التعليم الإلكتروني أهم الأساليب الحديثة المتبعة عالمياً

2801848323.jpg

 يدرس الخبراء طرق تطوير التعليم الإلكتروني الشخصي وجعله متاحاً على أجهزة الحاسوب والأجهزة الخليوية، بشكل يسمح للطلبة بتطوير مهاراتهم الفردية ووضع أهدافهم التعليمية والعمل على تحقيقها.

وذكرت مجلة «نيو ساينتست» العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع، أن الأطفال يدرسون بطريقة أفضل عندما يصممون أهدافهم بأنفسهم، ويتحركون بوتيرة تناسبهم، وأشارت نماذج الدراسات السابقة إلى أن التلاميذ يتعلمون المواد الدراسية عبر هذا النموذج بطريقة أفضل من التقليدية، وقال أحد الخبراء: «صممنا هذا النشاط الآلي بحيث لا يستغرق المعلمون وقتا كبيرا في تصحيح الأوراق، ونحن نحاول التخلص من الأمور التي لا يستفيد منها الطلبة».

وتعد مدرسة «سمت» في الولايات المتحدة واحدة من مجموعة مدارس تستخدم التقنيات الحديثة لإحداث فرق في الطريقة التي يدرس بها الطلبة، ويستخدم نحو 2000 طالب حاليا برامج «غوغل كرومبوك»، التي تتألف من فصول دراسية من مختلف المواد، ويسهل برمجتها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، لأن معظم البرامج تعمل بالاعتماد على تقنية التخزين السحابي، وتحتفظ المنصة الموجودة على شبكة الإنترنت بالأهداف المطلوبة، وتحفز الطلبة على تنفيذها.

تطوير التعليم

ويستخدم الطلبة أنظمة قراءة إلكترونية تسمى «كيركوليت»، وتسمح هذه البرامج للمعلمين بإضافة الملاحظات والأفكار إلى الدروس التي يعكف الطلبة عليها، وهي تغذي طرق تقدم الطلبة دراسيا عبر خطة للتعليم الشخصي، وهناك لوح إلكتروني يتتبع حياة الطلبة التعليمية، وبالاعتماد على البيانات المجمعة من أدائهم الدراسي يصمم هذا اللوح الإلكتروني الدروس والمحتوى لكل طالب على حدة..

فعلى سبيل المثال يضع الطالب هدفا يتمثل في قراءة عشر صفحات إلكترونية على نظام الألواح الإلكترونية، ويدير النظام تطوير عمل الطالب، بإفادة المدرسين والطلبة بتغذية راجعة لتطوير دراستهم، وفي حال تراجع مستوى الطلبة الدراسي فإن المعلمين قد يتدخلون لتعديل برامجهم الدراسية.

وبينما يستطيع المدرسون تحفيز الطلبة، فإنهم قد لا يملكون الوقت الكافي للإشراف على تقدم كل طالب على حدة، وبالنسبة لأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالاعتماد على التقنيات السحابية ذات القدرة الكاملة على الدخول إلى المواد التعليمية، فإن قياس مستوى التعليم يصبح أمرا بسيطا. وفي هذا السياق يقول دايان تافنر، مدير مدرسة سمت:

«التغير الأساسي هو أن هناك تقنيات تتيح تمييز البرامج بشكل كبير جدا، وهذا أمر لم نستطع القيام به من قبل».

وقال كريس هولمن، الاختصاصي في علم النفس التربوي في جامعة فيرجينيا الأميركية، إن الفكرة تتمحور حول أن الطلبة يتعلمون بشكل أفضل عندما يضعون أهدافهم بأنفسهم..

ويتسلمون ردود فعل على مستوى تحصيلهم، فمن غير الممكن للمعلمين تتبع مستوى تحصيل الطلبة بالطريقة نفسها التي تعمل بها أجهزة الحاسوب، وأضاف: «هناك اختلافات أساسية في وضع أهداف تعليمية مؤثرة، فلا يمكن للمعلم تدريس مادة واحدة فقط لجميع الطلبة، فالطلبة يحملون خلفية معرفية ومستوى مختلفا من مهارات التعليم».

وتطلب البرامج من الطلبة وضع أهداف بعيدة المدى، مثل تحديد الجامعة التي يـــودون الالتحاق بها وما هو التخصص الذي يودون دراسته، وتعمل المدارس الأميركية على تنفيذ خطوات مشابهة بعيدة عن الدروس التقليدية التي يعطيها المدرسون وأكثر قربا من الأنظمة التي يستطيع من خلالها الطلبة إدارة تعليمهم بأنفسهم.

مستقبل التعليم

وعلى الرغم من أن هذا النوع من التعليم أثبت أن له مستقبلا كبيرا، إلا أن احد أكبر فوائده هو قدرته على تحرير المعلمين من مهامهم التقليدية، لكنه لن يشكل استغناء كليا عنهم، فهناك أمور لا يمكن للأنظمة الإلكترونية فعلها، وفي هذا الصدد قال دايان تافنر: «نعتقد أن وقت المدرس مهم جدا، ويجب استغلاله بأفضل الطرق».

وعلى الرغم من أن هذا التعليم يحتوي على نظام مركب، إلا أنه أثبت قدرته على الإتيان بنتائج مهمة للطلبة، وعملت مؤسسة «راند» بالتعاون مع مؤسستي «بيل» و«ميليندا غيت» على إجراء دراسات على 23 مدرسة على امتداد الولايات المتحدة تستخدم تقنيات التعليم الشخصي..

ووجد الباحثون أن تحصيل الطلبة في القراءة والكتابة أفضل من المستوى التقليدي في بداية استخدام هذه البرامج الذكية. ويتمثل التأثير الأكبر في الرياضيات الخاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 8 سنوات..

حيث ضاعف التعليم الشخصي من مستوى تحصيلهم العلمي. والكثير من هذه البرامج ليست مطورة بشكل كبير على غرار برامج «إس بي إس» وبرامج «أتشيفمنت فيرست»، غير أن التغذية المرتجعة الآتية من مثل هذه البرامج الإلكترونية تبدو أفضل من تلك الآتية من المعــــلمين التقليدين، وهي مبسطة بشكل يسهل على الطلبة تحصيل تعليم أفضل.

ويقول مات كيلير، مدير التعليم العالمي «إكس برايز»: «التعليم المعتمد على أجهزة الكمبيوتر يعني نهاية التغيب عن الدروس والرسوب فيها، فأصبح من الممكن على كل طالب التعلم بمفرده، وأعتقد أن هذا النموذج من الدراسة هو مستقبل التعليم الحديث».

وسيلة متاحة

يتساءل الخبراء، هل نحتاج إلى الصفوف الدراسية؟ ولماذا لا يتم التعليم بصورة كاملة عبر أجهزة الكمبيوتر، بحيث يتلقى الأفراد تعليمهم أينما كانوا بمجرد دخولهم إلى شبكة الإنترنت؟

هذا ما يعد به برنامج «ماسفلي أوبن أونلاين كورس»، غير أن مستوى النتائج لا يزال منخفضا حتى الآن في الولايات المتحدة بشأن هذا المنهج التعليمي، فحتى سباستيان ثرن، الذي أطلق نظام تعليم «يودستي» عام 2012 وأشرك فيه أكثر من 1.6 مليون طالب، وصفه بأنها «منتج رديء».

وتعمل برامج على الإنترنت «كورسيرا» و «إدكس» على جعل مثل هذه البرامج متاحة على أجهزة الهاتف الخليوي، لا سيما في البلدان الفقيرة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.