الأمن والاستقرار.. حاجة افغانستان
صحيفة الوفاق الإيرانية-
علي جايجيان:
منذ سنوات طويلة وافغانستان تعيش أوضاعا مضطربة ومأساوية تحول دون ايلاء حكومتها الإهتمام ببناء البلاد وتحقيق الرخاء لشعبها، وزاد الأوضاع تردياً فيها التدخل العسكري الاميركي والغربي بذريعة اعادة الامن والهدوء اليها مما دفع بحركات متطرفة وإرهابية كالقاعدة ومن ثم طالبان الى اتخاذ التدخل العسكري المشار اليه ذريعة للتصعيد في الاضطرابات وضرب الأمن.
وفي الآونة الاخيرة صعدت حركة طالبان من تحركها العسكري في مختلف مناطق افغانستان، وسيطرت على عدة مدن، وهو تصعيد يأتي مع اعلان اميركا اعتزامها سحب قواتها العسكرية من افغانستان، مما يثير القلق عن احتمال توصل الجانبين الى اتفاق سري لابقاء الأوضاع كما هي، ودفعها الى مزيد من التدهور، سيما وانه لا احد سواهما يعلم بتفاصيل المفاوضات التي جرت بينهما في الدوحة، مما يؤكد ان تلك المفاوضات أو بعبارة أصح اللعبة الخفية بين واشنطن وطالبان وراء التصعيد الأخير في افغانستان.
ان الانباء التي ترد من افغانستان هذه الأيام تبعث على قلق شديد، يستدعي رصد ما يدور في هذا البلد للحيلولة دون تدهور الأوضاع فيه أكثر ما هي عليه، اذ ان تقدم طالبان العسكري في عدة مناطق يمثل خطراً قد يؤدي الى نتائج موجعة تسبب في زيادة معاناة الافغان والقضاء على البنى التحتية والمكاسب التي تحققت بصعوبة في الاعوام الماضية، سيما اذا كان تحرك طالبان يجري وفق اتفاق سري مع اميركا.
وفي ضوء السنوات الطوال التي مرت على معاناة الشعب الافغاني، والتواجد الاميركي الذي كان عاملاً في التصعيد، يتعين على المجتمع الدولي الخروج من صمته والتحرك لمؤازرة هذا البلد للتغلب على معاناته واعادة الأمن والهدوء اليه وعودة اللاجئين الذين غادروه الى دول اخرى ومنها ايران الى وطنهم.
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي إستضافت لسنين طويلة ولا تزال تستضيف اللاجئين الافغان ترى ان عودة الأمن والاستقرار الى افغانستان يساعد حكومتها على التفرغ لبناء البلاد وتطوير علاقاتها الاقليمية والدولية، والعيش بسلام ومودة مع دول المنطقة والعالم.