التغريبة الكردية من شرق الفرات إلى كردستان من المسؤول
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
تزداد التحديات في مناطق شرق الفرات حيث بسط تنظيم قسد سيطرته بدعم أمريكي، لاسيما بعد تزايد العمليات العسكرية الخاطفة التي تنفذها مسيرات تركية، الى جانب وقوع انشقاقات داخل صفوف التنظيم الكردي، وصولا لهجرة المئات من الاكراد نحو ما يسمى باقليم كردستان العراق.
متلازمة الانشقاقات و التجنيد الاجباري
يعتبر ملف التجنيد الاجباري الذي تمارسه قسد بحق ابناء المنطقة من العرب والاكراد من اكثر الملفات حساسية، كون كثير من المنظمات الحقوقية تتخذه اساسا لادانة ممارسات التنظيم الكردي، خصوصا بعد انتشار ظاهرة خطف القاصرات وتجنيدهن.
فيما تخرج مظاهرات بين الحين والاخر لنساء كرديات يطالبن باعادة بناتهن الى احضانهن بعد اقتيادهم من قبل الشبيبة الثورية لمعسكرات التجنيد.
حول ذلك تقول ام ازاد لمراسل اسيا نيوز بأن الشبيبة الثورية اختطفت ابنة اختها التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من العمر، مضيفة: هناك عشرات الفتيات اللواتي تم اقتيادهن للمعسكرات منذ شهر من الان.
وفي سياق متصل اكدت مصادر محلية في قرية فطومة لاسيا نيوز ان هناك حالة احتقان شعبي بعد اختطاف الطفلةُ سدرة المنتهى ذات الـ 15 عاماً من القرية فطومة التابعةِ لبلدة اليعربية، على يد الشبيبة الثورية،مشيرة الى ان عائلة الطفلة ووجهاء القرية يتحضرون للقيام بمظاهرة احتجاجية من احل ذلك.
فيما اكدت مصادر اهلية مردية لوكالة اسيا ان حالة الغضب الشعبي بين الاكراد اكثر مما هي عليه عند المكون العربي، موضحة ان سبب ذلك يعود لتركيز الشبيبة الثورية على الفتيات الكرديات دون العربيات، خوفا من استفزار العشائر العربية اذ ان خطف فتاة عربية تنتمي لعشيرة هو عار وانتهاك للشرف في عرف تلك العشائر، وهذا كفيل باشعال عشائر المنطقة ضد قسد لذلك نرى عمليات الاختطاف والتجنيد الاجباري تقتصر على الكرديات وفق قولها.
ملف التجنيد الاجباري قد يكون احد اسباب الانشقاقات لبعض عناصر قسد، الى جانب اسباب اخرى كالخوف من اشتعال المعارك، كما هو حاصل مؤخرا على جبهة عين عيسى، حيث انشق اربعة عناصر عن الفرقة ١٧ بعد ان طاب منهم التوجه للجبهة المذكورة، اثر توتر بين قسد وما يسمى بالجيش الوطني المدعوم تركيا.
فيما قال مصدر محسوب على الجيش الوطني ان الانشقاقات ليست بسبب ان هؤلاء جبناء، بل لانهم اكتشفوا انهم مجرد ارقام بالنسبة لقياديي قسد الذين ينعمون بعائدات النفط المسروق فيما بقية الاكراد يعيشون الفقر والحوع على حد تعبيره.
فيما كانت وكالة اسيا قد حصلت على معلومات تؤكد انشقاق عدد من عناصر قسد على محور تل السمن بريف الرقة الشمالي، وهروبهم إلى جهة مجهولة، يرجح انها باتجاه كردستان العراق.
نزوح كردي من حضن قسد الى كردستان
ليست الاوضاع المعيشية الصعبة وتمتع قيادات قسد والمقربين منه بالمميزات هي الاسباب الوحيدة التي تدفع الاكراد في شرق الفرات للانفضاض على التنظيم الكردي.
حيث يقول مصدر محسوب على تيار المستقبل الكردي لاسيا نيوز بأن اختطاف القاصرات الكرديات فضلا عن اليافعين والفتيان ولد مخاوفا لدى الاهالي جعلتهم يفكرون بالهجرة للنجاة بأولادهم، ويضيف : بأن قسد بممارساتها تحول شرق الفرات الى بيئة غير امنة على الرغم من الدعم الامريكي، فهل ستقدر واشنطن على منع عمليات التصفية التي تطال عناصر قسد يوميا؟ وهل يمكن لامريكا الزام الكرد جميعا بموالاة قسد ومعاداة خصومهم؟.
الى ذلك تحدثت تقارير اعلامية عن هجرة الاف الاكراد من شرق الفرات نحو اقليم كردستان العراق، عبر طرق التهريب وللتأكد من مصداقية تلك التقارير تَاصلت وكالة اسيا مع مصادر في المجلس الوطني الكردي لتؤكد الاخيرة صحة المعلومات، واصفة ما يحدث بتغريبة كردية تتسبب بها ممارسات قسد والاتحاد الديمقراطي بحق ابناء امتهم بحسب تعبيرها.