الاحتلال يلوّح بتكرار محرقة غزة والمستوطنون يصعّدون حرب الزيتون
لوَّح جيش الاحتلال مجدداً بشن عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة بعد إطلاق فصائل فلسطينية عشرات صواريخ القسام وقذائف الهاون على المستوطنات المحاذية للقطاع والتي لم تسفر عن إصابات ولم تلحق خسائر تذكر في أعقاب غارات »إسرائيلية« أدت لمقتل فلسطيني . ونقلت صحيفة »معاريف« الصهيونية عن ضابط كبير في الجيش »الإسرائيلي« قوله إنه »لا مفر من القيام بعملية عسكرية شاملة في غزة وتشمل عمليات برية أيضاً على غرار عدوان (الرصاص المصبوب)، من أجل إعادة الردع »الإسرائيلي« .
وأطلقت فصائل فلسطينية، بينها حركة »حماس« التي تحكم في القطاع، عشرات الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه المستوطنات، أول أمس رداً على غارات الطيران »الإسرائيلي« في القطاع وأدت إلى مقتل فلسطيني وإصابة مدنيين .
وجاء هذا التصعيد الأمني في أعقاب ثلاثة أسابيع من الهدوء ووقف إطلاق النار والغارات الجوية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع . وسقطت معظم الصواريخ والقذائف في محيط المجلس الاستيطاني »أشكول« في النقب الذي تلقى مستوطنوه تعليمات من الجيش بعدم مغادرة الملاجئ والبيوت لعدة ساعات .
وأشارت الصحيفة إلى أنه دخل مؤخراً عنصر جديد إلى التقييمات »الإسرائيلية« بشأن مهاجمة القطاع وهو الرئيس المصري محمد مرسي الذي تتوقع »إسرائيل« أن يغض الطرف عن عدوان عسكري واسعة في القطاع مثلما فعل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في السنوات الماضية، لكن الصحيفة »الإسرائيلية« اعتبرت أن عملية عسكرية ضد القطاع »ربما تساعد مرسي على معالجة الإرهاب الذي يخرج من القطاع باتجاه سيناء«، في إشارة إلى الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال سيناء التي نفذت عمليات ضد »إسرائيل« وقوات الجيش المصري . وفي الضفة الغربية، اعتقل جيش الاحتلال، فجر أمس، أربعة فلسطينيين بالضفة الغربية . وذكرت الإذاعة الصهيونية على موقعها الإلكتروني أن المعتقلين يشتبه في ضلوعهم في اعتداءات على أهداف »إسرائيلية« . وأضافت الإذاعة أنه تم اعتقال الفلسطينيين الأربعة في نابلس والخليل، فيما لم تكشف الإذاعة ما إذا كان للمعتقلين أي انتماءات تنظيمية .
وفي الوقت ذاته، اقتلع مستوطنون 80 شجرة زيتون في قرية قريوت جنوب مدينة نابلس، وذلك قبل بدء موسم قطف الزيتون . ووفقاً لسكان القرية فإن مستوطنين من مستوطنة »معاليه ليفونا« القريبة اقتلعوا الأشجار أثناء الليل .
ويصل عدد أشجار الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى نحو 10 ملايين شجرة وتشكل جزءاً مهماً من الاقتصاد الفلسطيني، حيث يعمل فيها نحو 100 ألف مزارع وتحقق ربحاً بنحو 100 مليون دولار سنوياً . وقال مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه سيرسل خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام بان كي مون ورئيس الجمعية العامة حول التصعيد »الإسرائيلي« الأخير ضد الفلسطينيين وبخاصة في غزة . وذكر منصور خلال اجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف »في قطاع غزة قتل وأصيب نحو عشرين شخصاً، أغلبيتهم من المدنيين من النساء والأطفال، إثر إطلاق النار من القوة القائمة بالاحتلال . . وفي الخطاب سنتناول بالطبع أعمال التصعيد والاستفزاز الأخرى ومنها انتهاك حرمة بعض كنائسنا في الأرض المحتلة بكتابة كلام عنصري ومهين للغاية على جدران تلك الكنائس في أعقاب وقوع هجمات في الكثير من مساجدنا من قبل المستوطنين المتشددين الذين يحاولون إضفاء صبغة دينية على الصراع بيننا وبين »إسرائيل« القوة القائمة بالاحتلال« . وأشار إلى صدور أطلس من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حول أعمال العنف المرتكبة من المستوطنين ومصادرة الأراضي والمستوطنات ونقاط التفتيش .