البناء : انفجار داريا يكشف مخاطر البيئة الحاضنة للإرهاب مرجع أمني : الخلية واحدة من خلايا أخرى نائمة تنتمي لـ”النصرة” سلام يحسم بعد الفطر.. “حكومة شراكة” وإلا فحكومة “أمر واقع”
كتبت “البناء ” تقول : وسط التأزم الذي يلف تشكيل الحكومة الجديدة عشية دخول البلاد في عطلة عيد الفطر انتقل الوضع الأمني إلى واجهة الاهتمامات على المستويات كافة بعد الذي تكشّفت عنه الخلية الإرهابية في داريا وما كانت تعدّه من مجموعة واسعة من الاستهدافات في عدد من المناطق عبر المتفجرات التي جرى إعدادها في مكان إقامة هذه الخلية في بلدة داريا في إقليم الخروب بالإضافة إلى خرائط لـ”بنك الأهداف” التي ضبطت في المنزل.
ومن المبكر معرفة الاستهدافات التي كانت تعدّها الخلية الإرهابية بعد مقتل الأخوين المصريين بعد وفاة محمد أحمد الدخاخني أمس بسبب الجراح الخطيرة التي كان أصيب بها جراء انفجار العبوة الناسفة التي كان يعدها مع شقيقه عبد اللطيف الذي قتل أيضاً بعد الانفجار مباشرة أول من أمس فيما لا يزال السوري محمد حسن مسعود في المستشفى يعالج من حروق بليغة في كل أنحاء جسده.
مرجع أمني لـ”البناء”
وقال مرجع أمني لـ”البناء” إن التحقيقات تحتاج لبعض الوقت نظراً للتعقيدات التي تحيط بعمل الخلية الإرهابية رغم أن والد القتيلين المصريين الشيخ أحمد الدخاخني موقوف لدى مخابرات الجيش التي تقوم بالتحقيق معه.
أضاف المرجع أن المعطيات الأولية تشير إلى أن الخلية لها ارتباطات مع مجموعات متطرفة في مناطق أخرى خصوصاً “جبهة النصرة” لكن وفاة عبد اللطيف ومحمد الدخاخني أضر كثيراً بما يمكن أن يحصل عليه التحقيق من معطيات حول الخلية وارتباطاتها.
وقال إنه قبل أن يتحسن الوضع الصحي للجريح السوري فلا يمكن الإحاطة بكامل خلفيات الخلية الإرهابية والجهات التي تمولها خصوصاً أن والد المصريين لم يدل حتى الآن بمعلومات ذات أهمية كبرى من شأنها أن تفيد التحقيق وتؤدي إلى كشف ملابسات ما حصل.
لكن المرجع الأمني اعتبر أن كمية المتفجرات التي ضبطت في منزل الخلية الإرهابية تؤكد ارتباطها بتنظيم “إرهابي” يملك إمكانات عسكرية وقتالية مهمة ما يعني أن هناك خلايا أخرى تتحرك بالمستوى نفسه الذي كانت تعمل به خلية داريا.
الخطورة في البيئة الحاضنة
في كل الأحوال فإن انكشاف خلية داريا ـ عن طريق الصدفة ـ يؤكد مرة جديدة على خطورة البيئة الحاضنة للخلايا الإرهابية التي أمنها فريق “14 آذار” لهؤلاء وبخاصة “تيار المستقبل” من خلال تشجيعه وتغطيته لحالات التطرف وفلتان السلاح والمسلّحين من حالة أحمد الأسير في صيدا إلى المجموعات المسلحة في البقاع وانتهاء بهيمنة السلاح والمسلحين على أبناء طرابلس وصولاً إلى كل مناطق عكار.
ولم تستبعد المصادر الأمنية أن يكون لخلية داريا علاقة بالتفجيرات التي حصلت أخيراً في الضاحية والبقاع وأيضاً في عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه الضاحية واليرزة وبعبدا ملاحظة أن علاقة القتيل عبد اللطيف الدخاخني بالإرهابي أحمد الأسير تفضح كل الذين كانوا يؤمنون التغطية السياسية للأسير في كل ما قام به من عمليات تسليح في منطقة عبرا وقطع للطرقات واعتداءات على المواطنين وخلق بيئة للتطرف والإرهاب.
شربل يؤكّد المعلومات
قضائياً كلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مديرية المخابرات في الجيش اللبناني إجراء التحقيقات الأولية في الانفجار.
وأشار وزير الداخلية مروان شربل أمس إلى “أن التحقيق في الانفجار لم يتوصل حتى الساعة إلى أي شيء”. وأوضح أنه “وجد على الخرائط التي كانت في المنزل تحديد ثلاثة أماكن برهن الاستهداف بينها منطقة سكنية”. وأشار إلى “أن القتيل المصري عبد اللطيف كان مقرّباً من “الإرهابي” الشيخ أحمد الأسير”. أضاف “إن المعلومات الأولية تشير أيضاً إلى أن إمام مسجد داريا المدعو أحمد الدخاخني كان يجنّد مقاتلين إلى سورية والعراق”. وأكد في إفادته “أنه لا علاقة له بما جرى”.
