الإنسداد السياسي يهدد إستقرار العراق
وكالة أنباء آسيا:
حالة من الانسداد السياسي وصل إليها العراق منذ انتهاء الانتخابات في 2021، الأمر الذي دفع عدد من السياسيين والخبراء إلى التحذير من عودة الاحتجاجات إلى البلاد، وهذا أيضاً ما حذّرت منه الأمم المتحدة على لسان مبعوثتها إلى العراق جينين هينيس بلاسخارت.
وقالت بلاسخارت في تصريح صحفي”: إنّ “غضب الشعب العراقي قد ينفجر في أيّ لحظة”؛ بسبب فشل القادة السياسيين في معالجة جملة من القضايا الأساسية، من بينها معاناة المواطن العراقي من الفقر وفقدان الأمن.
وأضافت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق، عقب جلسة لمجلس الأمن الدولي: إنّ العراق والمنطقة لا يستطيعان تحمّل تكاليف العودة إلى تشرين الأول (أكتوبر) 2019.
وحذّرت من أنّ “الجوانب السلبية في الحياة السياسية العراقية ما تزال تعيد نفسها في حلقة مستمرة على ما يبدو من سياسة المحصلة الصفرية”، مضيفة أنّه “بعد أكثر من (7) أشهر من الانتخابات البرلمانية ضاعت عدة مواعيد نهائية لتشكيل الحكومة”.
ووجهت تحذيراً للقادة السياسيين في العراق من التواري وراء حجة عدم تشكيل حكومة، وقالت إنّها “تصرف الانتباه عمّا هو على المحك”. وأضافت: “ذلك لا يبرر مأزقاً سياسياً تقوم فيه الجماعات المسلحة بإطلاق الصواريخ والإفلات من العقاب، ويعاني فيه المواطن العادي، بل يبرر مأزقاً سياسياً يتوقع أن يتفاقم إلى غضب عام في أيّ لحظة”.
في المقابل؛ أكد ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة محمد بحر العلوم، أن الكتل السياسية تواصل جهودها للتوصل إلى تفاهمات وحلول لإنهاء الانسداد السياسى والاتجاه لتشكيل حكومة جديدة.
وقال بحر العلوم ـ في كلمة له أمام مجلس الأمن حسبما أفادت قناة الإخبارية العراقية، إن مساعي الأطراف السياسية تأتي لتلبية متطلبات الشعب العراقى في ضوء الاستحقاقات الدستورية والقوانين النافذة.
وخلال الأسبوعين الماضيين؛ وفي ندوة أقيمت بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، جنوبي العراق، حملت عنوان “مستقبل الحركة الاحتجاجية في العراق”، وشارك فيها عدد كبير من قادة الحراك والناشطين المدنيين، أكد العديد منهم إمكانية إعادة التظاهرات مرة أخرى للضغط على القوى الفاعلة في تسريع عملية تشكيل الحكومة والمضي بالإصلاحات المطلوبة وتوفير الخدمات.
وألمح إلى عودة التظاهرات مجدداً بالقول إن “التغيير التدريجي ذو نتائج ضعيفة، والتغيير الحقيقي يتمثل بتجدد الحراك مع التشديد على تطبيق مواد قانون الأحزاب على الأحزاب التي تنتهك هذا القانون”.
وشهد العراق، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقفات احتجاجية ” محدودة” في عدة مدن مختلفة، أبرزها بابل، وبغداد، وذي قار، والنجف، والبصرة، طالب خلالها المحتجون بالإسراع بتشكيل الحكومة، ووضع حد لحالة التردي الاقتصادي التي تشهدها البلاد.
وانطلقت احتجاجات أكتوبر 2019 اعتراضا على تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وتوقفت تلك الاحتجاجات بعد أشهر عقب تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة مصطفى الكاظمي، واستقالة حكومة عادل عبد المهدي التي يحملها الشارع العراقي تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.