الانفجارات.. والمطلوب لردعها
موقع إنباء الإخباري ـ
ناديا مهنا:
“الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى”.
عبارة أصبحنا نسمعها مع كل فجر وشروق شمس باتت حائرة في طلوعها.
مسلسسل الانفجار يتكرر ولكن بحلّة جديدة. يتنقل ويضرب ويقتل ويسفك دم الأبرياء وما من رقيب، بل بعد حدوثه ومشاهدته تنهال على وسائل الإعلام من قبل جميع الجهات والتيارات السياسية كلمات الإستنكارات والمواساة وعبارات الأسف لما حصل مع التمنيات التي نسمعها. فالأماني يمكن أن تتحقق ولكن البعض منها يحتاج إلى معجزة لحصولها، كتشكيل حكومة توافقية قائمة على أساس مصلحة لبنان أولاً ومصلحة المواطن ثانياً بعيداً عن المصلحة الذاتية لشخصهم الكريم، الأمر الذي بات أمنية ترقد في خيال اللبنانيين، أو توقف البث لمسلسل الإنفجار المدبلج بعدّة لغات والمنتج من أيادي سوداء حاقدة، عربية وأجنبية، لتحقيق مكاسب دموية وإجرامية.
الشعب بدا صامداً ومتكاتفاً، بل ازداد قوةً وعزيمةً يرتقب النصر، ولكن هل يكفي تكاتف الشعب والتحامه وتحمله أضرار المصائب في حل الأزمة السائدة والنتائج المترتبة عليها؟
أسئلة كثيرة وقضايا تطرح و الحال يزداد سوءاً وتعقيداً، والأمن بات غائباً عن الساحة التي تعتبر مرقده ووطنه. نرى رجال الأمن والقوى الأمنية والجيش المنتشر على مداخل و مخارج بيروت ولكن ومع ذلك نرى في الأعين ذاتها الخروق الأمنية والدخول للسيارات المفخخة التي تمر على عجلة حياة كثر من الضحايا الأبرياء. فهذه السيارات المعروفة أرقام لوائحها والمبلغ عنها وعن أشخاصها كيف لها أن تعبر وتسلك طريقها وتنفجر حسب الخطة الموضوعة؟
لا عجب في ذلك طالما أن الأمن مفقود والحماية غائبة حيث نجد فقط العناية الإلهية تلطف عند وقوع الانفجار.
وما إنفجار أمس في منطقة الشويفات إلا أسلوباً جديداً تظهر به الجهات الفاسدة والإرهابية والقاتلة للنفس البريئة، وهو عبارة عن نمط جديد من أنماط الخرق الأمني والقتل الهادف لإحداث فتن طائفية تزيد الأزمة سوءاً، ولأن يبقى لبنان عرضة للهجمات والتقسيمات السياسية.
نحن اليوم نعيش مرحلة مصيرية تتطلب تشكيل حكومة والكثير من الإجراءات الأمنية والمواقف المجدية والهادفة إلى تحقيق الأمن والتصدي للإرهاب، والكل معني في هذا الأمر، مهما كانت الجهات والأحزاب والطوائف، فلبنان ينزف دماً والسماء تزف أطفالا وشباباً ورجالاً سلبت منهم الحياة واختارتهم ليسكنو جنان الخلد فيها.
بالأمس هم والغد المزيد منهم ومع استمرار مسلسل الانفجار ستبقى “الدعوة للشفاء والرحمة للأرواح”.