الانتهاكات وأعمال العنف في مناطق “غصن الزيتون” خلال الشهر الثاني 2023
صحيفة الوطن السورية-
سامر الخطيب:
لم ينته مسلسل الانتهاكات و الأزمات الإنسانية والفلتان الأمني منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، بل يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوم بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
ولاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير من عفرين واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين في المنطقة أيضاً، وقد وثقت منظمات حقوقية، خلال شهر شباط 2023 مقتل شخص في اقتتال واحد، فقط ضمن مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث قتل شخص وأصيب 3 أخرين، جراء اندلاع اقتتال مسلح بين عشيرتي ” الحربيات” من جهة، و”العبادي” من جهة أخرى، في قرية زعرة التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، ضمن منطقة “غصن الزيتون”، بسبب خلاف على توزيع الخيام، تطور لاستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وتم توثيق 10 حالات اعتقال تعسفي، و4 حالات اختطاف لمدنيين من قبل فصائل الجيش الوطني والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية.
وإلى جانب حالات الاعتقال التعسفي، وثقت المنظمات أكثر من 61 انتهاكاً آخر بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 27 حالة بيع ومصادرة منازل، تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.
– 4 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل، لقاء إطلاق سراح اربعة مواطنين حالة من قبل الأمن السياسي وبلغ قيمتها 1300 دولار وحالة من قبل الشرطة العسكرية وبلغ قيمة الاتاوة 700 دولار وحالة من قبل الاستخبارات التركية وبلغ قيمتها 1000 دولار بذريعة تسوية وضعه وحالة من قبل الجيش الوطني وبلغ قيمتها 1000 دولار.
– 18 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 3381 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
– 1 حالة مصادرة أراضي بقوة السلاح، حيث أقدم عناصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروفة بـ العمشات على الاستيلاء على محضر عقاري، بقوة السلاح في قرية قرزيحل في ناحية شيراوا تعود ملكيته إلى أحد أبناء القرية المهجرين قسراً إلى محافظة حلب، وذلك بغية إنشاء محلات تجارية في الموقع.
– 3 حالات مصادرة محال تجارية في مدينة عفرين بقوة السلاح من قبل فصائل الجيش الوطني.
– 4 حالات سرقة قامت بها فصائل “الجيش الوطني”، ثلاث حالات منها من قبل فصيل فرقة الحمزة حين أقدم عناصر من فصيل فرقة الحمزة على سرقة حوالي 25 رأس غنم من أحد الرعاة، وتعود ملكية الأغنام إلى ثلاثة مواطنين من أهالي القرية، حيث أقدم عناصر فصيل الحمزة على نقل الأغنام المسروقة إلى قرية الغزواية لبيعها إلى تجار من إدلب، وحالة من قبل فصيل جيش الشرقية حين أقدم عناصر من فصيل “جيش الشرقية” على اقتحام محل لبيع زيت الزيتون وسرقة نحو 20 صفيحة زيت الزيتون، يعود ملكيته إلى مواطن من أهالي قرية قدا، فيما لم تحرك الشرطة العسكرية ساكناً بالرغم من وجود المحل بالقرب من مركز الشرطة العسكرية.
– 4 عمليات اعتداء من قبل “الجندرما” التركية وفصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، حيث وثق المرصد السوري خلال شهر شباط، حالة منها من قبل الجندرما التركية، و3 حالات من قبل فصائل ” الجيش الوطني” .
ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون وجود أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق.