التصريحات لا تحرر الأسرى
صحيفة الخليج الإماراتية ـ
افتتاحية الخليج:
مازالت المعادلة التي تحكم قضية الأسرى في زنازين المعتقلات النازية في الكيان الصهيوني هي هي . أسرى يضربون عن الطعام، وأما المفترض أنهم مسؤولون عن البحث عن حلول تعيد إليهم حريتهم فإنهم يسرفون في الكلام . أمعاء خاوية تناضل في مكان ومتخمون بإطلاق المواقف والبيانات في غير مكان .
المراوحة هي نفسها . الاحتلال ينفذ اعتقالات شبه يومية ضد الفلسطينيين، ويضيفهم إلى آلاف الأسرى في معتقلاته، فيما أهل السلطة ومن يتذكر الموضوع، موسمياً، من العرب، يراكمون أكواماً من الكلام تذروها الريح فوراً، لأن الكيان الصهيوني صار معتاداً عليها، ويتصرف على الدوام باعتبارها بلا مفعول .
قضية الأسير ياسر العيساوي المضرب عن الطعام منذ سبعة شهور، ثمة من يرفع الصوت في شأنه الآن، خجلاً أو من باب رفع العتب، فحياة الرجل يتهددها خطر فعلي، وهناك غيره من الأسرى يعانون أيضاً، لكن الأسلوب المتبع من قبل السلطة الفلسطينية، المأسورة هي أيضاً، منذ “أوسلو” إلى الآن، لم ينفع ولا يبدو أنه سيكون نافعاً في تحرير هؤلاء .
عندما “يخطف” إنسان في أي مكان في العالم، خصوصاً في الدول الكبرى أو ذات الثقل، وتحديداً في الكيان الصهيوني، يستنفر الكل، مواقف وتحركات وضغوطاً، من أجل إطلاقه، وقد يجتمع مجلس الأمن ويصدر قرارات، وقد يخوض المعنيون حروباً . . إلاّ في الحالة الفلسطينية، وهي جزء من الحالة العربية، لكأن الفلسطينيين، أو العرب عموماً، من كوكب آخر، ولا قيمة له .
القضية تتعلق بآلاف البشر . آلاف الفلسطينيين في الأسر منذ سنين، والثابت من التجارب أن الاحتلال لن يطلق سراحهم، ليعودوا إلى ذويهم وينعموا بالحرية، ولو في وطن كله أسير وسليب، لأن الأساليب المتبعة والقائمة على الإدانة والشجب والاستنكار، لا تجدي معه، مهما علا الصراخ .
إزاء ذلك، يطرح السؤال مجدداً: هل تستحق قضية الأسرى الذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية؟ هذه جريمة حرب موصوفة، مرتكبوها معروفون، فهل تتناول “دولة فلسطين” جرعة مختلفة وتقدم على رفع الملف إلى حيث يجب أن يرفع، متجاوزة الضغوط التي حالت حتى الآن دون خطوة مفيدة لتحرير الأسرى؟
سؤال آخر: أين هي جامعة الدول العربية، وهل في “أجنداتها” مشروع اهتمام جاد بقضية الأسرى، أو أنها ترى أنها ليست من ضمن “اختصاصاتها”، إلا بتصريحات موسمية، صدر منها الكثير ولم تحرر أسيراً واحداً؟