البناء : الاحتلال “الإسرائيلي” يخرق الحدود في الوزاني والعباسية التمديد سنتين لقائد الجيش: تحصين للمؤسسة العسكرية ومنع الفراغ ملف النازحين يشغل الدولة وخطة للمساعدة وضبط الفوضى
كتبت “البناء ” تقول : بقيت حال الجمود يسيطر على عمل مؤسسات الدولة من حكومة إلى مجلس النواب بسبب إصرار فريق “14 آذار” على دفع البلاد نحو المزيد من الفراغ وتآكل المؤسسات بينما انحصر الحراك الوحيد في موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان وليد سلمان في وقت اندفعت كتلة “المستقبل” نحو مزيد من التوتير السياسي والتحريض الطائفي والمذهبي وصولاً إلى التآمر على المقاومة وإطلاق التوصيفات التي تصب في خانة المشروع الأميركي ـ “الإسرائيلي” الهادف إلى إضعاف المقاومة وضربها.
وبات من المؤكد أن قرار التمديد لقائد الجيش ورئيس الأركان سيصدر اليوم بعد أن كان العماد قهوجي زار أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لهذه الغاية خصوصاً أن ميقاتي كان مع التمديد لفترة ستة أشهر لكن أوساط الرئيس ميقاتي نفت هذه المعطيات وأكدت أن الأخير لم يصدر عنه أي موقف بهذا الخصوص وأن ما كان أكد عليه هو أن يكون قرار التمديد محصناً من الناحية القانونية وليس عليه أي إشكالات دستورية.
لكن بعكس ما كان متداولاً فقد أوضح وزير الدفاع فايز غصن أنه سيوقع اليوم قرار تأجيل التسريح لقائد الجيش لمدة سنتين منعاً للفراغ ولاحظ أن التمديد للعماد قهوجي واللواء سلمان سيتم وفق قانون الدفاع الوطني الذي يجيز هذا التمديد مشيراً إلى أنه هو من سيوقع وحده قرار تأجيل التسريح.
وقد أكدت مراجع مطلعة أن الصيغة التي أقرت بالتمديد عملياً للعماد قهوجي تستند إلى مسوّغ قانوني قوي انطلاقاً من المادتين 55 و56 من قانون الدفاع وتالياً من الصعب الطعن بها وأوضحت أن مثل هذا الإجراء يساهم في تعزيز وضع المؤسسة العسكرية واستقرارها في هذه المرحلة المصيرية الدقيقة.
وذكرت مصادر حكومية أن قرار وزير الدفاع الذي سيصدر اليوم سيكون قراراً إدارياً وتالياً لن تكون هناك حاجة لتوقيع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس ميقاتي.
وأصبح من المؤكد أن تكون مناسبة عيد الجيش يوم غد الخميس والاحتفال الذي سيقام في الفياضية لهذه المناسبة تثبيتاً للإجماع الوطني على دور الجيش ورفض المساس به أو التعرض له لما يشكله من ضمانة للسلم الأهلي والاستقرار الداخلي.
تأليف الحكومة ينتظر “أعجوبة”!
أما على الصعيد الحكومي فلم يطرأ أي جديد على الإطلاق. ونقل زوار عين التينة أن الرئيس نبيه بري ما زال مكتوف اليدين منتظراً بعد التشكيك بمبادرته الأخيرة وقالت أوساطه إن انتقادات كتلة “المستقبل” في شأن موقفه وجلسة مجلس النواب هي محاولة للتغطية على ما يقوم به تيار “المستقبل” من إعاقة وتعطيل لعملية تأليف الحكومة.
ومراجع سياسية تحذّر من الفراغ
وفي السياق ذاته حذرت المراجع من أن الجمود والفراغ القائمين يساهمان مساهمة واضحة في تعطيل مؤسسات الدولة وهو ما يؤدي إلى مزيد من التدهور والانهيار مع العلم أن هناك قوى وجماعات متطرفة تتربص بالبلد وهي سعت وتسعى إلى زعزعة الوضع الأمني في البلاد من خلال ما قامت وتقوم به من تفجيرات وتوتيرات.
