الأسرى: على الحد بين الحياة والموت
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
هو الذي كتب على جبينه: بطل ، حُرم حريته فداءً لفلسطين وطمعاً بحريتها، فلا تجد في هذه الارض المحتلة منزلاً الا وفيه أسير حُرم من نور الشمس لتسطع شمس الحرية على أرضه.
وأين العرب؟؟ باعوا فلسطين من أجل المقاعد والحكم والنفط، وليبقوا أتباعا للنظام القاتل والمحتل.
بينما يشهد الوطن ما يسمى بالربيع العربي الذي تحول في حقيقته إلى خريف، بدأت ملامح ربيع جديد تلوح في الافق، وهو الربيع الذي يرسمه الأسرى بصمودهم ومقاومتهم، الأسرى الذين يردّون على الظلم والأسر اليوم بالإضراب عن الطعام، كما يفعل الأسير البطل سامر العيساوي، الذي ينفذ إضرابه منذ أكثر من 270 يوماً، كاسراً حاجز الأسر ليوصل رسالته إلى العالم كله من خلف قضبان الاحتلال.
وسامر ليس البطل الأول، ولكنه واحد من الآلاف الذين خُذلوا، وفقدوا الأمل بنيل حريتهم التي لن تتحق بالمناشدات، والمفاوضات، وبالرهان على قيادات متصارعة، ودول عربية تضيع الوقت بتمويل الإرهاب في بعض الدول العربية، كما في سوريا، خدمة للغرب والكيان الصهيوني، على حساب فلسطين التي تزف الأسرى شهداء بدلاً من نيل حريتهم.
معتقلات الاحتلال تمارس أبشع أنواع العقوبات اللاإنسانية على الاسرى لضرب صمودهم. وبالمقابل هم يعتصمون، ويتحركون للمطالبة بأبسط حقوقهم، ليقولوا للعالم كله إن هذا التناسي ليس مسموحاً له أن يستمر، فهم يختارون الموت بكرامة، أو ينتزعون الحرية بأجسادهم شهداء.
للأسف الشديد، الاحتلال الصهيوني قوي بسبب ضعف الحكام العرب التابعين الذين ينفذون الإملاءات الخارجية، وقوي بسبب الولايات المتحدة الاميركية، وبسبب الغرب العنصري الذي لا يهزّه موت فلسطيني تحت التعذيب، ولا خروج هذا الكيان على كل الشرائع والقوانين، والقرارات الدولية وحقوق الانسان، ويمارس العهر على مرأى من العالم الصامت.
الأسرى اليوم يعانون من الموت البطيء، ورسائلهم للعالم والمستعربين لا تلقى أي اهتمام، لأن العرب يخوضون الحروب تحت شعارات وعناوين ضيّعت البوصلة التي من المفترض أن تكون فلسطين، فلسطين التي كانت وستبقى المحرك الأساس لأي عمل عربي.
وفلسطين لن تعود، والأسرى لن يتحرروا، من خلال المجتمع الدولي ولا عبر الجامعة العبرية، إنما من خلال خيار المقاومة. والسكوت اليوم عن وضع الأسرى في السجون، وعما يجري في فلسطين الجريحة، يرتقي الى مستوى جرائم الحرب.
ميسرة أبو حمدية زف شهيدا، والبطل سامر العيساوي واقف على الحد بين الحياة والموت..
أما آن الأوان يا عرب أن تستفيقوا من غيبوبتكم وتتحركوا لنصرة فلسطين العروبة؟؟؟
سؤال برسم رؤساء العرب الذي يتحركون لتغذية التخريب في سوريا، والعراق ، ويتدخلون في شؤون لبنان ويموّلون التطرف، بدلا من صحوة الضمير لاستعادة فلسطين المحتلة.