الإرث الجنبلاطي ينتقل الى تيمور..فهل سيختفي جنبلاط من المشهد السياسي؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني :
مع غياب الصندوق الإنتخابي، إنتُخب تيمور جنبلاط رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي بالتزكية، وبوصايا والده سيمضي، فمسيرة “البيك”، بحسب تعبيره مستمرة، و”سوف نسير وننتصر معك، فالرجال رجال والمبادئ مبادئ، والنضال مستمر”، ليرد عليه صاحب مقولة “الى اين؟”، في لحظة وجدانية خلال التسلّمِ والتسليم بعبارة “سِر يا تيمور.. سِرّ ولا تخفْ”.
الإرث الجنبلاطي الذي امتد إلى أكثر من 400 سنة، إنتقل الى تيمور، لتبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي داخل الحزب التقدمي بنفَس شبابي، ولكن من دون التخلي عن العناوين العريضة.
ولكن، ماذا بعد استلام تيمور الزعامة رسمياً؟ هل سيختفي جنبلاط من المشهد السياسي كلياً؟ هل إنكفائه الطوعي يشكل إشارة الى بدء التغيير في الطبقة السياسية؟، ما هي إستراتيجية تيمور؟ واين سيقف في الاصطفافات السياسية؟
أسئلة يجيب عليها مراقبون بأن من أقدم على هذه الخطوة، في هذه اللحظة الحساسة سياسياً في الداخل والخارج، من المؤكد أنه لن يتخلى عن المسؤولية في الإشراف على الأمور الأساسية والخطوط العريضة للعمل السياسي داخل الحزب، ولو من خلف الستارة.
خطوة جنبلاط بحسب المراقبين لا تعني بالضرورة أنه قرّر التقاعد، بمعنى أن يختفي من الساحة السياسية، فهو موجود في خلفية الصورة الشاملة بثقله المعنوي والتاريخي، وبتجربته الطويلة.
“البيك” ألقى خطابه الأخير الذي يمكن اعتباره خطاب الوصية لتيمور، والذي لم يخلُ من الإشارات التي يتميَّز بها جنبلاط الأب، فتحدث عن لقاءات الضرورة ولقاءات الأمر الواقع ولقاءات الصدف.
جنبلاط انتقد ضمنًا صندوق النقد الدولي من خلال حديثه عن “الوصفات التجميلية التي خرَّبت بلادًا بأسرها”، وتمسك بالحوار السبيل الأوحد للوصول إلى التسوية.
وحرص في خطابه خلال انتخابات رئاسة الحزب التي بللها بدموعه خلال خطاب نجله، على الربط بين تضحيات الرعيل الأول المؤسّس للحزب العام 1949 إلى جانب الشهيد كمال جنبلاط، ورفاق السّراء والضرّاء لـ46 عاماً من رئاسته الحزب، للحفاظ على المختارة، وبين الآمال المعقودة على الشابات والشبان لاستكمال مسيرة النضال إلى جانب نجله تيمور في محطته القياديّة الثالثة، على رئاسة “التقدّمي”.
الإرث الجنبلاطي بحسب المراقبين، لن تتبدل خطوطه العريضة مع تيمور، وهو ما بدا واضحاً في خطاب “الفوز”، مشيراً إلى انه سيحمل قيم العروبة والديموقراطية في مواجهة التحجر والعنصرية، ورفع راية فلسطين عالياً.
اما عن الاصطفافات السياسية فحكماً سيكون تيمور متمايزاُ عن والده، وأولى إشارات هذا التمايز كان مع رفضه السير بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولكن في لحظة الجد السياسي من المؤكد انه لن يتخطى نصائح والده، وستبدأ رداراته بإلتقاط ما كان يلتقطه من ألبسه “كوفية الزعامة الدرزية الجنبلاطية” قبل خمس سنوات، في الذكرى الأربعين لاغتيال جده كمال جنبلاط، ومهد له الطريق منذ العام 2017، وأدخله الندوة البرلمانية عام 2018.
فكما أكمل وليد جنبلاط مسيرة والده، وبنى حيّزه الخاص، وزعامته ، كذلك تيمور، بدأت مرحلته، وبدأت مرحلة بناء قيادته الخاصة، وشخصيته، وإسمه، حتى انه إستطاع وخلال الأعوام الخمسة الماضية، أن يُكوّن فريقاً صغيراً حوله، البعض ممن واكبوا والده، والبعض الآخر يواكبونه هو شخصياً، فيما سيبقى جنبلاط حاملاً مفاتيح الحكمة والتجربة التاريخية، التي ستظلل مواقف الحزب الاشتراكي السياسية.