الالـتـفــاف عـلـى الـتــيـار الـعـــروبـي
خاص ـ موقع إنباء الإخباري
د. شاكر شبير:
من مراقبة الحراك الشعبي يتضح لأي مراقب أن لدينا في مصر قوتين أساسيتين في الشارع المصري: قوى الإسلام السياسي ويمثلها في الشارع الإخوان المسملون والقوى السلفية، والقوى العروبية، ويمثلها التيار الناصري. ـ
وقد كان تيار الإسلام السياسي أكثر مناسبة لهذه الفترة حيث المطلوب تحالف سني ليواجه الجمهورية الإسلامية، وهو ما يجعله أكثر فائدة في تحقيق أهدافها. كما أنه أكثر جهوزية لتلبية المتطلبات الأمريكية من حيث التنظيم وعقد الصفقات. هذه الصفقات تترتب عليها التزامات، رأينا الدكتور محمد مرسي العياط يقوم بها ويعيطها الأولوية حتى قبل تناول مشاكل شعب الكنانة! ـ
فها هو من أول خطاب يعلن وقوفه إلى جوار آل ثاني وآل سعود وأردوغان وعملائهم أمثال آل الجميل وسمير جعجع، وهم الذين يكافحون ويضحّون بكل غالٍ ونفيس في سبيل حرية الشعب السوري بقيادة الكاهن عبدالحليم خدام والمؤمن برهان غليون والمؤمنة بسمة القضماني! وبدأ يتحرك لعمل خطط للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وصحابة رسول الله رضوان الله عليهم، مع أنه يعرف أن سماحة الإمام الخامنئي، في فتوى، قد كفّر من يتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما قال هذا محرم على نساء الأنبياء، فما بالك بإمام الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم؟! لكنه التزام ضمن الصفقة وعليه أن يؤديه! ـ
لكن قوة التيار العروبي واضحة، ولولا التلاعبات التي حصلت مثل إبقاء فلول النظام وترشيح واحد منهم للرئاسة بدلا من أن يكون مكانه السجن، وتركيز الأصوات الإسلامية لتصب لمرشح واحد من خلال حرق المرشح الآخر، لكانت الرئاسة من نصيب التيار العروبي برغم عدم تنظيمه! لذا فكما نجحت الإدارة الأمريكية في تحقيق أهدافها تحت عباءة الإسلام السياسي، تنظر إلى استيعاب التيار العروبي من خلال دفع شخصيات مثل د. محمد البرادعي ود. أحمد زويل ود. عمرو حمزاوي. وهو التفاف على التيار العروبي. البرادعي يعلن من الآن نيته في تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري! ـ
هذا التحالف إذا تم إنشاؤه على ما يكتب في الصحف، أي عند انتخاب الأستاذ حمدين صباحي رئيساً، فرئاسة الوزراء تذهب للبرادعي، وهذه مصيبة تحل بالتيار العروبي، لأن هذا يعني أن الأجندة الصهيوإستعمارية ستتم تحت عباءة التيار العروبي! فأكبر منصب تنفيذي سيكون من نصيب د. محمد البرادعي وهذا يعني أنه هو الذي سيدير البلاد! وإذا كان هناك عدم رضا من رئيس الجمهورية الأستاذ حمدين صباحي، فإن هذا سيقود إلى لعبة شد الحبال بين منصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، تماما كما حصل في السلطة الفلسطينية!ـ
فعندما أرادوا إيكال الأمر لمحمود عباس أرادوا أن يأخذوا من صلاحيات رئيس السلطة لرئيس الوزراء، وعندما أتت حماس أرادوا أن ينقلوا من صلاحيات رئيس الوزراء لرئيس السلطة! لعب الثلاث ورقات! ـ
فهل يرضى التيار العروبي أن تنفذ الأجندة الصهيواستعمارية تحت عباءته؟
وهل يتعظ التيار العروبي؟!