبب هذا الاجتماع في كل عام هو “لنعلّم أبناءنا أن الوطن بحاجة الى تعب وشقاء لكي ينبني واحياناً يكلّف دم وشهادة”، لافتًا إلى أن الكثيرين ظنوا أن لبنان في 13 تشرين دُفن وأننا صرنا جثة سياسية، لكن في هذا اليوم أرض لبنان ارتوت “وطلع زرع طيّب وما شكّيت ولا نهار بهذا الأمر”، مضيفًا أن “تضحياتنا ثبتّت سيادة وحرية واستقلال لبنان”.
وأكّد العماد عون أنه كان يعرف “قبل تحقيق التحرير أنّ التحرر أصعب منه، ودرب التحرر ما زال طويلاً ويتطلّب تحرير النفوس من التقاليد البالية”، معتبرًا أن الاشكالية الكبيرة هي أن من حكم لبنان منذ 13 تشرين لا زالوا أنفسهم رغم تغيّر الوصي، وأن هذه الطبقة السياسية التي حكمت خلال 25 عامًا هي المسؤولة عن الانهيار الحاصل في البلد.
حشود كبيرة من مناصري التيار البرتقالي
وتوجّه الجنرال إلى الحشود قائلًا “أن التغيير لن يحصل الاّ بكم أنتم الشعب الصامد، ووحده صوت الشعب هو الذي سيحرر بيت الشعب فأبقوا أصواتكم عالية”، مشيراً إلى وجود “مرحلة جديدة من النضال قد بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثم الاصلاح”، وأضاف ” عم يعملو المستحيل ليقوقفوا صوتكم ولكن صوت الشعب من صوت الله وما حدا بيقدر يوقفه”.
ورأى العماد عون أن التغيير يكون من خلال انتخابات حقيقية تمثل فعلا الشعب اللبناني ومن هنا يأتي نضالنا بالمطالبة بقانون نسبي يمثل الجميع، معتبرًا أن اليوم ليس كالأمس وأن غدًا ليس كاليوم، و”رح يجي التغيير ويليه الإصلاح”، وأضاف “من وقت لوقت رح ننزل على شوارع بيروت والحضور رح يكون أكبر”.
وفي ملف رئاسة الجمهورية رأى العماد عون أنهم يريدون رئيس جمهورية “ينخّ راسو ونحنا بدنا ياه رئيس على صورتكم”، وأنهم يريدون “رئيس لا يسترجي يستشهد للحق”، في وقت “نريد رئيسًا للجمهورية لا يكون دمية بيد أحد”.
الحشود البرتقالية قدمت من مختلف المناطق اللبنانية
وأشار الجنرال إلى ان هناك مجموعة في البلد تعتمد السياسة الكيدية وتعرقل المشاريع الإنمائية في الطاقة والكهرباء، وأعطى مثالًا أن لبنان أكبر بلد فيه مياه، وهم يعرقلون مشاريع السدود ومياهنا تذهب إلى البحر وندفع ثلاث فواتير للمياه.
وتابع رئيس تكتل التغيير والاصلاح أن “هدر أموال الدولة والديون والزبالة على الطرقات جايي من ورا ادارة فاشلة”، وأضاف “عم يتهمونا بالتعطيل، نعم نحنا عم نعطّل قراراتكم الكيدية”، ورأى أن “الشعب سيساهم بالتغيير لأنّنا في مرحلة نضال وسواعدكم هي من ستغيّر الواقع”.
وأضاف العماد عون أن “مؤسسة الجيش تعاني من خلل قيادي للتمديد في مراكزها العليا”، وان هذا التمديد موضوع خطر جدًا لأنه ” عم يفككّ الدولة حتى حكومتنا عيارة لو انتخبنا رئيس للجمهورية”، لافتًا إلى أنه أصبح على رأس قيادة الجيش وقوى الأمن والمجلس العسكري قيادات فاقدة لصلاحياتها، كما لفت إلى أن التلاعب بالاستحقاقات سيفضح ارتهانهم للخارج خاصة من يقاتل بسيف غيرهم، وأن التلاعب بالقوانين سيجعلهم يدفعون الثمن.
الحشود العونية في بعبدا
وفي ملف الارهاب قال العماد عون “إننا نبهنا في حروب الربيع العربي ان لا وجود للفوضى الخلاقة وانها ستدمر المنطقة، اثبتت الايام ان خياراتنا تخلص الوطن، انها الحرب الكونية على العونية”.
وأكمل العماد عون أنه للأسف بعض اللبنانيين يدعمون الشر اليوم كما دعموا اسرائيل منذ سنوات في حربها ضد لبنان، لافتًا أنه في حرب تموز كان خيارنا سنوات حرب مع الخارج ولا ساعة حرب في الداخل لكي نحمي لبنان، قائلًا أن “الوطن امانة بين أيدينا وسنحافظ عليه ونعيده نظيفاً”.
وختم الجنرال كلمته بالقول “حققنا حلم العودة والتحرير، سننظف وطننا من كل الوسخ حتى يعود نظيفا مثل ام الشهيد، فقد جاءت ساعة الندم ولا احد يراهن على الوقت، نحن ابناء الرجاء وابواب الجحيم لن تقوى علينا ولا على كسر ارادتنا”.
بعدها بدأت الوفود المشاركة بمغادرة طريق “بيت الشعب”، فيما بقيت فرق لوجستية لتنظيف مكان الإحتفال.