اكتشاف “زرقاء اليمامة” بين الذباب بعين إنسان
شغلت طريقة اصطياد ذبابة “العنتر” لفرائسها، علماء من عدة دول، فأخذوا يدرسون كيف يمكن لذبابة صغيرة لا يتعدى حجمها ستة مليمترات الصيد بتلك المهارة؟
وبحسب تقرير نشرته (دويتش فيله) عكف باحثون من أكثر من دولة على اكتشاف أسرار وخبايا ذبابة “العنتر” في اصطياد فرائسها. حيث ستُنشر نتائج هذه الأبحاث في مجلة “كارانت بيولوجي” المتخصصة في دراسات الأحياء. ويشير الباحثون إلى أن هذه الذبابة تستخدم استراتيجية بالغة الذكاء في الطيران لاعتراض فرائسها المحلقة في الجو.
وأوضح الباحثون أن هذه الذبابة تعتمد بشكل خاص على قوة بصرها، ذلك أنها تستطيع رؤية فريستها، التي يقل طولها عن مليمترين، من مسافة أكثر من نصف متر.
كما اكتشف الباحثون أمراً غير متوقع، إذ تبين لهم أنه عندما تقترب هذه الذبابة من فريستها وتصبح على مسافة نحو 30 سنتيمتراً منها، فإنها تكبح سرعتها وتغير مسار طيرانها قبل أن تنقض على الفريسة. لكن ذلك، لم يكن الاكتشاف الوحيد غير المتوقع لهؤلاء الباحثين.
فريق الباحثين بقيادة تريفور فارديل، من جامعة كامبريدج البريطانية، راقب ذباب “العنتر” من نوع “هولوسيفالا فوسكا” في الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه مستخدمين في ذلك كاميرا فائقة الدقة. كما استخدم الباحثون جهازاً خاصاً لجعل كرة صغيرة بحجم واحد إلى أربعة مليمترات معلقة بخيط صيد بلاستيكي شفاف تحوم في الهواء كأنها حشرة أمام الذباب المفترس. النتيجة كانت انقضاض الذباب على الكرة الصغيرة. وفيما بعد، تبين للباحثين أنه أثناء تصوير ملاحقة الذباب المفترس فريسته المزعومة يسلك مساراً محدداً يتقاطع من خلاله مع فريسته عند نقطة محددة.
ورغم أن الفريق العلمي لم يفاجأ كثيراً عندما اكتشف أن الذباب المفترس الصغير يستخدم هذه الاستراتيجية المنتشرة في عالم الحيوان، إلا أنهم أوضحوا أنهم لم يكونوا يعرفون أن هذه الحشرة تستخدم هي الأخرى هذه الاستراتيجية، موضحين أن هذه المناورة تزيد من قدرة الذبابة المهاجمة على الإمساك بهدفها.
وبفحص العين المركبة لهذه لذبابة بشكل أكثر دقة، اكتشف الباحثون أنها تتمتع بقوة إبصار فائقة، إذ تمتلك في مركزها ما يعرف بالنقرة المركزية، وهي نقطة تبلغ فيها قوة الإبصار ذروتها. نفس هذا التجويف يوجد في شبكية العين لدى الإنسان أيضاً وغيره من الثدييات، وتساعد هذه النقطة الذباب المفترس في رؤية الحيوانات ضئيلة الحجم أيضاً حسبما أوضح الباحثون.