الإحتلال إلى زوال فالحال يُغني عن المقال
وكالة أنباء مهر:
تستمر هزائم الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم، فبالأمس سيف القدس واليوم نفق الحرية وبينهما وقبلهما وبعدهما معارك تُنبئ بما لايدع مكاناً للشك أننا سنشهد زواله عمّا قريب، إحقاقاً للحق وتنفيذاً للعدل الإلهي في الأرض.
منذُ زمنٍ ليس ببعيد، توافقت مصالح الإمبريالية العالمية و الصهيونية العالمية، فكلٌ منهما يسعى لليهمنة إنما يختلفون به هو الإديولوجية المُرتَكز عليها في سبيل وصولهم لأهدافهم. لا يسعنى المقال للخوض في جزئيات كل منهما، وما يهمنا أن ثمرة توافقهما كانت زرعُ كيانٍ غريب في منطقتنا، ألا وهو “الكيان الصهيوني” وتشريد أبناء الأرض الأصليين وتحويلهم إلى لاجئين، بارتكابهم عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو أسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي، وغيرها من الأعمال الوحشية التي تُفصح عن كينونة هذا الكيان وباطنه ودوافعه الشيطانية التي تُحركه.
تزامت تلك الاحداث الوحشية مع أعمالٍ بطولية قام بها أحرار فلسطين والعالم، فلم يكن إحتلال فلسطين بالسهل ولم يهناً المُحتل يوماً، وكأن حكمة الله أرادت أن يواجه المُحتل الصهيوني شعباً عنيداً بطبعه كريماً بروحه سخياً بدمائه محال أن يلين ويستكين وينكسر، فمنذ إحتلال فلسطين إلى يومنا هذا نفذ الأحرار كثيراً من العمليات وخاضوا العديد من المعارك البطولية مع الكيان الصهيوني، فذكرى انتصار غزّة وانسحاب المُحتل منها ليست عنّا ببعيدة، والأحداث الأخيرة التي وقعت والتغيير الكبير في موازين القوى وآلية الصراع مع المُحتل وأدواته وبشارات الله للمؤمنين وأحاديث نبيّه العظيم _التي تصف أيامنا هذه_ وغيرها من الأمور، جميعها شواهد حيّة وملموسة على قربِ زوال هذا الكيان الغاصب وتهشيم جماجم داعميه على اختلاف مسمياتهم وأيديلوجياتهم.
بتوقيت البهاء وبتوقيت الشهيد عز الدين القسام، خاضت الفصائل الفلسطينية معركة ضارية مع الكيان الغاصب، رداً على اعتداءاته المستمرة على أهلنا في القدس ومنعاً لفرض واقع جديدة يعمل عليه العدو وهو الإعتداء متى ما شاء دون رد.
ورأى الكثير من المحللين السياسين والخبراء أن معركة سيف القدس فرضت معادلات جديدة تصب بصالح المقاومة ككل على عكس أؤلئك الذين ركزّوا على الماديات، ففي مثل هذه المعارك الغير متكافئة بالمجمل لا يمكن الوزن بميزان الماديات.
بقول الكاتب “سعيد الحاج على” في مقاله الذي نشره على قناة الجزيرة تحت عنوان “سيف القدس” تفتح فصلا جديدا في القضية الفلسطينية مايلي:
{لقد أسقطت المقاومة في المواجهة الأخيرة عددا من المعادلات المهمة التي ترسخت في السنوات الأخيرة من الصراع وأسست لمعادلات جديدة مع الاحتلال.
حيث بادرت المقاومة هذه المرة بالتصعيد العسكري ردا على مشاريع الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى رفقة مجموعات المعبد وكذلك التطهير العرقي لحي الشيخ جراح في القدس، بخلاف المواجهات الثلاث الكبرى أعوام 2008 و2012 و2021. وقد مهّد ذلك لترسيخ معادلتين مهمتين.
الأولى، أن مهمة المقاومة في غزة ودوافع استخدام سلاحها لم تعد مقصورة على قطاع غزة كما حصل في المواجهات السابقة، وهي المعادلة التي بذل الاحتلال جهدا دؤوبا لإدامتها. وما حصل أن سلاح غزة تدخل نصرة للقدس والأقصى والشيخ جراح، وهو تطور جديد اعترفت أوساط الاحتلال أنها تفاجأت به.
