التنظيمات الإرهابية والتكفيرية مرض عضال يفتك بالبشرية
صحيفة الوفاق الإيرانية-
عبد الرزاق الكوي:
ارتبط اسم داعش بسيل من دماء الأبرياء بما يحملون من فكر تكفيري يعيد للأذهان تاريخ الخوارج من القتل واستغلت مثل هذه المجموعات الساذجة لضرب البنى التحتية لمجتمعاتهم، يحملون الحقد والكراهية لكل مخالف لتفكيرهم الإجرامي.
هذه التنظيمات كانت ولا زالت مرضا عضال يفتك بالبشرية، تدار هذه التنظيمات من قبل أعداء أمتهم اكسبهم رعاة هذه التنظيمات خبرات ليس للإصلاح والإعمار بل لخدمة استراتيجيتهم التي استندت على فتاوى تكفيرية في الإجرام وأن المجتمعات والعالم كافر يجب محاربته.
هذه التنظيمات لها من يستغلها ويدعمها لتحقيق مآربه التوسعية لخلق واقع يناسب سياسته رغم اختلافهم وخلافاتهم وعداوتهم الكل يعمل لمصلحته وتحقيق تطلعاته ويخدمون أجندات بعضهم، ولهذا تفرع من هذا التنظيم اجنحة وولايات لكل منطقة او مجموعة دول متجاورة، بعضهم قضى عليهم بعد أعوام من الدمار والخراب والقتل الجماعي وجرائم لم تفعلها الحيوانات المتوحشة نزعة الرحمة من قلوبهم، انتهى أو ضعف كثيرا في بعض البلدان بعد أن استنفذت مهمته، خرج بتاريخ أسود ومسيرة حافلة الإرهاب الدموي، خلف وراءه الثكالى والأيتام بعد ان قتل عائلهم، فالتحالف الدولي استغل هذه التنظيمات وخير شاهد ما يحصل في أفغانستان، يخرجون ولم ولن يتركوا بلد حتى يطمئنوا على دماره وتخلفه وخلق واقع من الأزمات والاختلافات ليستمر مستقبلا نزيف الدم والقتل، تنظيمات ترفض الوجود الأجنبي وتقاومه، وعلى أرض الواقع يخدمون بعضهم، لم يحاربوا التنظيمات الارهابية القوات الأجنبية كثر حربهم وقتلهم الأبرياء في كثير من الدول، بعض افكار هذه المجموعات مقاتلة القريب قبل البعيد، اكتوت البشرية المسالمة والبريئة بهذا البلاء.
اليوم هناك في أفغانستان وليد أكثر إجراما وهو من مواليد داعش الارهابية هو ولاية خراسان، تأسست عام 2015، انشأت كولاية لمنطقة تضم آسيا الوسطى وهي منطقة تمتد في آسيا، من بحر قزوين في الغرب إلى الصين ومنغوليا في الشرق، ومن أفغانستان وإيران في الجنوب إلى روسيا في الشمال. تتكون المنطقة من جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابقة والتي تتكون حالياً من أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان، هذا هو الاسم القديم لهذه المنطقة من أجل إحداث تغييرات بما يلائم السياسات الخارجية ورسم واقع متأزم جديد ليس لافغانستان فقط بل للدول المجاورة لتكون كما كانت سابقا وأبداً اداة لخدمة مصالح استخبارات عالمية في منطقة حساسة من العالم ودول تتصدر السياسة العالمية المتمثلة في دولة الصين ومكانتها الاقتصادية المتنامية والمنافسة لتطلعات القوى الكبرى ولتكون حجر عثرة وخلق واقع مشابه لهذا التنظيم في دول دمرت بسبب هذا الوجود، “كلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا”، ليكون أخطر ما انجبت داعش، تكاثرت الأفكار واجتمعت الايدلوجيات واختلطت المفاهيم فكان الوليد كفرا يحمل الشر بين طياته ويحلم بالزعامة على نطاق عالمي يحلم بإقامة دولة الخلافة ويعتبر الحكومة المشكلة في أفغانستان منحرفة عن المسار الصحيح وانها في فكرهم غير شرعية، هذه الجماعة المجرمة لها تاريخ حافل من اشد الإجرام فتكا بالطبع ليس في ساحات الحرب، بل الأماكن العامة لم يسلم مستشفى ولا جامعات ولا مدارس بنات، ولا مساجد ودور عبادة وغيرها من الأماكن الآمنة والمستقرة التي تحولت حياتهم جحيم قطعت أجسادهم بتفجير هنا وتفجير هناك زرعوا الألغام ليحصدوا المزيد من انتصاراتهم المزيفة والخاوية من كل قيم الإنسانية تعدت هجماته من افغانستان الى باكستان وطاجيكستان والهند نصيبهم من التفجيرات الغادرة.
