اعتقال خطباء المجالس العاشورائية في البحرين.. و’الوفاق’ تستنكر
في سياق التضييق على الحريات الدينية في البحرين، اعتقلت سلطات آل خليفة خطيبين حسيْنيْن اثنين على خلفية مشاركتهما في إحياء ذكرى عاشوراء.
وفي التفاصيل، استدعت السلطات الأمنية الشيخ هاني البناء والشيخ ياسين الجمري للتحقيق، قبل أن تقرر اعتقالهما حتى عرضهم على النيابة العامة.
كما استدعت السلطات البحرينية ظهر أمس الخطيبين السيد صادق الغريفي والشيخ مهدي الكرزكاني على خلفية مشاركتهما في إحياء ذكرى عاشوراء.
في سياق متصل، اعتدت “مليشيات” مدججة بالسلاح برفقة منتسبي الأجهزة الأمنية على المظاهر الدينية في ذكرى عاشوراء عبر إزالة لافتات السواد والمضائف في مختلف المناطق أمس.
وبحسب قناة “اللؤلؤة”، طالت الاعتداءات مناطق “المصلى”، “جدحفص”، إضافة إلى مدينة عيسى وهذه المناطق تضاف إلى الاعتداءات السابقة التي تعرّضت لها العاصمة المنامة ومناطق متفرقة من جزيرة سترة ومناطق أبوصيبع، الشاخورة، كرزكان، سار، الدراز، المالكية، العكر، بوري، المعامير، ومدينة حمد والبلاد القديم.
وتعليقًا على هذه الاجراءات، أصدرت جمعية “الوفاق الوطني” الإسلامية بيانًا أكدت فيه أنَّ ما تقوده السلطات البحرينية من أعمال القمع والترهيب والاستهداف بشكل واسع لموسم عاشوراء يشكل اعتداءً سافرًا على الحريات الدينية وانتهاكا لحق الناس في التفكير، ويكشف صورة من حجم محاربة السلطات للتعايش المجتمعي.
وقالت” الوفاق” إن “السلطات تعمل على اعتقال واستدعاء وإهانة العلماء والخطباء والمنشدين ورؤساء المؤسسات الحسينية وتمارس الهجوم السافر على المناطق لإزالة مظاهر عاشوراء وتمزيق وتهشيم بعض المظاهر العاشورائية”، مشيرة الى أن “تلك الممارسات المتطرفة وغيرها تحدث في معظم المناطق دون أدنى احترام لمشاعر المسلمين الذين يحيون ذكرى سِبط الرسول (ص) الإمام الحسين (ع)”.
وأكدت “الوفاق” أنَّ “البحرينيين يحيون مواسم عاشوراء منذ مئات السنين حتى قبل وجود العائلة الحاكمة في البحرين وقبل تأسيس الدولة الحديثة، وهو ما درجت عليه واعتادت عليه ويعد ضمن الأعراف المرعية، وأن التعدي عليه وامتهان كرامة رجالات البحرين الذين ينتمون للمذهب الجعفري من العلماء والخطباء والوجهاء ورؤساء المؤسسات والعاملين في إحياء عاشوراء ويشكل تجاوزًا غير مقبول ويجب أن يتوقف وعلى السلطات أن تكف يدها عن الاستهداف الطائفي والازدراء لمعتقدات الآخرين وشعائرهم الدينية وحرية التفكير والضمير”.
وشددت “الوفاق” على أنَّ كل تلك الممارسات والتطرف ضد المواطنين وانعدام ثقافة التعايش لدى السلطات نتيجة غياب الشراكة وتفرد فئة بمصير كل البحرينيين في كل شيء، مضيفةً إن “السلطات الأمنية والقضائية بأجهزتها المختلفة تُمارس دورها في استهداف الشعائر الدينية بمنطق “لا رأيكم إلا ما أرى” وأنَّ كل طرح أو تفكير أو ممارسة لا تروق للحكم يستنفر أجهزته المختلفة للانقضاض عليها بالنار والحديد دون أدنى احترام لدين أو فكر أو رأي أو وجود آخر”.
ورأت “الوفاق” أنَّ “غياب الشراكة السياسية والإصلاح السياسي واستفحال الاستبداد واستحكام التسلط هي التي أوصلت البلاد لهذا الواقع القائم على محاربة التوافق والتعايش والبطش ضد الآخر وهو ما يعانيه معظم البحرينيين على كل المستويات وفي مختلف الصعد والمجالات”.
بدوره، رأى القيادي في جمعية “الوفاق” علي الأسود أن استهداف الخطباء يأتي ضمن مشروع للسلطة في البحرين لإضعاف المنبر الحسيني الذي لا يزال يربي ويعلم الكثير من أبناء الطوائف.
وقال الأسود إن هذا المشروع “لن ينجح لا بالتخويف ولا بالتهديد والوعيد لأنّ فكر الإمام الحسين عليه السلام عابر لكل الأديان والطوائف، وهناك من سجّل التاريخ إسمه في فهم رسالة كربلاء كغاندي وغيره”.
وأوضح أن السلطات في البحرين تعتقل عددًا من خطباء المنبر الحسيني في ظاهرة تتكرر سنويا بإستهداف طائفة معيّنة بشكل مباشر وصريح كما تثبته التقارير الدولية.
وأضاف إنها كذلك تسعى لتغيير التاريخ بحيث ترفض الحديث عن قتلة الإمام الحسين عليه السلام وتسعى لمحو حادثة مؤلمة تعلمنا منها جميعاً ولا نزال دروسا كثيرة وكبيرة.