والثانية، أن المقاومة هي التي بادرت هذه المرة ولم تتدخل فقط لرد عدوان مباشر عليها من منطلقات دفاعية. وإن متغيرا من هذا النوع له تداعيات مهمة على الصراع، فهو يعبر عن الجرأة التي باتت تتمتع بها المقاومة والتي تصدر عن ثقة بالنفس والإمكانات، وتعيد التذكير بأسس القضية وجوهرها، بأن “إسرائيل” وإن لم تهاجم غزة فهي ما زالت محتلة وظالمة وعنصرية، وهو ما يجعل المقاومة واجبا وليس فقط حقا، وهي أيضا تبشر بمستقبل قد تصبح معه المواجهات -التي تطلق المقاومة طلقتها (أو صاروخها) الأولى- أمرا اعتياديا، ما يفقد الاحتلال ميزة الردع التي ظن أنه كان اكتسبها.
وأما المعادلة الثالثة التي رسختها المواجهة الأخيرة فهي معادلة قصف تل أبيب مقابل استهداف المدنيين في القطاع، وهو ما استطاعت منعه باستهدافها بمئات الصواريخ، بعد أن أصبح ذلك سهلا ومتكررا كـ”شربة ماء” وفق الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وأما المعادلة الرابعة فكانت توحيد فلسطين والفلسطينيين كما لم يحصل منذ فترة طويلة؛ فقد بدأت كرة الثلج في القدس قبل أن تتدخل غزة عسكريا، ثم تحركت الضفة الغربية وماجت الأراضي المحتلة عام 1948، وكذلك الحدود اللبنانية والأردنية، وانتشرت المظاهرات في الخارج والشتات. كما تجسدت هذه الوحدة الميدانية رمزيا في الإضراب العام الذي شمل الأراضي الفلسطينية جميعها، بعد أن كان الاحتلال يقسّم فلسطين إلى وحدات ويستفرد بكل منها على حدة}.
وقد وصف العديد من الخبراء والمحللين هذه المعركة بالمناورة الأخيرة مع العدو الصهيوني قبل معركة الفتح العظيم وذلك نظراً للتطور النوعي والكمي للمقاومة الفلسطينية واتساع رقعة الأحرار في العالم والمعادين للكيان الصهيوني، وخاصة بعد دخول اليمن إلى محور البلدان المعادية للكيان الصهيوني.
انتشر مؤخراً على منصات التواصل الإجتماعي فيديو يظهر شاب فلسطيني على حدود قطاع غزة يُطلق النار من مسدس على قناص صهيوني عبر ثغرة صغيرة في الجدار الإسمنتي المُحيط بالقطاع _يستخدمها العدو لقنص المنظاهرين والآمنين في القطاع_ وكان الفلسطينيّون حينها يتظاهرون في الذكرى السنوية الـ 52 لإحراق المسجد الأقصى.
وأصيب 41 متظاهرا فلسطينيا، برصاص القناصة الإسرائيليين، في ذلك اليوم، وتوفي اثنان منهما في وقت لاحق، (بينهما طفل) متأثرين بجراحهما.
وآنذاك، وردا على إصابة القناص، شنت مقاتلات إسرائيلية، غارات على مواقع تتبع لحركة حماس، ردا على إصابة “شموئيلي.
وبعد 9 أيام أعلنت هيئة البث التابعة للكيان الغاصب أن “بارئيل شموئيلي” _ أحد القنّاصين الصهاينة_ لقي حتفه جرّاء تلك الرصاصة الغزّاوية المباركة.
بعد الساعة 1 فجراً من يوم 6 سبتمبر 2021 إنتزع 6 أسرى حرّيتَهم من سجن “جلبوع” _أشد سجون الإحتلال حراسة_ والملقب ب”الخزانة الحديدية”، عن طريق نفق حفره الأسرى من حجرة المرحاض الموجودة بإحدى زنازين السجن، وفتحته الخارجية تقع تحت برج حراسة السجن، والاسرى هم: محمود عبد الله عارضة، محمد قاسم عارضة، يعقوب محمود قادري، أيهم فؤاد أو أيهم نايف كممجي، يعقوب نفيعات، وزكريا الزبيدي.