خطة لمعالجة قضية النازحين
في هذا الوقت ينتظر أن يأخذ ملف النازحين السوريين في الفترة المقبلة حيزاً أساسياً من اهتمامات المسؤولين نظراً لتدفق الأعداد الكبيرة من النازحين وتفاقم حال الفوضى في عملية وجودهم وانتشارهم بالإضافة إلى غياب أي تمويل دولي لمساعدتهم.
وأوضحت أوساط قريبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن سلسلة إجراءات اتخذت لتنظيم إقامة النازحين والحد من الفوضى في ذلك. وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية والمعنية الأخرى ستعمل على ثلاثة خطوط لتنظيم وجود النازحين:
ـ الخط الأول أن يصار إلى ضبط عمليات النزوح بحيث تشرف المؤسسات المعنية على أمكنة وجودهم وإحصائهم.
ـ الخط الثاني أن يصار إلى معالجة الفوضى في عمليــات الاستثمار في مختلف المؤسسات التجارية. وأوضحت أن النازحين الذين يحملون إجــازات عمل أمامهم فرصة شهر لشرعنة مؤسساتهم التجارية. وأما الذين لا يحملون إجازات عمل فلديهم 15 يوماً لمعالجة الفوضى في فتح المؤسسات.
ـ الخط الثالث تكثيف الاتصالات مع الهيئات الدولية والأمم المتحدة لإنشاء صندوق “الائتمان” لرعاية النازحين ومساعدتهم تمهيداً للمؤتمر الذي سيعقد في لبنان لهذه الغاية في أيلول المقبل.
اجتماع وطني عند الحص رفضاً لحملة “المستقبل”
وفي موازاة حملة التصعيد والتوتير التي يمارسها “تيار المستقبل” وكتلته النيابية بما في ذلك الحملة لإزاحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عقد أمس لقاء إسلامي ـ وطني موسع في منزل الرئيس سليم الحص ضم عدداً كبيراً من الشخصيات دعماً لموقف الرئيس الحص في وجه الحملة التي يقودها “المستقبل” على دار الإفتاء التي تهدف إلى عزل المفتي قباني.
وأكد المجتمعون بعد اللقاء رفضهم المطلق لعزل المفتي قباني وشددوا على استقلالية دار الفتوى ودورها في تعزيز الوحدة وحيا المجتمعون مواقف الرئيس الحص وبخاصة موقفه مما يسمى عريضة عزل المفتي.
خروقات لقوات الاحتلال “الإسرائيلي”
في هذا الوقت لجأت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” إلى خرق جديد للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة فعمدت قوة من الاحتلال قوامها 12 جندياً إلى اجتياز الشريط التقني مقابل الوزاني وتمركزوا في التلال المشرفة على حصن الوزاني واستدعى ذلك استنفار للجيش اللبناني في المنطقة المقابلة.
كذلك لجأت قوة مشاة صهيونية أخرى مدعومة بخمس عربات مصفحة إلى خرق السياج التقني في منطقة العباسية وتوغلت لأمتار عدة داخل منطقة متنازع عليها حيث عملت على تمشيطها قبل أن تعود إلى خلف السياج داخل فلسطين المحتلة وتزامن ذلك مع حركة مكثفة للدوريات “الإسرائيلية” على طول السياج الحدودي في محور الوزاني ـ الغجر في ظل تحليق مكثف للطيران المروحي المعادي.
تطهير مناطق جديدة في حمص
أما في شأن الوضع في سورية فقد ذكرت وكالة “سانا” أن القوات السورية واصلت تحقيق المزيد من الإنجازات في مواجهة العصابات المسلحة في حمص وحلب وغيرهما وتمكن الجيش السوري أمس من تطهير منطقة المطاحن الممتدة بين كراج حمص القديم وساقية الري كما أوقعت عدداً من المسلحين قتلى وجرحى في عدد من أحياء المدينة.
وأشارت “سانا” أيضاً إلى أن القوات السورية أحبطت ليل أول من أمس محاولة تسلل مجموعة مسلحة من منطقة عرسال في لبنان إلى الأراضي السورية عبر موقع خربة خمام بالريف الجنوبي للقصير في حمص وأوقعت في صفوف المجموعة العديد من القتلى والجرحى.