وفي السياق الأمني أيضاً تواصلت الخروقات الأمنية في أكثر من منطقة حيث تمكّنت مخابرات الجيش من توقيف عنصرين فارين من الجيش السوري في راشيا كذلك تم العثور على أسلحة مع عمال سوريين في إحدى الفيلات قيد الإنشاء في منطقة كسروان. كذلك حصل اشتباك في بلدة جرار في عكار بين مسلحين أسفر عن سقوط جريحين.
وليلاً أفادت الـ OTV أن مسلّحين استهدفوا دورية للجيش اللبناني في الزاهرية بطرابلس.
الملف الحكومي
إلى ذلك بقي ملف تشكيل الحكومة يراوح مكانه وهو سيستمر كذلك في الحد الأدنى إلى ما بعد عطلة عيد الفطر وكان هذا الموضوع مدار بحث في قصر بعبدا أمس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمام سلام.
وقالت أوساط قريبة من الرئيسين أن هناك فترة تمتد حتى أسبوعين سيبقى المجال خلالها مفتوحاً أمام تدوير الزوايا للوصول إلى حكومة يشارك فيها جميع الأطراف وإلا فإن الرئيس المكلّف سيلجأ إلى إعداد طبخة حكومية من أسماء حيادية أو أسماء محسوبة على الأطراف السياسية بالواسطة أي أصدقاء أو ما شابه لأنه من غير الممكن الاستمرار في المراوحة بينما تتفاقم الأوضاع الداخلية على المستويات كافة.
وفي هذا السياق قالت أوساط قريبة من بعبدا أنه في حال لجأ سلام إلى مثل هذه الصيغة فلا شيء يمنع قبولها ومن ثم التوقيع على مراسيمها من قبل رئيس الجمهورية بعد أن يدقق في تفاصيل التشكيلة الحكومية فالتفاصيل مسألة مهمة ويجب دراستها.
..وأوساط المصيطبة لـ”البناء”
وليس بعيداً عن أجواء بعبدا تحدّثت أوساط المصيطبة لـ”البناء” أمس فأشارت إلى أنه لا يجوز الاستمرار في الفراغ الحاصل في البلاد وأن أربعة أشهر من الاتصالات واللقاءات والمشاورات كافية لأن توضع الأمور في نصابها وأن يُتخذ القرار المناسب.
وقالت: إن المسألة استوت وأن الرئيس سلام وبصرف النظر عن الاتصالات التي سيجريها خلال هذا الأسبوع وفي عطلة الفطر سيعمد مطلع الأسبوع المقبل إلى تنشيط وتكثيف لقاءاته ومشاوراته لحسم موضوع تأليف الحكومة فإما أن نصل إلى صيغة تكون مقبولة من الأطراف كافة وإما الذهاب إلى خيار تشكيل الحكومة وفق ما يمنح الدستور الرئيس سلام من حق في ذلك.
وشدّدت هذه الأوساط على أن الدستور يكفل للرئيس المكلّف اتخاذ الخيار الذي يريده في حال تعثّر التوافق بصرف النظر عن التسمية التي قد تطلق على هذه الحكومة سواء حيادية أم أمر واقع أم مصالحة وطنية لافتة إلى أن مثل هذه الحكومة تنطلق من روحية خطاب رئيس الجمهورية في عيد الجيش.
ورأت أنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تبقى البلاد من دون حكومة خصوصاً في ظل التردّي الذي نعيشه على المستويات كافة وخصوصاً على صعيد الوضع الأمني الذي بات ينذر بأوخم العواقب.
وإذ أكدت هذه الأوساط على حرص الرئيس سلام على العلاقة الجيدة مع الأفرقاء كافة ألمحت إلى ما تضمّنه كلام النائب وليد جنبلاط أمس ووصفته “بالجديد والملفت الذي من شأنه أن يسهِّل عملية التأليف”.
وكان جنبلاط قال أمس أن جبهة النضال الوطني تدرس “الخيارات الممكنة للخروج من الأفق المغلق على صعيد تأليف الحكومة نحو خطوات جديدة بعيداً عن نظريات المؤامرة”!
تهديدات العدو
في مجال آخر واصل قادة العدو الصهيوني إطلاق التهديدات ضد لبنان والمقاومة حيث حذّرت مصادر عسكرية صهيونية لبنان وحزب الله من إمكان نشوب حرب جديدة “ستكون وحشية وفتّاكة على الجانبين لكنها ستكون أشدّ وأقسى في الطرف اللبناني”.
ونقلت صحيفة “معاريف” الصهيونية عن مصادر عسكرية قولها إن “الجيش الإسرائيلي بات قياساً إلى الحرب الماضية أكثر استعداداً وإن بنك الأهداف المجمّع حول لبنان والموجود في حوزة الجيش “الإسرائيلي” ارتفع أضعافاً قياساً إلى السابق”.
لكن المصادر الأمنية الصهيونية أقرّت أيضاً بأن حزب الله حقّق تعاظماً في قدراته العسكرية وأصبح العدو الأكبر “لإسرائيل” في الشرق الأوسط”.