وقوبل نبأ هروب 6 أسرى من سجن جلبوع بتفاعل لافت وفرحة كبرى على منصات التواصل الإجتماعي وهي العملية التي أحرجت سلطات الاحتلال وأثارت تخوفات بشأن رد فعل انتقامي بحق أسرى جلبوع.
وعمّت الاحتفالات مدنًا عدة بالضفة الغربية ومنها نابلس وجنين، حيث انتشرت لقطات وصور لهتافات وتوزيع حلويات في الشوارع ابتهاجًا بتمكن الأسرى الستة من انتزاع حريتهم بالإضافة إلى انتشار دعوات لمسيرات عند نقاط التماس مع الاحتلال لتشتيتهم عن ملاحقة الأسرى الهاربين.
وتفاعل الناشطون عبر وسمي (جلبوع) و(نفق الحرية) مشبّهين عملية فرار الأسرى بأسطورة “الهروب الكبير” وهو الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقة وقعت أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية وتمكن خلالها معتقلون من ابتكار خطة للهرب من سجن حصين وتهريب عشرات آخرين.
كما ربط المدونون عملية الهروب بالطريقة ذاتها في المسلسل الأمريكي بريزون بريك (الهروب من السجن)، وتخللت التعليقات موجة سخرية بشان كيفية الفرار رغم أن السجن الواقع شمالي فلسطين المحتلة، شديد التحصين.
واعتبر رئيس وزراء الإحتلال “نفتالي بينيت” فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع أمرًا خطيرًا ويحتاج لمعالجة المنظومة كلها، وأعلنت سلطات الاحتلال الإستنفار العام في صفوف قوات الشرطة بحثًا عن الأسرى الهاربين، وباشرت تفتيشا واسعا في المنطقة مستعينة بمروحيات وطائرات مسيرة، وفق هيئة البث الإسرائيلي.
واعتبر كثير من المراقبين أن هذه العملية هشمت المنظومة الأمنية الوهمية التي سعا إلى تكريسها سنين عديدة.
أعلنت إذاعة جيش الإحتلال في مساء يوم 10 سبتمبر (أيلول) 2021 أنهُ أُعيد اعتقال اثنين من الأسرى الفلسطينيين الذين انتزعوا حرّيتهم من سجن جلبوع، ووضحت أنهما: يعقوب قادري ومحمود عارضة. وفي لحظات الفجر الأولى من تاريخ 11 سبتمبر 2021، تمت إعادة أعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة.
وعَقَبَ الإعتقال إنتفاضة شعبية واسعة لأبناء الشعب الفلسطيني ورسائل صاروخية أُطلِقَت من قطاع غزة عند الساعة ال9:00 مساءاً إضافة إلى الخطاب الناري الذي أطلقه المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة”
سَنُحرّرِ الأسرى من فوق الأرض كما حرّروا أنفسهم من تحتها
في تاريخ 11/9/2021 أطل الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد”عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، بكلمة ثمّن فيها عملية إنتزاع الحرية ووعد الأسرى وذويهم بأن عملية تبادل أسرى قادمة لن تتم إلا بتحرير أسرى نفق الحرية،
هاكم نص الكلمة :
“أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”
كلمة للناطق العسكري باسم كتائب القسام حول إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية
يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط.. يا أسرانا الأبطال.. يا أمتنا العظيمة..
راقبت قيادة كتائب الشهيد عز الذين القسام وتراقب عن كثب تطورات الموقف بخصوص عملية نفق الحرية في سجن جلبوع وأبطالها المقاومين، منذ تنفيذ هذه العملية البطولية وحتى اللحظة، وإن قيادة القسام إذ تنظر باعتزاز وإكبار لأبطال هذه العملية المجاهدين/ محمد العارضة ويعقوب قادري ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي وأيهم كممجي ومناضل نفيعات،
الذين رفعوا رأس الأمة والشعب الفلسطيني بعمليتهم الجبارة تخطيطاً وتنفيذا وإساءة لوجه الكيان الصهيوني، هذه العملية التي أظهرت من جديد هشاشة نظرية أمن العدو التي تسقط في كل مرة تحت أقدام أبناء شعبنا وإرادتهم.
