التكفيريّون سيبتلعون مناطق المستقبل قبل مناطق حزب الله
صحيفة الديار اللبنانية ـ
ياسر الحريري:
اطلاق النار على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، ليس فيه مصلحة لبنانية، ولا مصلحة لتيار المستقبل قبل حزب الله، والسبب على حدّ قول مصادر قيادية بارزة في 8 آذار ان الهجمة التكفيرية التي تفتك بالمسلمين الشيعة والتي يواجهونها، هي نفسها ترعرعت في بيئة المستقبل، ومن هناك فتح التكفيريون النار على اللبنانيين، بالتفجير والرصاص والقذائف، في الضاحية والشمال والبقاع « وكوباني» عرسال ما تزال شاهدة، كونها بلدة محتلة تماما من الجماعات التكفيرية والاخرى السورية المسلحة، بل دارت في شوارعها اشتباكات مرارا وتكراراً.
المصادر تشير الى ان الحوار بين الحزب والتيار، هو حاجة لهما، الا انه حاجة ملحة للمستقبل اكثر من حزب الله، والسبب ان حزب الله اتخذ قراره النهائي مع كل حلفائه بمواجهة التكفيريين في اي منطقة حاولوا مواجهة حزب الله، وبالتالي القضية محسومة لدى هذا الفريق، واشارت المصادر الى انه بالاساس لا يستطيع التكفيريون، العيش في بيئة المسلمين الشيعة ولا التحرك فيها ولا العمل بداخلها، والاسباب واضخة ومعروفة، والدليل الاكبر، هو ان «النصرة» او «داعش» لا يتحركان الا في القرى والمدن ذات البيئة الاسلامية السنية.
واكدت المصادر ان التكفير تحرك وما يزال في لبنان والمنطقة خصوصاً في البيئات التي تتصف بالاكثرية السنية فيحكمها بالقتل واقامة الحدود عبر محاكم شرعية هنا وهناك وخليفة هنا وهناك. وقد قتل من السُنة اكثر مما قتل من الشيعة، ولم يتوان عن خرمة اي دم او عرض او رزق حيثما حلّ رافضا اي وجهة نظر مغايرة لمعتقداته.
في لبنان القيادات الكبرى تعلم والاجهزة الامنية تعلم ان تيار المستقبل سيخسر ما لا يقل عن خمسة وعشرين في المئة من مقاعده النيابية في حال تكتل السلفيون والتكفيريون ضده في البقاع قبل الشمال وفي طرابلس قبل بيروت، وهو امر بات معروفاً لدى مختلف القيادات الرسمية السياسية منها والامنية، واشارت الى انه بناء على ما تقدم ان اطلاق على الحوار هو اطلاق النار على مستقبل المستقبل، الذي بحاجة واضحة للمساعدة في الجمهورية اللبنانية من التكفيريين وهذا ما فعله الجيش اللبناني خلال تصديه للتكفيريين في البيئة التي ظللها المستقبل خلال السنوات الماضية تحت شعارات مذهبية ودم الشهيد رفيق الحريري، فيما كانوا يعملون لاجندتهم الخاصة الى ان انفجر الوضع وما عاد المستقبل نفسه يضمن امنه في عرسال والشمال، الى ان تدخل الجيش وحسم معركة صيدا ثم طرابلس لكن الى اليوم لا يوجد قرار بحسم معركة عرسال.
المصادر نفسها تشير الى ان الرضا السعودي – الايراني بمكان ما وعند طرف ما، ادى الى حوار بين حزب الله والمستقبل، ولأن القرار الدولي الكبير بمنع الانفجار في لبنان، والتعامل مع الازمة بحكمة وعقل ادى الى هذا الحوار على الامور التي يمكن التوافق عليها في اطار معالم التطورات الاقليمية، مما يعني ان محاولة اللعب باجواء الحوار تقول المصادر، هي معالم للعب بالتوجه السعودي المشجع، على هذا الامر في لبنان، وبالتالي من يُصعّد، فهو يفتح النار على الموقف السعودي في دعم هذا الحوار، ولم تصدر اي اشارة من المملكة اليوم تقول بوقف هذا الحوار او افشاله، بل على العكس ان زوار السفير السعودي في لبنان ينقلون عنه ان المملكة وقيادتها تشجع استمرار التواصل بين حزب الله وتيار المستقبل وتهدئة الاجواء الشعبية والسياسية في الساحة اللبنانية.
واكدت المصادر ان القضية برمتها مصالح متبادلة، والمصلحة تقضي بأن تهدأ الاجواء الاسلامية الشيعية -السنية، ومصلحة تيار المستقبل ان يتفرغ الجميع لدعم الجيش ومن يقف معه لمحاربة خصومة من داخل البيت السني، اي التطرف والتكفير، لأن هؤلاء اول من سيبتلعون اذا سنحت الظروف في لبنان مناطق تيار المستقبل وشعبيته قبل حزب الله وحركة امل وغيرهما في 8 اذار.