التنقيب عن النفط في البلوك 9 تحرر.. وفهل تلتزم “توتال” بعدد اللبنانيين على الحفارة؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
الى مرحلة الجد انتقل ملف التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 جنوب لبنان، فمع الانتهاء من دراسة تقييم الأثر البيئي لنشاطات أعمال الحفر الاستكشافية فيه، ستبدأ مجموعة “توتال إنرجي” ووزارة الطاقة والمياه هذا الأسبوع، بتنظيم ندوات في كل من بيروت ومدينة صور بهدف التواصل مع المجتمع المحلي ودرس الأثر البيئي والاجتماعي في المناطق المحيطة لمنطقة الحفر، إضافة إلى تحضير الشباب اللبناني لمرحلة جديدة في سوق العمل المتخصص بالغاز، ومواكبة القطاع، فهل ستلتزم “توتال” بنسبة الموظفين اللبنانيين المفروض تواجدهم على باخرة الحفر؟، وهل سيقتنص لبنان الفرصة الذهبية التي منحته اياها اتفاقية الترسيم البحرية بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً مع تحريك ملف الغاز والنفط في شرقي المتوسط، والذي سيساعد على تفعيل الانبوب العربي للنفط؟.
بانتظار وصول الحفارة “ترانس أوشين” (TransOcean) التي ستلتزم أعمال الحفر في حقل “قانا” ضمن البلوك 9، مطلع أيلول المقبل والمباشرة بعمليات الحفر، دعت وزارة البيئة المواطنات والمواطنين كافة للاطلاع على دراسة تقييم الأثر البيئي لنشاطات أعمال الحفر الاستكشافية والتي سيقوم بها إئتلاف “توتال إنيرجيز” وشركاؤها، بهدف وضع التعليقات والملاحظات أو المشاركة في جلستين عامتين وذلك في 31 أيار في بيروت وفي 1 حزيران في صور.
التفاؤل الذي ارتفع منسوبه مع عودة الفريق اللبناني من فرنسا بعد اجتماعات عقدها على مدى اربعة ايام مع شركة “توتال”، خلصت إلى ان النتائج قد تكون مشجعة في البلوك رقم 9، بعدما إطلاعا على كافة تجارب شركة توتال في الحقول المستكشَفة في مياه المتوسط ومنها حقل “كاريش”.
وكشف المشاركون في الاجتماعات انه بات معروف لدى الشركة على اي اعماق سيتم الحفر، وفق ثلاث سيناريوهات وضعتها “توتال” للتطوير في حال حصل اكتشاف للبترول، لافتين الى انهم لمسوا تفاؤلاً كبيراً لدى الشركة بالنتائج.
وخلال الايام العشر المقبلة سيتم العمل على اعداد شباب لبنان لمواكبة قطاع النفط والغاز، والحفارة التي تستوعب قرابة 140 موظفاً، سيتم اشراك 30 لبنانياً بالعمل على متنها لدة 70 يوماً وفق اعلان للوظائف على موقع وزارة العمل، وموقع هئية إدارة قطاع النفط.
عملية الحفر ستستغرق بحسب المتابعين للملف حوالى الشهرين ينقسم فيها طاقم العمل الموجود على الحفارة الى فريقين يعملون مداورة 24 على 24 ساعة لمدة 15 يوما متواصلا، ثم يرتاحون بعدها 15 يوما قبل ان يُعاودوا الحفر مجددا.
أمّا الحفارة التي تم التعاقد معها فمن المتوقع ان ينتهي عملها في بحر الشمال في بريطانيا نهاية شهر تموز لتنطلق باتجاه لبنان، حيث من المتوقع ان تصل في نهاية آب الى نقطة الحفر في البلوك رقم 9، على ان تُباشر عملها في مهلة تتراوح ما بين اسبوع الى 10 ايام، تكون خلالها قد أتمّت كل التحضيرات اللازمة لموقع الحفر.
ومن المتوقع ان تنتهي اعمال الحفر بعد شهرين من اطلاقها، اي في اوائل شهر تشرين الثاني، على ان تعلن النتائج في نهاية العام اي بعد شهرين على وقف اعمال الحفر، تقوم خلالها توتال بتحليل المعطيات المتأتّية من عيّنات الحفر عن نوعية التربة، عمرها، ما تحتويه من غاز او بترول، او مكثفات البترول.
ويؤكد المراقبون ان التنقيب عن النفط في البلوك 9 تحرر اخيراً، ومسار العمل انطلق بجدية وبوتيرة تصاعدية بعد توقف قسري دام أكثر من سنة ونصف أي منذ أيّار 2021، استجابة لضغوط إسرائيلية ودولية بمنع التنقيب قبل إتمام عملية الترسيم.
وبحسب عضو هئية إدارة قطاع النفط وسام الذهبي، انه نظراً إلى اقتراب موعد البدء بعملية الاستكشاف في البلوك 9، فإن الامر يستدعي البحث في الخطط وسيناريوهات الحَفر ونتائجه، والكميات المستكشَفة إن كانت تستدعي التطوير أم لا.
وبقدر ما يقترب موعد الحفر بقدر ما ينكب المعنيون على البحث في كل هذه المواضيع، من بينها دراسة الأثر البيئي التي ستكون مدار بحث خلال اجتماعين ستعقدهما توتال مع المعنيين والمهتمين لإطلاعهم على نتائج الدراسة ومناقشتها والبحث في وسائل المحافظة على البيئة خلال أعمال الحفر والاستكشاف، خصوصا أن شركات النفط العاملة في قبرص ولا سيما الأميركية منها، تتحرّك أيضاً للتنقيب عن النفط، فبعد 10 سنوات من التوقف أجرت شركة “شيفرون” في الفترة الأخيرة حفراً تقييمياً في حقل “أفرودايت” للغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص، على أن تنتقل لاحقاً إلى مرحلة الإنتاج استناداً إلى نتائج الحفر. كذلك “إيكسون موبيل” تتحرّك في البلوكات التي استكشفتها وتبحث في كيفية استخراج الغاز، فيما غالبية المشاريع تتطلع إلى إنشاء بنى تحتيّة مشتركة بين بعض الحقول في شرقي المتوسط للاستفادة من كميات الغاز المستخرَجة وتصديرها إلى أوروبا أو غيرها من البلدان، بما يوفّر قيمة مادية للشركات والحكومات على السواء.