البعث السورية: ورقة “جنيف 1” منتهي الصلاحية والتعامل معها كأنها لم تكن
ذكرت “البعث” في افتتاحيتها ان “وقائع جلسة افتتاح مؤتمر “جنيف 2” أظهرت بجلاء محاولة أعداء الدولة الوطنية السورية والشعب السوري، وعلى رأسهم الرباعي الأميركي الفرنسي السعودي التركي، فرْض رؤية محددة تقصر مهمة المؤتمر على تنفيذ بند الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة الذي نصت عليه مقررات “جنيف 1″، ووفق فهم محدد أيضاً لهذه الحكومة يستبعد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد. أي أن هؤلاء الأعداء لم يكتفوا فقط باجتزاء تلك المقررات وتفسير بند الحكم الانتقالي على هواهم وبما يخدم أهدافهم السياسية، مع أن الأطراف الأخرى التي شاركت في “جنيف 1″ وعلى رأسها روسيا تعارض ذلك التفسير وتعتبره تعسفياً وخاطئاً، بل جعلوه شرطاً مسبقاً وموضوعاً وحيداً للمؤتمر، حتى أن وزير الخارجية السعودي، الذي يصرّ دائماً على فرض نفسه متحدثاً باسم الشعب السوري، اقترح بكل وقاحة على المؤتمرين أن يوفروا على أنفسهم عناء إلقاء الكلمات وينتقلوا فوراً الى تنفيذ ذلك الشرط الذي أعلن رئيس وفد المعارضة السورية اللاوطنية بحماس بالغ التزامه الكامل به، ولم يبق إلا أن يستجيب الوفد الحكومي السوري ويسلّم السلطة كل السلطة الى عصابة السعودية، فينتهي المؤتمر بنجاح وتنتهي معه معاناة السوريين”.
اضافت الصحيفة السورية “استغباء مفضوح أردأ من الضحك على الذقون مارسه سعود الفيصل، وقبْله حاول وزير الخارجية الفرنسي، بنوع من التذاكي البائس، أن يقنع الحضور بأن الحكم الانتقالي بدون الرئيس ليس شرطاً مسبقاً بل هو جدول الأعمال الذي حددته المنظمة الدولية في بطاقة دعوتها الى المؤتمر، فلم ينجح في المحاولة بقدر مانجح في إماطة اللثام عن خضوع الأمم المتحدة للإملاءات الغربية ممّا يؤكده بشكل قاطع سحب الدعوة من إيران لأنها رفضت شرط الحكومة الانتقالية. ومن الواضح أن أعداء سوريا من قوى دولية وإقليمية ومعارضة لا وطنية لم يكونوا يملكون أية ورقة رابحة يستطيعون الدخول بها الى المؤتمر، فلا الوضع العسكري على الأرض السورية في صالحهم، ولا المعارضة اللاوطنية التي أجبرها الغرب على المشاركة في المؤتمر تمثل المعارضة السورية فضلاً عن الشعب السوري. بقي إذن ورقة قديمة هي ورقة “جنيف 1” منتهي الصلاحية، فكان مارأيناه من محاولتهم المستميتة جعل جنيف الثاني مجرد وسيلة لتنفيذ مقررات الأول، بالرغم ممّا في هذا من اعتداء صارخ على مقتضيات الواقع والمنطق، إذ إن من غير الواقعي والمنطقي إغفال كل المتغيرات التي حدثت في سوريا منذ “جنيف 1″ الذي انعقد في حزيران 2012 وحتى اليوم، والتعامل معها كأنها لم تكن، لأنها لا تخدم مصالحهم، أو اللجوء الى تزويرها بأكاذيب فاقعة من مثل أن الجيش الحر المنقرض هو الذي يقاتل الإرهاب وأن الجيش العربي السوري يعيقه، كما زعم رئيس وفد المعارضة اللاوطنية في كلمته، وهذا كذب يفوق التصور، ويعرف قائلوه وأسيادهم الغربيون والإقليميون أنه كذلك، ولكنه إصرار الوالغين في الدم السوري على الاستمرار في السقوط السياسي والأخلاقي، وفي الكذب والتزوير والتضليل الى ما لا نهاية تعويضاً عن إخفاقاتهم العسكرية والسياسية المتلاحقة، وتخفيفاً من حدة الانهيار الذي أصاب استثمارهم السياسي الكلي في الأزمة السورية”.
وتابعت “العبث” في افتتاحيتها “فليركبوا إذن أعلى مافي خيولهم، ويستخدموا أقذر أسلحتهم السياسية في محاولة تحقيق مافشلوا في تحقيقه باستخدام أدوات الإرهاب، فلا أحد في العالم كما قال الوزير المعلم، مخاطباً وزير الخارجية الأمريكي، يملك حق إضفاء الشرعية أو حجبها عن رئيس أو حكومة أو دستور أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم، وكل ماعدا ذلك كلام لا محل له من الإعراب. وماقاله وزير الخارجية الاميركي جون كيري في كلمته كما في مؤتمره الصحفي المسائي هو سيلٌ من الأكاذيب التي حرص على تكرارها رغم علمه بانفضاحها كما هو شأن أكذوبة استخدام السلاح الكيميائي من قبل الحكومة السورية مثلاً، وهو تدخل سافر ومرفوض في شأن داخلي وسيادي يخص السوريين وحدهم. ولذا فلا محل له من الإعراب”.