الأخبار: أحد المشايخ المتشددين في عين الحلوة جنّد منفذَي تفجير بئر حسن
ذكرت صحيفة “الأخبار” ان الأجهزة الأمنية تُركّز استقصاءاتها في تفجير بئر حسن وراء أحمد الأسير والقيادي البارز في تنظيم “كتائب عبد الله عزّام” الشيخ توفيق طه، من دون استبعاد احتمال حصول تنسيق بين الأسير والشيخ سراج الدين زريقات في عملية مشتركة. وقالت الصحيفة انه رغم نفي مشايخ مقرّبين من الأسير وجود علاقة بينه وبين زريقات، إلا أن أحد الأجهزة يتحدث عن “وجود دليل يُثبت ضلوع زريقات شخصياً في التحضير للعملية انطلاقاً من الأراضي السورية”.
اما عن كيفية وصول صورة معين ابو ظهر الى الاجهزة الامنية، فكشفت مصادر أمنية لـ”الأخبار” أنها أمسكت بطرف الخيط عبر علبة هاتف خلوي عُثر عليها داخل الغرفة التي نزل فيها المشتبه فيهما في فندق “شيراتون 4 points”. وذكرت المصادر أن الأرقام التسلسلية على العلبة أرشدت المحققين إلى المحل الذي اشترى المشتبه فيهما منه رقمي هاتف في الليلة السابقة لتنفيذهما العملية. وقال مالك المتجر في افادته: “جاءني شابان، أحدهما يرتدي قبّعة ونظارات، طلبا الحصول على خطوط هاتف، فأخبرتهما بأنه يحقّ لكلّ منهما شراء رقمين فقط”. وتابع: “طلب صاحب الصورة الحصول على رقمين، كاشفاً أن أحدهما لقريبته التي وصلت من السفر حديثاً”. أخبره البائع أنه سيلتقط صورته بكاميرا الكمبيوتر وهو إجراء بات متبعاً لدى شراء الأرقام الهاتفية. وأضاف البائع: “اقترب الشاب بوجهه حتى كاد يلاصق الكاميرا ثم ابتسم ابتسامة عريضة. أما صديقه، فابتعد قائلاً: لا أُريد هاتفاً، سجّل الرقمين على اسمه”. كانت تلك الصورة نفسها التي عمّمتها الأجهزة الأمنية. وكشفت المصادر أن “الرقمين شغّلهما البائع في المتجر، ثم أقفل الهاتفان من دون أن يستخدما لاحقاً”. لم تُعرف الغاية من شراء الجهازين حتى الآن، لكنّ الترجيحات، بحسب “الأخبار”، تُشير إلى احتمال حاجة المنفّذين إليهما في حالة الطوارئ، أي إذا لم تنفجر العبوة، علماً بأن المشتبه فيهما لم يكن بحوزتهما هواتف قبل ذلك. تلك كانت البداية. حُدِّدت هوية أحد المنفّذين، فتبين أنه أحد المقرّبين من الشيخ الأسير، وقاتل إلى جانبه في أحداث عبرا. وذكرت “الأخبار” أنّه توارى بعدها ليظهر لاحقاً في سوريا، حيث “شارك في القتال إلى جانب المعارضة السورية المسلّحة”. وكشفت التحقيقات أنّ “معين أبو ظهر كان على تواصل دائم مع الشيخ صهيب ش.، الموقوف في سجن جزين في ملف أحداث عبرا”، لافتة إلى أنّ “آخر اتصال أجراه كان مع والدته قبل خمسة أيام من تنفيذ العملية، طلب فيه منها مسامحته”. إضافة إلى “رصد بعض الاتصالات التي كان يُجريها بابن عمّه الذي يعمل شُرطيّاً بلدياً ويُعرف بتشدده الديني وميوله المتطرفة”، علماً بأن المذكور سبق أن كتب على صفحة الفايسبوك الخاصة به منذ مدّة: “قسماً سننتقم لك يا شيخ أحمد”.
وكشفت “الأخبار” عن تواصل بين المنفّذين وأحد المشايخ المتشددين المقيمين في مخيم عين الحلوة، مرجّحة أن يكون الأخير قد جنّدهما وزوّدهما بالهويات المزوّرة. تقابلها معلومات تتحدث عن ضلوع زريقات نفسه في تجنيد الشابين. أما في شأن مسار السيارة، فذكرت الصحيفة أنّ السيارة سُرقت من لبنان، ثم جرى بيعها إلى الداخل السوري قبل أن يُعاد إدخالها. وتبيّن أنّ موريس ي. الموقوف في سجن زحلة، سرق السيارة وباعها إلى كل من أحمد أ. وأحمد ز. اللذين باعاها بدورهما إلى علي إ. والأخير، باعها إلى أحد الناشطين في صفوف المعارضة السورية.