التنازلات المؤلمة
صحيفة الوطن المصرية ـ
ياسمين محفوظ:
تابعت خطاب أمير قطر فى الأمم المتحدة ودعوته إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا، تذكرت موقف الشريف حسين أمير مكة وقت الحرب العالمية الأولى الذى قدم جليل خدماته للإنجليز والفرنسيين على أمل أن يصبح خليفة للمسلمين، ولكن انتهى به المطاف بعد الحرب إلى نفيه إلى قبرص وأصيب بالجنون إلى أن توفاه الله..
أحسست أن أمير قطر متقمص نفس دوره تقريباً بعد ما قدم أيضاً جليل خدماته لأمريكا وإسرائيل وتدخله الفج فى كل من مصر وليبيا واليمن والآن سوريا، وكأنه مفوض رسمى لنشر ثقافة السلام فى المنطقة العربية حسب الرؤية الصهيونية بما يسمح لإسرائيل قيادة الشرق الأوسط الجديد، والتى تبدأ بإقامة منطقة حرة بين مصر وغزة حتى يعتاد المصريون على هذا الوضع تمهيداً لضم غزة إلى مصر وليس إقامة غزة الكبرى كما يدعى بعض المحللين السياسيين وبالتبعية ضم الضفة الغربية إلى الأردن وأجزاء من الأراضى السورية لإقامة دولة تستوعب الفلسطينيين فى إطار حق العودة..
ونذهب إلى جنوب لبنان، حيث معقل حزب الله الشيعى، وحمص فى سوريا سيصبحان دولة للشيعة تحت السيطرة الإيرانية وأيضاً تمهيداً لذلك دمار شامل لحمص مع تهجير أهلها ونقل قطاع كبير من العلويين والشيعة من مختلف أنحاء سوريا إلى حمص، علماً بأن هناك مناطق فى سوريا تحت الحكم الذاتى للعلويين مثل طرطوس واللاذقية…
ولن يتحقق هذا المخطط قبل أن تزور ثورات الربيع العربى دول الخليج العربى حتى يسمح بإعادة تقسيمها من جديد، وهنا تنطلق قطر وتحقق حلمها بأن تصبح دولة كبرى ذات سيادة وتسيطر على جزء كبير من الخليج مع ترك المنطقة الشرقية بالسعودية والبحرين اللتين تتمتعان بكثافة سكانية شيعية تحت السيطرة الإيرانية، وهنا تتضح معالم الشرق الأوسط الجديد.
ومن أجل سهولة إتمام هذا المشروع ورسم الحدود الجديدة المخطط لها فلا بد من التعامل مع كيان واحد لتسهيل تحقيق هذه المهمة، لذلك لن يجدوا أفضل من التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة فى شخص واحد اسمه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فنلاحظ أن حكومات الإخوان تسيطر على تونس ومصر والمغرب وليبيا وغزة والأردن وقريباً فى سوريا..
وتؤكد الشواهد أن هناك اتفاقات مريبة بين جماعة الإخوان وأمريكا التى أثارت شكوك بعض أعضاء الكونجرس وطالبوا بتوضيح العلاقة بين البيت الأبيض والإخوان، ولا ننسى الصورة الشهيرة التى أثارت الجدل للقيادى الإخوانى سعد الحسينى وبرنارد ليفنى الذى يعرف بأنه صهيونى متشدد مروراً بتصريح مستشار الرئيس سيف الدين عبدالفتاح باستعداد مصر للتدخل عسكرياً فى سوريا، وتم نفى الخبر بعد رفض العديد له، وهكذا زيارة هيلارى كلينتون لمصر بهدف فض ازدواجية السلطة بين الرئيس محمد مرسى والمجلس العسكرى وبعد فترة وجيزة من زيارتها تمت إقالة المجلس العسكرى وخروجه خروجاً آمناً بضمانة أمريكية…
السؤال هنا هل ستسمح الشعوب العربية بحدوث هذا السيناريو؟!!