التقارب السعودي- السوري.. كيف سينعكس على لبنان رئاسياً؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
لا يزال لبنان ينتظر دوره ضمن سلم الاولويات الاقليمية والعربية، لحل إستحقاقاته الدستورية العالقة منذ 6 اشهر، بحسب مصادر متابعة أكدت لوكالة انباء اسيا، ان الاطراف اللبنانية الداخلية العاجزة عن فرض مرشحها الرئاسي، لم تلتقط حتى اللحظة إشارة تطمئنها، او توحي لها بأنها هي التي ستكون الفائز الاكبر في حال لفحت رياح التسويات لبنان، لافتة الى ان الجميع ينتظر تداعيات الاتفاق السعودي- الايراني على لبنان، بعدما طبقت بنوده بوتيرة متسارعة في اليمن وسوريا، فيما يراهن البعض على التقارب السعودي السوري، الذي قد يساعد في ايجاد مخرج للاستحقاق الرئاسي، مستنداً بذلك على البيان الصادر عن اجتماع وزيري خارجية السعودية وسوريا في جدة، الذي شدد على ضرورة إعادة اللاجئين إلى مناطقهم وأراضيهم.
ولكن سياسياً كيف يمكن أن ينعكس التقارب السعودي- السوري على لبنان؟، ثمة من يراهن بحسب مصادر متابعة، أن تتراجع السعودية عن شروطها ومواصفاتها للرئيس الجديد في لبنان، ما يمهد الطريق امام مرشح “الثنائي الشيعي” للوصول الى بعبدا، مقابل الحصول على ما تريده من ضمانات لأمنها القومي في ملف اليمن، ومساندة دمشق لها في وقف تهريب المخدرات وضبط الحدود السورية واللبنانية.
اما بشأن ملف النازحين، فيتضح ان سليمان فرنجية يتعاطى معه وكأنه من ضمن برنامجه الرئاسي، فقد كان واضحاً في موقف أعلنه من على منبر بكركي سابقاً، بأنه الوحيد القادر على الوصول إلى حل بشأن ملف اللاجئين والسعي لإعادتهم إلى أراضيهم بالتنسيق مع سوريا، إنطلاقاً من علاقته معها، بحسب المصادر.
ولكن الاختلاف في مقاربات الملف اللبناني داخلياً وخارجياً، يشي بأنه سيكون الاصعب ضمن ملفات المنطقة، وترجح المصادر ان ترحيله الى آخر القائمة من قبل الدول هو كي لا يكون عثرة امام الملفات الاخرى في حال حصل صدام او تعنتَ البعض بموقفه.
فحتى اللحظة ما من بحث جدي في الملف الرئاسي، باستثناء الحركة الفرنسية التي خفتت بعد الرفض السعودي لاقتراح المقايضة بين الرئاستين الاولى لفرنجية مقابل الثالثة لنواف سلام، فالبنسبة لباريس لا يزال انتخاب فرنجية ممكناً، وسط غياب اي مرشح آخر يحظى بموافقة الثنائي الشيعي، وبحسب المصادر فإن عدم اعلان فرنسا رسيماً تخليها عن مبادرتها رغم الجولات التي قامت سفيرتها في بيروت آن غريو، خير دليل على ذلك، بل تذهب المصادر أبعد من ذلك، مشيرة الى ان فرنسا تحاول اقناع المكون السني للسير في هذا الخيار خلال لقاءات سفيرتها مع النواب السنة، للوصول الى انتزاع موافقة سعودية، فيما تحدثت معلومات عن زيارة أجراها المستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل مؤخراً إلى السعودية، حيث التقى بالمسؤولين عن الملف اللبناني، لاستكمال البحث في المسار الرئاسي.
وما يدعم فكرة ان اسم فرنجية يتقدم على باقي الاسماء، عدم تبني أي مرشح من قبل الموفد القطري محمد الخليفي المتوقع عودته إلى بيروت قريباً، وهو ما يعني ان اسم رئيس تيار المردة لا يزال مرشحاً للتفاوض على حل للأزمة اللبنانية.
وفي ما خص الاجتماع الخماسي المرتقب، فان مصادر مطلعة، ترى انه لو لم يكن هناك من بوادر حل للأزمة اللبنانية لما كانت الدول المعنية بهذا اللقاء قد اتفقت على رفع مستوى التمثيل، حيث انه من الممكن ان ينتقل البحث الى الاسماء لان هناك رغبة عربية بأن يكون هناك حل للأزمة الرئاسية في لبنان قبل انعقاد القمة العربية في النصف الثاني من ايار المقبل عسى أن يُمثِّل لبنان في هذه القمة رئيسٌ للجمهورية مكتمل الاوصاف.
وعلى وقع هذه التقاربات الاقليمية والحديث عن ايجابيات منتظرة في لبنان، شددت المصادر على ضرورة عدم اغفال الموقف الاميركي في الملفات اللبنانية، مؤكدة ان أي حل لن يكون بمعزل عن موافقتها، على الرغم من وتيرة تقدم العلاقات الإيرانية- السعودية، او السعودية- السورية.