استهداف آثار سوريا: تدمير ممنهج للحضارة
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
بمزيد من الاسى، وبألم شديد يعتصر القلوب، وبحزن فاق قدرتنا على التحمل، ننعي إليكم سوريا الآثار، هذه الآثار التي تشكّل هوية وتاريخ الشعب السوري، الذي يفتخر بماضي بلاده العريق وآثارها.
فالحرب لم تعد فقط حرباً على سوريا الوطن والقيادة والشعب، بل تحولت حربا للنيل من تاريخ سوريا وعراقتها، بحيث أضحينا أمام عصابات تسرق الآثار وتقصف المواقع الأثرية وتدمرها، لسلب سوريا أغلى ما تملك، ألا وهو التاريخ….
أما زلتم تذكرون الأماكن السياحية في سوريا؟؟ أما زلتم تذكرون آثارها؟؟؟ والأماكن التراثية ؟؟؟ أما زلتم تذكرون المتاحف في سورية؟؟ والمساجد والجوامع والمزارات التاريخية الهامة، ومنها المسجد الأموي وكذلك مساجد آل البيت، ومنها مسجد السيدة زينب في دمشق ومقام السيدة رقية، ومقام ومزار النبي هابيل؟؟ أما زلتم تذكرون تاريخ سوريا ومواقفها وعروبتها؟؟.
أنا، ما زلت أذكر، تلك الزيارة الأخيرة إلى الجامع الأموي، الذي يعتبر من أهم معالم المدينة وأشهرها، والذي يعتبر من أعظم المساجد الإسلامية لرحابته وارتفاعه وجماليته المعمارية وزخارف الفسيفساء المذهّبة والملونة فيه. ما زلت أذكر سوق الحميدية وكل مكان تراثي وسياحي في سوريا، ما زالت أذكر كل مكان سياحي في سوريا، من دمشق إلى حلب وإلى اللاذقية وإلى كل شبر من تلك الأرض التي تحاكي حضارات العرب.
الحرب الكونية على سوريا هي حرب إلغاء، إلغاء نظام سوريا، إلغاء وجود سوريا، إلغاء مواقف سوريا. والآن هي حرب إلغاء حضارة سوريا، التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين في عمق التاريخ البشري. فمدينة الياسمين تنزف لأن حضارة العالم الإسلامي الموجودة على أرضها تدمر وتنتهك، وأرضها تصرخ ولا من مجيب، فحضارتها مهددة، والسبب الأيادي المأجورة التي تعمل على الانتقام من سوريا المقاومة والممانعة والعربية والتي لم تتخلَّ عن هويتها، في الوقت الذي باع فيه أغلب العرب انتماءهم، من أجل البقاء.
والمضحك المبكي فيما يجري في سوريا، أن المأجورين يدمرون حضارة سوريا، والكيان الصهيوني دمر وما زال يدمر حضارة فلسطين وآثارها، والولايات المتحدة الاميركية ووراءها الغرب والصهيوني سرقوا حضارة العراق ونهبوا متاحفه.
والسؤال الذي يطرح نفسه ختاماً: أليس من المفترض بكل عربي وبكل قومي أن يعلم أن المؤامرة تطالنا جميعاً، وأن المرحلة اليوم لا يجوز فيها أنصاف الحلول؟
فاتقوا الله في سوريا وفي تاريخها وفي حضاراتها، لأنها شامخة ولن تنالوا من صمودها مهما غرزتم في خاصرتها سكاكين الغدر والخيانة.