وإن إعادة اعتقال بعض أبطال عملية نفق الحرية لا يحجب حقيقة عملهم المشرف، ولا يزيد شعبنا إلا فخراً بشجاعة وصلابة أسراه المقاومين، ولا يطعن في صورة البطولة الرائعة التي سطرها هؤلاء الرجال، كما أن هذا الاعتقال لا ولن يخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الصهيونية وبالكيان برمته، ولن يعيد ترميم صورة الفشل المريع الذي مني به هذا العدو ومؤسساته.
وإننا في كتائب القسام نقول اليوم وبشكل واضح وليسمعه أسرانا وعائلاتهم وليسمعه العدو والصديق على حد سواء.. إذا كان أبطال نفق الحرية في جلبوع قد حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض وأوصلوا رسالتهم لكل العالم، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض، وسيفتح لهم السجانون أبواب الزنازين بأنفسهم، وسيخرجون كما كانوا دوماً مرفوعي الرأس في صفقة جديدة لوفاء الأحرار بإذن الله وعونه، وليعلم العدو المأزوم بأن قرار قيادة القسام والمقاومة بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال بإذن الله تعالى.
وإننا في كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وأمام تهديدات العدو لأهلنا ومقاومينا في الضفة المحتلة وفي جنين القسام ومخيمها الصامد المرابط مخيم الثورة والبطولة، نؤكد بأن مخيم جنين وثواره وأبطاله ليسوا وحدهم، ولن نسمح للعدو بالتغول على أهلنا وثوارنا في المخيم، وسنقوم بواجبنا الديني والوطني تجاههم.
ختاماً.. نشد اليوم على أيدي شعبنا الأبي وأسرانا الميامين في انتفاضتهم المشرفة، ونقول لهم: لا تهنوا ولا تحزنوا ولا تقلقوا فخلفكم مقاومة ثابتة عنيدة، ونحن يا أسرانا الأحرار معكم ولن نتخلى عنكم وسنكون دوماً كما عودناكم إلى جانبكم ولن نسمح للعدو بأن يستفرد بكم، وإن ذكرى يوم المقاومة التي تمر غداً الثاني عشر من سبتمبر -ذكرى دحر الاحتلال عن غزة- لتؤكد صوابية نهجنا واستراتيجيتنا في مقاومة الاحتلال والإعداد لمعركتنا المقدسة، معركة تحرير الأرض والإنسان والمقدسات.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،
ما كان ما ذكرناه إلا غيض من فيض الإشارات والدلائل الملموسة التي توحي بأننا قاب قوسين أو أدنى من معركة التحرير والنصر المبين الذي وعد الله به عباده المؤمنين أولي البأس الشديد، وفي هذا الصدد يقول مفتي سلطنة عمان ” الشيخ أحمد الخليلي “_مُعلقاً على عملية نفق الحرية_ مايلي: {إن عملية هروب الأسرى الفلسطينيين الـ6 من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، ليس أمرا عاديا وسيكون له ما بعده}.
وفي بيان نشره على صفحته الرسمية بتويتر، قال مفتي عمان إن ما هيأه القدر السعيد للسجناء الفلسطينيين المعتدى عليهم من فرصة الخروج من أقوى سجون الكيان الصهيوني المحتل وأشدها مراقبة، هو أمر له ما بعده، فإنه يُؤذِنُ بنصر اللّٰه القريب من حيث لا نحتسب جميعا.
ونستحضر هنا نبوءة قائد الثورة الإسلامية السيد “علي خامنئي” منذ قرابة ال5 اعوام إذ قال ؛لدى استقباله حشودا كبيرة من مختلف شرائح الشعب الايراني: ان القادة الصهاينة قالوا بعد المفاوضات النووية بأنهم تخلصوا من هاجس ايران حتى 25 سنة القادمة لكنني اقول لهم بانهم سوف لن يروا الـ 25 سنة القادمة وان شاء الله لن يكون هناك شيء اسمه الكيان الصهيوني حتى 25 سنة القادمة في المنطقة وخلال هذه الفترة لن يرتاح الصهاينة بفضل الروح الاسلامية الجهادية والملحمية.
