الاحتلال الأمريكي يحاول لجم غضب العشائر بالحديد والنار!
تسللت قافلة ضخمة للجيش الأمريكي إلى شرق سوريا قادمة من العراق، في وقت شهدت فيه الايام الماضية اشتباكات بين العشائر السورية و قوات “قسد” في دير الزور يث آبار النفط التي احتلتها أمريكا.
الجيش الأمريكي أدخل قافلة عسكرية ضخمة مؤلفة من 47 شاحنة كبيرة ترافقها 7 مدرعات تحمل العلم الأمريكي إلى قاعدته غير الشرعية في (السد الغربي ومنتجع لايف ستون) في محيط مدينة الحسكة على الطريق الدولي M4 (في المقطع الممتد من مركز مدينة الحسكة – بلدة تل تمر)، قادمة من معبر الوليد البري غير الشرعي على الحدود السورية العراقية.
القافلة هي جزء من قافلة كبيرة للاحتلال الامريكي دخلت مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، مساء أمس الأربعاء، قوامها عشرات الشاحنات المحملة بالمصفحات والسيارات والمواد اللوجستية والخراسانية، قادمة من معبر الوليد الحدودي غير الشرعي مع العراق، حيث توجه قسم منها إلى القواعد الأمريكية في محيط الحسكة والقسم الآخر توجه اليوم الخميس، إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي التي خرجت عن سيطرة الجيش الأمريكي وميليشيات “قسد” الموالية له عقب انتفاضة عشائرية اشتعلت بعد سلسلة اغتيالات طالت شيوخ من قبائل (العكيدات) و(البكارة).
وشهد اليومان الماضيان ساعات طويلة من الاشتباكات المسلحة التي اندلعت إثر قتل قوات “قسد” مدنيين اثنين خلال تفريقها، بالرصاص الحي، تظاهرة ضدها في كل من بلدات الحوايج، ذيبان، والشحيل، المتاخمة لحزام آبار النفط في ريف دير الزور الشرقي. وسيطرت العشائر خلال ساعات على كل مقراته “قسد” في المناطق المذكورة، وانسحبوا منها لاحقا، كرسالة موجهة لأمريكا على قدرتهم على طرد قسد من المنطقة.
ورغم ان مطالبات المتظاهرين لـ”قسد” تمحورت حول الكشف عن مرتكبي عمليات اغتيال شيوخ العشائر ووجهائها ومحاسبتهم. حيث طالت الاغتيالات الاسبوعين الفائتين الشيخ سليمان الكسار المتحدث باسم قبيلة العكيدات، ومطشر الهفل أحد كبار شيوخ القبيلة، والشيخ علي الويس من قبيلة البكارة، إلا ان الخلافات بين أهالي ريف دير الزور و “قسد” لم تبدأ فجأة فلها تراكمات بدأت منذ وصول القوات الكردية إلى المناطق التي تشكل خزان سوريا النفطي، وفي الوقت نفسه مركز الثقل العشائري. ويشتكي السكان هناك من المعاملة السيئة لهم من قبل “قسد” إضافة الى الوضع المعيشي السيء وغياب الخدمات والمحروقات.
ومن الواضح ان التحشيدات الامريكية الجديدة شرقي سوريا تأتي لتثبيت سيطرتها على أهم آبار النفط وحقوله بعد عقود السرقة التي ابرمتها بالتعاون مع قسد، خاصة وان العشائر أثبتت قدرتها على التأثير في المشهدين الأمني والعسكري وطرد ميليشيات “قسد” من المنطقة، إضافة الى خوف أمريكا من ان تصبح قواعدها ودورياتها هدفاً لأبناء العشائر في ظل التعزيزات المسلحة التي ارسلتها بقية العشائر إلى ريف دير الزور لمؤازرة الأهالي ضد “قسد”.
ومن المتوقع ان تتصاعد الاحتجاجات في المنطقة التي تعوم على آبار من حقول النفط في حال بقيت مطالب أبناء العشائر دون آذان صاغية من قبل امريكا و”قسد” ويبدو ان امريكا بدأت تتجهز لهذا الامر في حال لم تستطع جلب رضا العشائر بعد نكث عهودها لهم، وهي بهذا تضع حياة جنودها في خطر فالعشائر لن تسكت في حال استخدمت امريكا سطوتها العسكرية ضدها وستصطاد جنود الاحتلال الامريكي حتى آخرهم.