الأهالي في مناطق قسد.. فقراء في أرض النفط
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
في ظل الوضع المعيشي السيء الذي يعيشه المواطنون في مدينة الحسكة وغيرها من المناطق شمال وشرق سوريا، تتعدد التحديات أمامهم وتزيد الأعباء المادية وسط حالة من الفقر وانعدام فرص العمل وغلاء الأسعار.
وشارك العشرات من أهالي قرية زين المبرج التابعة لناحية أم مدفع جنوب غربي الحسكة أمس الأربعاء، بمظاهرة للمطالبة بمستحقاتهم من الخبز ووقود التدفئة والخبز من “الإدارة الذاتية “وتغيير المجالس المحلية والكومينات، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات “نريد مازوت ذبحنا البرد ياحرامية” وسط قطع الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة.
وخرج يوم الثلاثاء العشرات من أهالي القرية في مظاهرة للمطالبة بمستحقاتهم من مازوت التدفئة وتغيير المجالس المحلية.
وفي سياق متصل، وسط معاناة اهالي الحسكة من فساد “الادارة الذاتية” وحرمانهم من المحروقات وسرقتها لصالح الامريكيين، طالب بعض أصحاب مولدات الاشتراكات “الأمبيرات” في مدينة الحسكة برفع قيمة الاشتراك من 7 إلى 9 آلاف ليرة سورية، في ظل استمرار انهيار قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، وارتفاع أسعار قطع صيانة المولدات المرتبطة بشكل مباشر بالدولار الأمريكي.
وبالرغم من عدم صدور أي قرار رسمي من قبل “لجنة المولدات” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” إلا أن البعض من أصحاب المولدات رفع سعر الاشتراك دون الرجوع إلى اللجنة، وسط حالة من رفض الأهالي لما يترتب من زيادة أعباء مالية عليهم، حيث تقدم لجنة المولدات التابعة لـ”الادارة الذاتية” كمية المحروقات لأصحاب المولدات بسعر 90 ليرة.
و تسرق الولايات المتحدة الامريكية ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري، بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، في حين تحرم “قسد” السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرتها منه.
ولم ينس أحد ما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “حيث سيكون النفط سنكون”، وهذا ما طبقه الأميركيون في المنطقة. ولكن الأمر بلغ حد الوقاحة عندما قرر ترامب الإنسحاب من سوريا في العام 2018، ومن ثم عاد عن قراره، ليطلق التصريح الشهير، في خطاب أمام أنصاره في المسيسيبي، في تشرين الأول/ نوفمبر 2019 “سنحتفظ بالنفط السوري ونوزعه”. وقرر البقاء في شمال شرق سوريا بناء على توصيات الأمن القومي الأميركي ورجال البنتاغون، وبناء عليه أُنشئت القواعد الأميركية في مواقع النفط والغاز، وبقي الإحتلال الأميركي.
ويشكل احتياطي النفط في سوريا ما يقدَّر ب 0.14 على المستوى العالمي. اذ كانت تنتج سوريا بحسب المصادر الصحفية 300- 400 ألف برميل يومياً، يستخدم منها حوالي 250 ألف بشكل محلي، ويتم تصدير الباقي. ويشكل احتياطي النفط في سوريا نحو مليارين ونصف مليار برميل، ومقارنة بالسعودية على سبيل المثال، التي يبلغ احتياطيها 268 مليار برميل، تعد كمية غير ذات أهمية، إلا أنها قبل الحرب على سوريا كانت تكفي احتياجاتها المحلية، دون الحاجة للإستيراد.