التذلل اللبناني لأشباه الرجال بالخليج: ألا يكفيكم الائتمار بأوامر الأميركي؟؟؟
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
إنه لبنان، بلد تعدد الطوائف، لبنان العيش الواحد، الوطن الذي يواجه اليوم المشروع الهادف للقضاء على هذا العيش وتحويله إلى كنتونات متقاتلة خدمة لبعض الدول العربية المعروفة، والتي وظفت في لبنان منفذين لمخططاتها، وعمدت إلى تمويل المخربين في الداخل، ومنهم الظواهر التكفيرية كظاهرة أحمد الاسير.
كل ذلك سببه بعض المسؤولين وأزلامهم في الوطن، والذين بسبب تعصبهم السياسي وارتهانهم للخارج ولتحقيق مصالحهم الشخصية، لا يهمهم إن كان سيدفع عدد من المواطنين اللبنانيين الثمن وسيخسرون وظائفهم ولقمة عيشهم، ولا إن كنا سنشهد تقاتلاً بين الطوائف اللبنانية.
فلم يكتفِ فريق في لبنان بالائتمار بأوامر الاميركي الذي تدخلت سفيرته في بيروت مورا كونيللي بملفات داخلية بحتة، كالانتخابات النيابية، وفرضت الاملاءات ومست بالسيادة الوطنية، الى جانب رحلاتها المكوكية بين المناطق وخاصة منطقة الشمال اللبناني، بل قام هذا الفريق أيضاً بالتذلل لأشباه الرجال في الخليج الذين تحاصر دولهم لبنان اقتصادياً، وتهدد بطرد اللبنانيين المقيمين فيها، بحثاً عن لقمة العيش، على الرغم من أنهم يعلمون ما يواجهه هذا البلد من وضع سياسي واقتصادي سيء، فإنهم يزيدون الضغوط عليه، لكي يستسلم لهم وينفذ تعاليمهم وإملاءاتهم ويصبح أهله كالدمى التي لا تملك حتى امكانية اتخاذ القرار، وهذا ما أكدته بعض المصادر السياسية التابعة لهذا الفريق، بأن ما تريده دول الخليج من لبنان هو أن يلتزم “النأي بالنفس”، وأنها لن تتورع عن استخدام ورقة اللبنانيين العاملين فيها لمواجهة حزب الله، إذا استمر الوضع في لبنان على ما هو عليه. فعن أي نأي بالنفس يتحدثون وهم يمولون الإرهاب ويشجعون عليه!!!!!.
المخجل والمعيب أيضاً هو أن هذا الفريق، بالارتباط بحكام الخليج مادياً وسياسياً وبأجهزة مخابرات هذه الدول على حساب الوطن، والعمل تحت رعاية خليجية من أجل تهديد علاقة لبنان بالدول الشقيقة وحتى علاقة الشركاء في الوطن، فقد أصبحت شخصياته موظفة في الدوائر الخليجية وتغذي التطرف والإرهاب في الداخل اللبناني وتساهم في تشكيل جيوش متطرفة، وتعمل على نشرها في المناطق والمخيمات، لحد أننا أصبحنا كمن يجلس على فوهة بركان ينتظر الانفجار، ناهيكم عن بعض الصحافيين الذين من المفترض أن يكون قلمهم سلاح حق، فأصبحوا كالمتذللين في بلاط أصحاب الجلالة، ولا يكتبون إلا بأوامر خليجية، ويبخّون السموم في مقالاتهم دون التفكير بعواقب هذا الشحن.
للأسف، هذه الدول بدأت مشروعها في لبنان، وتملكت وسيطرت بسبب عائلة كان لها ارتباط وثيق بالسعودية، وحاولت جعل لبنان قرية صغيرة في العالم الخليجي، ولكنها فشلت، على الرغم من الأموال الطائلة التي دفعت وما زالت تدفع من أجل تنفيذ هذا المشروع. ولكن الوعي الذي يتمتع به الفريق الثاني حتى اليوم يحمي الوطن ويمنع هذا المشروع الذي يريد للبنان السير في الركب الخليجي.
ليس فخراً للبنان أن يرتبط اقتصاده بدول خليجية عميلة لأميركا، وإنما الفخر أن يكون لبنان هو الدولة العربية التي هزمت إسرائيل.. وسيبقى هذا هو الفخر.
شكرا على المقال المميز ميسم تحياتي لك