الأخبار : “المستقبل”: الجميع سيقدمون تنازلات لتأليف الحـكومة بعد العيد
كتبت “الأخبار ” تقول : مع انتهاء عطلة عيد الفطر، ستدير القوى السياسية محركاتها مجدداً على صعيد تأليف الحكومة. تيار المستقبل يتحدّث عن حكومة سياسيين، وعن أن الزخم لتشكيلها مطلوب، لأن الاستحقاق الرئاسي أصبح قاب قوسين أو أدنى
بات الملف الحكومي مؤجلاً إلى ما بعد عطلة عيد الفطر، مع تغير المعطيات والشروط، ولا سيما على صعيد تيار المستقبل. وأكدت مصار التيار لـ”الأخبار” أن الحراك الحكومي سيتكثف بعد العيد، وستوضع الطبخة الحكومية على نار حامية، خشية الوقوع في الفراغ الرئاسي إذا تأخر التأليف أكثر من ذلك، مشيرة إلى أنه “ليس صحيحاً أن موعد انتخابات رئاسة الجمهورية ما زال بعيداً، إذ إن تعقيدات الوضع اللبناني تجعل موعد الفراغ الرئاسي قريباً جداً، في ظل غياب أي أفق للتسوية بين طرفي النزاع داخلياً وإقليمياً”.
ولفتت الأوساط إلى أن جميع الاطراف سيقدمون تنازلات لتسهيل تأليف الحكومة، موضحة أن تيار المستقبل وفريق 14 آذار سيتخليان عن رفض توزير سياسيين، مقابل تنازل فريق 8 آذار عن الثلث المعطل، والتزام الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام بالمداورة في الحقائب الوزارية. وأشارت أوساط المستقبل إلى أن النائب وليد جنبلاط يقبل بحكومة كهذه، وكذلك رئيس الجمهورية، في ظل رفضهما الثلث المعطل”.
ونقلت الأوساط عن سلام استياءه من عدم أخذ حزب الله وحلفائه بالضمانة التي قدمها لهم، وهي أنه يتعهد بالاستقالة في حال استقال وزارء 8 آذار كتعويض عن التنازل عن الثلث المعطل.
وتوازياً، أشارت مصادر مقربة من سلام إلى أن الأخير تلقّى إشارات من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط “الى ضرورة تأليف الحكومة وعدم التعويل على تغيرات في المعطيات اللبنانية أو أعجوبة دولية”. وأكدت المصادر أن سلام قد يعمد الى تشكيل حكومة فور انقضاء عطلة عيد الفطر، وقد يذهب الى فرض التوافق بالقوة عبر توزير أقطاب سياسيين من الصف الأول ومن جميع الطوائف. لكن هذه المعطيات ما لبثت أن نفتها مصادر سليمان وجنبلاط، مؤكدة أن التريث لا يزال سيد الموقف.
وكان جنبلاط أعلن أنه “سنفطر على خيارات جديدة على صعيد تأليف الحكومة”، قبل أن يعود ويعدّل موقفه ليصبح “إن جبهة النضال الوطني قد تدرس الخيارات الممكنة للخروج من الأفق المغلق على صعيد تأليف الحكومة نحو خطوات جديدة بعيداً من نظريات المؤامرة”، مشيراً إلى أنّ الجبهة ترى “أنّ هذا الواقع المأزوم لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ولا سيما مع تمدد الفراغ إلى أكثر من موقع وعلى مشارف الانتخابات الرئاسية المرتقبة”. وفيما تعددت تفسيرات كلام جنبلاط، أشارت مصادر “وسطية” إلى أن رئيس جبهة النضال يحاول جس نبض الأطراف الأخرى في مجال تقديم بعض المبادرات، لافتة إلى أن “مختلف القوى لا تزال متمسكة بمواقفها، ما يعني عدم وجود مؤشرات على تأليف وشيك للحكومة، رغم أن الرئيس سلام بات أكثر إصراراً على الخروج من حالة المراوحة الحالية”.
من جهة أخرى، قدّر جنبلاط في موقفه الأسبوعي لصحيفة “الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي “مبادرة الرئيس سعد الحريري وإعلانه القبول بالحوار مع أو من دون حكومة”، ونوّه بموقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون “الرافض التعرض لرئاسة الجمهورية أو قصف القصر الجمهوري”، معتبراً أنه “موقف مبدئي إيجابي يُسجّل له، رغم اختلافه مع الرئيس”.
من جهة أخرى، ردّ جنبلاط على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله داعياً إلى ترك “فلسطين لأهلها ليقرروا مصيرها”، وإن أيّده في تحرير الارض اللبنانية.
من جهته، رأى حزب الكتائب بعد اجتماع مكتبه السياسي أن “تشكيل حكومة قوية هو المعبر الإلزامي لمعالجة المشكلات المتراكمة، وقد بدأت رقعة الأزمة تتّسع وتستفحل”.