هذه المجموعات اليوم ليس تكفّر العالم فقط، بل تكفّر من أنشأها واحتواها وحتى وان لم يجدوا من يكفّروه كفّروا أنفسهم، فقد خاض قتالا مع الحركة قبل وصولها للحكم ولم يعترف او يبارك لها الإمساك بالسلطة واستغل الوضع لصالحه في ظل وضع ضعيف وينخره الفساد والوضع الاقتصادي المتردي وتفكك الجيش وتدهور القوة العسكرية بسبب سنوات من الحروب العبثية التي ليس لأفغانستان فيها ناقة ولا جمل، بل سياسات عالمية تلعب في مقدرات العالم، خلف واقع مزري على الأرض، دولة مفككة بعيدة عن التطور في كثير من مجالاتها الحياتية، لا يستطيعون مواكبة التقدم التكنولوجي من استخدام كثير من الصناعات واستخدام وتشغيل كثير من الأسلحة المتقدمة من طائرات حديثة، شعبا ظلم خلال سنوات طويلة وفي ظل السكوت العالمي عن ما يجري في هذا البلد، يحتاج الى سنوات طويلة من التأهيل والتدريب والفنيين في كافة المجالات الحياتية في إدارة شؤون دولة متعددة الأعراق والطوائف نخر جسدها حروب بالوكالة جربت على هذه الأرض مالا يخطر على بال بشر من الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا على أيدي لا ترحم. اليوم يترك في وضع اقتصادي يعيش فيه غالبية هذا الشعب تحت خط الفقر المدقع، يحتاج الى مساعدات بالتأكيد هذه المساعدات لها توابعها وشروطها المجحفة، بلد هرب وهاجر وشرد كل طاقاته العلمية وكثير من الأدمغة والكفاءات، وبقى امراء الحرب وملوك السلاح يلعبوا على الوتر الطائفي والعرقي والاثني، كل يوم مزيد من القتل والدمار.
ارتفاع مستوى التهديد من قبل هذا التنظيم وغيره والمستجدة منه ومن يطبخ من التنظيمات الجديدة على نار هادئة لا زال يشكل خطر مضاعف حتى تستمر حالة عدم الاستقرار، يعمل على تجنيد وتجميع خلايا ارهابية جديدة لتشكل جبهة تعيد الروح للتنظيم بعد الهزائم المتتالية، حيث صنف عام 2018 تنظيم داعش خراسان ضمن أكثر التنظيمات الدموية في العالم، وهو أكثر فرع في التنظيم من حيث قوة العمليات الإرهابية، عدد عملياته التي ينفذها تحمل تكتيكات إرهابية الأكبر والأكثر تأثيرا ضد المخالفين لتوجهه وهو يتشكل من مجموعات مختلفة من افغانستان وازبكستان وباكستان وطاجيكستان.
مآسي أفغانستان ومعاناته ، والضغوطات النفسية من أسباب سياسية واقتصادية، يخرج داعش خراسان ليزيد الأمر سوءا ليس على الساحة الأفغانية بل على المستوى العالمي.