اعتقال ناقل الانتحاريين عمر الأطـــرش
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
رضوان مرتضى:
أدّت معلومة اميركية وصلت الى الجيش اللبناني حول وصول «انتحاري سعودي» الى لبنان الى توقيف مشتبه فيه في نقل انتحاريين في لبنان وتجهيزهم. وتأتي هذه العملية في سياق حملة غير مسبوقة من عمليات الدهم والتوقيف ينفذها الجيش في بلدات البقاع بحثاً عن متورطين في نشاطات ارهابية
لم تتوقّف الحملة الأمنية المركّزة التي بدأها الجيش إثر القبض على أمير «كتائب عبدالله عزام»، ماجد الماجد، في ٢٧ كانون الأول الماضي، خصوصاً في البقاع. سلسلة توقيفات وعمليات دهم جرت على امتداد البلدات البقاعية وصولاً إلى عرسال. وجديدها وقوع «الصيد الثمين»، الشيخ عمر الأطرش (مسجل شيخاً في دار الفتوى)، في قبضة استخبارات الجيش، وهو ابن عم عمر الأطرش المتّهم بالضلوع في التخطيط لتفجير بئر العبد في التاسع من آب الماضي. وإثر انقطاع الاتصال مع الشيخ الأطرش، سارع أقاربه إلى اتهام حزب الله باختطافه، قبل أن يتبيّن أنه موقوفٌ في وزارة الدفاع. ونقل مقرّبون منه أنّه أُوقف أثناء تخليصه معاملات جمركية في شتوره.
وتشير المعلومات الى أن الموقوف الأطرش مشتبه فيه بنقل سيارات وتأمين لوحات مزوّرة تستخدم في عمليات تمويه. إنّه «مشتبهٌ في تورّطه في نقل مسلّحين إلى الداخل السوري، وتوفير المأوى لمشتبه في علاقتهم مع كل من تنظيمات «كتائب عبدالله عزام» و«جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إضافة إلى «دور لوجيستي» لجهة تسهيل نقل وتوفير سيارات للمجموعة التي يُشتبه في تنفيذها تفجيري بئر العبد والرويس. ورغم تداول هذه المعلومات نقلاً عن مصادر أمنية، ينفي أقارب للشيخ الأطرش الذي يؤم أحد مساجد عرسال كل هذه التهم.
وعلمت «الأخبار» أن استخبارات الجيش اللبناني تلقت، قبل أيام، معلومات مصدرها الاستخبارات الاميركية تفيد بوصول شخص سعودي الى لبنان، يجري تجهيزه للقيام بعملية انتحارية في لبنان. وأضافت أن «الانتحاري المفترض» سينتقل الى بلدة عرسال، ومن هناك سيصطحبه أحد الاشخاص الى حيث يتم يزويده المتفجرات وإعطاؤه الهدف.
وسارعت استخبارات الجيش الى استكمال المعلومات وإجراء التحريات اللازمة، ونصبت كميناً للأطرش الذي تبيّن أن في حوزته أوراقاً وأجهزة فيها الكثير من «المعلومات الامنية الحساسة». وأوضحت المصادر أن الأطرش نقل مباشرة الى مقر وزارة الدفاع في اليرزة، حيث أقرّ في التحقيقات الاولية بأنه «ضالع في عملية نقل الانتحاريين وتزويدهم بإرشادات، وأنه على صلة مباشرة بالتنظيمات المتشددة المسؤولة عن الاعتداءات في الضاحية الجنوبية والهرمل».
ورفضت المصادر الإفصاح عن مصير الشخص السعودي، وما إذا كان جرى اعتقاله أو لا.
أبو معيلق
وبالعودة إلى المطاردة الساخنة بين برالياس وشتوره، أول من أمس، فقد تبين أن المشتبه فيه الفلسطيني إبراهيم أبو معيلق، الملقّب بـ«أبو جعفر»، قد أصيب برصاص عناصر الجيش، وما لبث أن مات في المستشفى، بينما فر آخر كان برفقته.
وأوضحت قيادة الجيش، في بيان أمس، أنه بنتيجة «متابعة تحركات مطلوبين بأعمال إرهابية، وخصوصاً عمليات تفجير السيارات المفخخة، وبعد ورود معلومات عن تحركات المطلوب إبراهيم عبد المعطي أبو معيلق الملقب بأبي جعفر، أقامت قوة من الجيش بعد ظهر أول من أمس (الأربعاء) حاجزاً ظرفياً في منطقة البقاع لتوقيف المطلوب المذكور». وأضاف البيان أن المطلوب حاول لدى مروره «الفرار صادماً أحد الخفراء بالسيارة التي كان يقودها. وأطلق النار باتجاه عناصر الحاجز للتغطية على محاولة فراره، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح. وقد ردّ عناصر الحاجز بإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة أبو معيلق الذي توفي لاحقاً متأثراً بجروحه بعد نقله إلى المستشفى، فيما فرّ شخص كان برفقته».
وبحسب المعلومات، فإن القتيل هو ابن أحد مؤسّسي «حركة الجهاد الإسلامي» عبد المعطي أبو معيلق (معروف بـ«أبو العبد») الذي انشقّ عن الحركة في العام 2010 بعد خلافات داخلية. قبل أن ينتقل الى صفوف المجموعات الداعمة للمسلحين في سوريا. وهو موقوف لدى الأجهزة الأمنية السورية بتهمة الضلوع في عمليات تهريب سلاح ومسلّحين.
وعلمت «الأخبار» أن القتيل كان أحد المشتبه فيهم بأداء دور في خطف الأستونيين السبعة عام 2011، مشيرة إلى أنّه أوقف نحو سبعة أشهر في هذه القضية على يد فرع المعلومات قبل أن يُخلى سبيله لعدم كفاية الدليل على تورط كامل، وأنه ساعد حينها في توفير خطوط هاتف أو بطاقات تيليكارت، علماً بأن شقيقه عبداللطيف أوقف لاحقاً في سوريا مع وائل عباس ومحمد الأحمد اللذين شاركا في التخطيط لعملية الخطف وسُلّم الثلاثة إلى السلطات اللبنانية. وتوضح المعلومات أن القتيل أبو معيلق هو شقيق زوجة إمام مسجد جلالا الشيخ عرفان المعربوني، الموقوف في سوريا منذ عشرة أشهر، علماً بأنّ أبو معيلق قُتل أثناء قيادته سيارة المعربوني. أصدقاء أبو معيلق ينفون أي ارتباط له بـ«كتائب عبدالله عزام»، مشيرين إلى أنّه «بات تهمة يلجأ إليها الجيش لإخفاء إخفاقه». ونفى هؤلاء أن يكون أبو معيلق ضالعاً في نقل انتحاريين، مشيرين إلى أنّه لا يتجاوز العشرين من عمره. ووضعوا العملية في سياق «تصفية شبيهة بحادثة مازن أبو عبّاس الذي قُتل في منزله»، على خلفية عملية دهم في منطقة كامد اللوز لمشتبه فيهم بتهريب الماجد.
من جهة أخرى، سجّلت ليل أمس إشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني في منطقة النعمات المحاذية لمشاريع القاع وجرود عرسال.