الإصابة بـ”كورونا”: عبءٌ صحيّ وماليّ
موقع العهد الإخباري-
يوسف جابر:
لم يسلم المواطن من انعكاسات ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والتي طالت كل حياته. هاجسه اليومي بات لقمة الخبز وحبَّة الدواء، وفوق الأعباء الاقتصادية والمالية يأتي انتشار وباء “كورونا” مجدّدًا وظهور المتحوّر “أوميكرون”.
في الآونة الأخيرة شهد لبنان ارتفاعًا في أعداد الإصابات بالفيروس، ما دفع اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة إجراءات “كورونا” لإصدار توصيات باعتماد قيودٍ على التجوُّل والتجمُّعات وحركة الوافدين عبر مطار بيروت.
وفي خطوة استباقية فرضت “إغلاقًا جزئيًا” للمدارس والمعاهد والجامعات عبر تمديدها لعطلة الأعياد، مع حثِّها المواطنين على تلقي اللقاح.
ما أغفلته اللجنة الوزارية ووزارة الصحة مع ازدياد الإصابات واحتمال ارتفاعها أكثر فأكثر هو التكاليف التي باتت تترتب على المُصاب حديثًا بسبب إجراء الفحص والأدوية اللازمة في ظل رفع الدعم عنها، والحاجة للعناية الاستشفائية في حال حصول أيّة مضاعفات.
وفي جولةٍ أجراها موقع “العهد الإخباري” على كلٍّ من مستشفيي “الرسول الأعظم” (ص) و”بهمن”، ومختبرات “الهادي”، والمختبرات “الحديثة”، فإنَّ تكلفة فحص الـ”PCR” تبلغ 150 ألف ليرة، وذلك بعد أن كانت 120 ألف ليرة في الفترة التي سبقت وصول الدولار إلى الـ25 ألف ليرة.
وأجرى “العهد” جولةً على صيدليتيْ “رحال” و”المطار”، وفي المحصِّلة تبيَّن أنَّ ثمن فيتامين “د” 227 ألف ل. ل.، أدوية الالتهابات للصدر 138 ألف ل. ل.، “الزينك” 80 ألف ل. ل.، فيتامين C وصل الى 55 ألف ل. ل.، مع وجود أدوية لبنانية بديلة، ما يعني أنَّ تكلفة علاج الفرد على الأقل 250 ألف ل. ل.، وذلك دون التطرق إلى أدوية الحرارة والسعال وغيرها.
وأشارت إحدى الصيدلانيات التي فضلت عدم ذكر اسمها إلى أنَّه لا يزال هناك إقبال على شراء الدواء بسبب الخوف من مخاطر الإصابة بـ”كورونا”، علمًا أنَّ الأسعار باتت بالدولار، وارتفعت إلى هذا الحد بعد أن كانت فاتورة الدواء لمرضى “كورونا” لا تتعدّى الـ 100 ألف ل. ل.
أما المُستشفيات فحدِّث ولا حرج، تكاليف لا يستطيع تحمُّلها المواطن. وأمام هذا الواقع الاقتصادي والصحي تغيب وزارة الصحة عن حال المصابين والمخالطين من هذا الجانب، وكلُّ ما ذُكر يتناول تكاليف على مستوى الفرد، فهل تستطيع الأسر تحمُّل هذه التكلفة؟