ونعزز هذه الرؤية بالقسم الذي أدلى به الشيخ اليماني “حسن التهامي” “محمد عبد الله الحودلي” وهو الضليع بفقه التحولات وعلوم أشراط الساعة وآخر الزمن _كما يصفه علماء عصره اذ يعتبروه مجدداً في هذا الباب_حيث أقسم في خطبة له تحت عنوان “وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة”؛ تحدث خلالها عن معركة النصر الكبيرة وتحقيق وعد الآخرة بدخولنا القدس عمّا قريب؛ قائلاً: {أقسم بالله العظيم قسماً غير حانث فيه ولا آثم، أن هذا زمن تحرير الأقصى من أيدي اليهود الطغام وعلى يد المهدي عليه السلام بل أقُسم بالله العظيم أن هذه الأحداث التي تحصل في هذه الأيام في الدنيا كُلِها وفي البلدان العربية خاصة، وبالذات في فلسطين، وفي دائرة أضيق في القدس المكين ما هي إلا ممهدة لاستكمال البشارة التي بشرنا الله بها في كتابه الكريم، وبشرنا بها نبيهُ محمدٌ (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد المرسلين).
وتابع قائلاً: {والله وبالله وتالله إن هذا لحق كما انكم تنظرون وتسمعون، وقريباً قريباً ستعيشون لحظات وساعات الإنتصارات، ويومئذن يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء…}
ويجدر بنا في هذا المقام أن نستحضر تصريح المحلل السياسي الشهير “عبد الباري عطوان” خلال إطلالته الإستثنائية تحت عنوان “أسرار الهروب العظيم: الأبطال الستة يكسبون حرب الأدمغة ومسلسل الهزائم للإحتلال مستمر”
حيث قال: هذه العمليّة التي جاءت بعد الانتِصار الكبير جدًّا لغزوة “سيف القدس” وبعد بضعة أيّام من “قنص” جُندي من الوحَدات الخاصّة الإسرائيليّة على حُدود قِطاع غزّة، حقّقت جميع أهدافها العسكريّة والأمنيّة والنفسيّة، وسجّلت انتِصارًا كبيرًا ومُذِلًّا لدولة الاحتِلال وأجهزتها الأمنيّة، بغضّ النّظر عن التّبعات التي يُمكِن أن تترتّب عليها، والمُتعلّقة منها بالمحطّة النهائيّة لأبطالها المُحرَّرين، فالضَّرر لَحِقَ بهذه الأجهزة، ولن يُقَلِّل من شأنه إعادة القبض على هؤلاء المُحرَّرين الابطال (لا سمَح الله) فقد كَسِبُوا هذه المعركة بجَدارةٍ، وألحقوا ضررًا معنويًّا ضخمًا في أوساط المُستوطنين الإسرائيليين وحُكومتهم، وفرَضوا علامات استفهام كبيرة حول مُستَقبلهم، واستِمرار دولتهم.
ويؤكد الفيلسوف “قصي السعدي” في لقاء له مع وكالة “مهر للأنباء” أن المستقبل القريب للحضارة الإسلامية وفقاً لدراسة عميقة أجراها بنفسه مقارناً خلالها بين الحضارتين الإسلامية والمسيحية، مبيناً انه لا يفصلنا عن نهاية الكيان الصهيوني إلا عدة سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
فهل تكون الأحداث الأخيرة ممهدة ومُبشّر بالمعركة الحاسمة التي سينهزم فيها اليهود الصهاينة شر هزيمة، ويتحقق خلالها وعد الله تعالى في سورة الإسراء حيث قال جلّ في علاه بعد بسم الله الرحمن الرحيم: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”؟.
وهل سنكون الجيل الذي سَيُكحّل ناظريه برؤية أولى القبلتين محررة ويكون شاهداً على زوال الكيان الصهيوني ومن عمل لتكوينه ولصالحه، وتزول بزواله مشكلات العالم الإسلامي الذي ذاق الويلات بفعل مكرهم وخبثهم؟
وهل يمكننا اعتبار الإصطفاف الحالي لِكلا الفسطاطين؛ فسطاط الحق وفسطاط الباطل مع اعتبار فلسطين ميزاناً لكلا الفسطاطين؛ إستكمالاً لبشاراة النبي الأمي وتمهيداً لغلبة فسطاط الحق على الباطل؟
لاندري جميعها أسئلة نتركها للسنوات القليلة القادمة علّها تجد لنا إجابة وافية وكافية.