الاعلام الآذاري: منصة للاقتصاص من المقاومة
إعلام 14 آذار: إشاعة تحولت إلى سيناريو
موقع العهد الإخباري ـ
زينب حاوي:
مانشيت واحد تصدر صحيفة “النهار” يوم الأربعاء الماضي : ” حزب الله يحلّ سرايا المقاومة في صيدا”، كان بمثابة الخيط الجامع لقناتي “المستقبل” و mtv أو بالأحرى هدية من السماء كمادة دسمة تغني عن تقارير وبرامج كل منهما. الخبر طبعاً بعدما تصدّر النشرة المسائية لقناة المرّ عبر تقرير لمراسلتها دنيز رحمة فخري تقاطع مع عنوان ومضمون حلقة DNA لنديم قطيش على القناة الزرقاء في اليوم عينه فبدا التناغم واضحاً والتصويب كذلك.
البرنامج الساخر على “المستقبل” المعنونة حلقته : “تقاعد جزئي للمقاومة” شكل منصة واضحة للاقتصاص من كل ما هو مقاومة . فبتزوير واضح للحقائق والوقائع أغفل قطيش أحداث عبرا واعتداء جماعة “الأسير” على الجيش اللبناني ليعتم على هذا الجانب ويحصر النزاع بين “حزب الله” و”الأسير” حسبما ادعى، مثمناً خطوة حلّ السرايا كما روّج لها في الإعلام الذي تمنى استكمالها “بإحالة المقاومة على التقاعد على مساحة تمتد أبعد من المدينة (صيدا) “، ليعرض بعد ذلك مقاطع من كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بثت بعَيد تفجيري طرابلس الأخيرين عندما دعا الأخير الى قتال التكفيريين في سوريا حتى لو دعت الحاجة الى الذهاب بنفسه الى هناك. كلام دخل من خلاله قطيش ليلعب على وتر الحزب/” السرايا اللبنانية ” ودق إسفين بينهما بالقول “من الأولى أن تبقى السرايا هنا إذا أرادت المقاومة الذهاب الى سوريا الا إذا كان القتال هناك يحتاج الى مهارات معينة”. ليختم حلقته بجزء من خطاب السيد نصر الله ايضاً عندما نفى أن يكون الحزب في معاركه قد قتل أسيراً.
ويعرض قطيش الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي الذي قيل إنه لعناصر من “حزب الله” يقومون بإعدامات لأسرى جرحى. ولم يرق الأمر طبعاً لقطيش بممارسة “الموضوعية” في عدم تبني اتهامات هذا الشريط، فسرعان ما نسج حبكة تفيد بأن الحزب في “لحظة دفاع عن الوجود ويصنّف العدو بأنه تكفيري وذلك يسمح له بإصدار كل أنواع الفتاوى”! لنفهم بعدئذ هذا الإصرار على تحميل مسؤولية محتوى الشريط للحزب .
بدورها mtv سارت على النغم عينه وكان لها تقرير (تخطى الخمس دقائق) عما أشيع عن حل “السرايا اللبنانية” فعنونت تقريرها المسائي بسؤال : ” هل حلّ حزب الله فعلاً سرايا المقاومة في صيدا؟” لتدخل بعده معدة التقرير الى ما قالت إنه يقع في خانة “المعلومات” عن تقليص لميزانية هذا الفصيل وتخفيض الرواتب التي تتراوح ما بين 200 و500$ ولعديده “وسط النقمة عليه في المدينة نتيجة التجاوزات “. طبعاً لم يفت دنيز فخري ارفاق التقرير بإضاءة على العلاقة ما بين “التنظيم الشعبي الناصري” والحزب وتكهن مشاعر النائب السابق أسامة سعد من امتعاض وشكوى من ” السرايا ” مع ذكر لبعض الاحتكاكات التي حدثت في صيدا بين التنظيمين ومع ذلك تفاجئنا فخري في نهاية التقرير بأن القناة لم تحظ بلقاء سعد للوقوف عند كل تلك المعلومات والمواقف التي وردت.
إذاً يسير المتابع على خط واحد يولد كإشاعة في صحيفة “النهار” ويتنقل ما بين القنوات المناوئة ل”حزب الله” لتبدأ التكهنات والسيناريوهات ونسج الخيال والبوح كما فعل قطيش في حلقته المذكورة بالتعبير عن رغبته بـ”اجتثاث” المقاومة من أصلها .. هذا كان بالأمس لننتظر الغد ماذا ستخبئ لنا الصحيفة أو القنوات المذكورة لتملأ هواءها بفبركة واقعة لا أساس لها من الصحة ولنسلّم نحن المشاهدين على المصداقية .