اضراب الخدمات الطبية في بريطانيا لأول مرة
بدأ الأطباء في بريطانيا أمس أول اضراب شامل في تاريخ هيئة الخدمات الصحية الوطنية ،وجاء هذا الاضراب الذي وصفه عدد من الوزارء بأنه “يوم مشؤوم” للخدمات الصحية. ” بعد تأكيد وزير الصحة البريطاني جيرمي هانت أن الحكومة لن تتراجع عن فرض العقود الجديدة على الأطباء المتدربين .
وتوقف آلاف الأطباء المتدربين لأول مرة عن العمل عن تقديم الخدمات العادية والطارئة كرعاية المسنين والولادة والعناية المركزة في الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش وأستمر حتى الخامسة، احتجاجا على فرض عقود جديدة ابتداء من أغسطس القادم .
وفي حديثه لبي بي سي، وصف وزير الصحة البريطاني جيرمي هانت الاضراب بأنه “يوم مشؤوم جدا جدا” لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، لكنه قال إنه لا يحق لأي نقابة في تلميح للجمعية الطبية البريطانية وقف مسعى الحكومة لتنفيذ وعودها.
وأضاف أن السبب في حدوث هذا هو أن الحكومة لم تكن قادرة على التفاوض بشكل منطقي وعقلاني مع الجمعية الذي اصبح النزاع معها سياسيا لسعيها الى إسقاط الحكومة ،لكن الرابطة الطبية البريطانية وصفت هذا الأمر بأنه مثير للسخرية.
وتسبب الاضراب الاول الى تأجيل ما يقرب من 13 ألف عملية جراحية غير عاجلة ، وأكثر من 100 ألف موعد مع الأطباء ،كما الغيت جميع العطلات وإجازات الدراسة ،وتم إعادة نشرالأخصائيين والأطباء من الدرجة المتوسطة والممرضات في صالات الطوارئ.، كما حرصت الهيئة على الإبقاء على مجانية المزيد من مواعيد المرضى مع الأطباء حتى إذا طلبت في اللحظات الأخيرة.
وكانت شبكة “آي تي في” أشارت الى ارتفاع عدد الأطباء البريطانيين الذين يتقدمون للعمل في الخارج بشكل كبير منذ قرار وزير الصحة “جريمي هانت” بفرض عقود جديدة ،موضحة أنه ومنذ بدء شهر فبراير هذا العام يتقدم 26 طبيبا في المتوسط يوميا بطلبات للسفر، مشيرة إلى أنه يوم 11 فبراير – وهو اليوم الذي أعلن فيه وزير الصحة قراره بفرض العقود الجديدة – قفز هذا الرقم إلى 297 طبيبا، وإلى 106 أطباء في اليوم الذي تلاه.
وأكدت الجمعية الطبية البريطانية أن الإضرابات تأتي بعد استمرار رفض الحكومة التراجع عن قرارها بفرض العقد الجديد على الأطباء المبتدئين من أغسطس من هذا العام، وحل الخلاف عن طريق محادثات جديدة، مشيرة إلى أن المزيد من الأطباء يريدون ترك العمل في هيئات الصحة الوطنية.
تجدر الاشارة الى أن أن عدد الاطباء المبتدئين يصل الى 50 ألف طبيب في هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا، وهو ما يمثل نحو ثلث العاملين في الخدمات الطبية.