البغدادي على الشاشات اللبنانية بين «مبايعة» وفزع!
منذ إعلان «داعش» قيام «الخلافة الإسلامية» وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للنبي محمد قبل أسبوع، ووسائل الإعلام المحلية منشغلة بالخبر وبتجريع المشاهد طبقاً يومياً عن هذه الخلافة وأبعادها وجس نبض الشارعين المسيحي والإسلامي. وأخيراً، جاء الفيديو الذي انتشر أول من أمس وقيل إنّه للبغدادي وهو يخطب في المصلّين في «المسجد الكبير» في الموصل العراقية ليشكّل علامة فارقة قلبت الحديث عن رجل مصاب أو لغز خفيّ الى خطيب بالصوت والصورة يدعو الناس إلى مبايعته والائتمار بأقواله.
مساء السبت، اختلف التعاطي مع هذا الشريط على الشاشات المحلية بين بارز و«نافخ» في البغدادي وقدرات «داعش»، وبين مظهِّر لوحشية التنظيم وبراءة المسلمين منه. lbci التي أفردت السطور الأولى لمقدمة نشرة أخبارها للحديث عن هذا الظهور العلني الأول للبغدادي، ما لبثت أن ألحقته بتقرير فنّد هذا الظهور من دون مسافة نقدية. أظهر تقرير ندى أندراوس البغدادي وتنظيمه الإرهابي قوياً مسيطراً على الميدان، وجهازه الإعلامي يتقن الترويج لصورته وإخفاء ما يضرّ به، كما فعل في شريط البغدادي حين موّه الوجوه التي تصلّي خلفه. واللافت أيضاً في هذا التقرير هو الحديث عن «حضور لحشود ملأت المسجد». للوهلة الأولى، يخال المشاهد أنّ هناك الآلاف يحتشدون داخله فيما تظهر الصور خلاف ذلك.
بدورها، خصّصت قناة «الجديد» مقدمتها المسائية الطويلة للكلام عن «داعش» وتمويله وتمرير نقد للغرب الصامت عنه. أتى تقرير المحطة ضعيفاً مع شح في التعليق والتفنيد. إذ خصص بمجمله لمقتطفات طويلة من كلام البغدادي الذي قال عنه رامز القاضي بأنّه بدا مصاباً في رجله، لكنّه مع ذلك اعتلى المنبر وصلّى وراء مريده.
تخوفت mtv من أن تكون «الدولة الإسلامية» قد أصبحت «أمراً واقعاً»
mtv آثرت الاستفاضة في الحديث عن الشريط الشهير في مقدمة نشرتها المسائية وتخوفت من أن تكون «الدولة الإسلامية» قد أصبحت «أمراً واقعاً»، ما قد «يزلزل المنطقة كلها». لم تخصص تقريراً لاستكمال الحديث عن الشريط وأبعاده، بل اكتفت بعرض مقطتفات قصيرة من خطبته من دون أي تعليق أو تفنيد لها. وهكذا فعلت OTV التي أفردت كل خطابها في مقدمة نشرة أخبارها للحديث عن «داعش» وطرحت أسئلة عن المبايعات التي تجري في المناطق اللبنانية الشمالية. ولم تنس القناة ربط هذا التنظيم بوجود «مليوني سوري ونصف مليون فلسطيني يستنزفون 8 مليارات من اقتصاده ويستهلكون مياهه الشحيحة وكهربائه الضعيفة» في ربط لم يعرف مبتغاه إلا ممارسة المزيد من العنصرية والتحريض. وبخلاف مستهلّ نشرتها، أخرت القناة البرتقالية التقرير المتحدث عن البغدادي الى منتصف النشرة تقريباً ووضعته ضمن صفحة «الإقليميات»، واكتفت بعرض مقتطفات من كلام البغدادي من دون تعليق أو شرح. التعاطي مع شريط البغدادي بدا مغايراً على «المنار» وnbn اللتين ربطتا بشكل جازم هذا التنظيم بالإرهاب وهدم الأضرحة المقدسة وتدنيس المقامات. تقرير قناة المقاومة ركز على الضغط الذي مارسه «داعش» على عشائر مدينة نينوى العراقية لإجبارها على «مبايعة الخليفة». وعرض التقرير الأضرحة المهدمة من قبل التنظيم الإرهابي. أما nbn فسارت على الخطى نفسها، موردةً في مقدمة نشرة أخبارها أنّ الوجه «المسالم» الذي حاول البغدادي الظهور به، ترجمه مقاتلوه هدماً للأضرحة وللمزارات الإسلامية وإجباراً «للعشائر على مبايعته تحت طائلة الذبح».
صحيفة الأخبار اللبنانية – زينب حاوي
http://www.youtube.com/watch?v=qjhYa5-FDeU
http://www.almanar.com.lb/adetails.php?fromval=1&eid=891075