استفتاء استقلال كردستان قد يشعل نزاعا جديدا في المنطقة
كما أكد صحافيون وجود معارضة كردية لهذا الاستفتاء في مدينة كركوك، حيث منعت السلطات المحلية السكان الاكراد من المشاركة بالاستفتاء.
من جهة اخرى، لفت دبلوماسي هندي سابق إلى ان تطورات ايجابية تحصل في العلاقات بين واشنطن وموسكو،و ذلك في ظل تكثيف اللقاءات بين وزيري خارجية البلدين.
مخاطر اندلاع نزاع اقليمي جديد بسبب الاستفتاء الكردي في العراق
وفي التفاصيل، نشر موقع “Bloomberg” تقريراً تحدث حول الاستفتاء على الاستقلال في إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى ان التصويت سيتم في ثلاث محافظات تابعة لحكومة الاقليم، اضافة الى مناطق محيطة بمدينة كركوك.
وقال التقرير ” على الرغم من ان التصويت المؤيد للاستقلال لن يؤدي تلقائياً الى انفصال او حتى الى مطالب فورية بالانفصال، الا ان تداعيات الاستفتاء السلبية ستؤثر على المنطقة بشكل عام، وقد تشعل نزاعا جديدا في الشرق الاوسط.
واشار الى ان ما يزيد عن 30 مليون كردي متواجدون في سوريا و ايران وتركيا، مضيفا ان هذه الدول تخشى ان يؤدي الاستفتاء إلى تشجيع حركات انفصالية في الداخل.
وذكَّر ان تركيا وايران هما من ابرز المعارضين للاستفتاء، ونقل عن مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في معهد “EastWest” “Kawa Hassan” قوله إن : “مخاطر اندلاع المواجهة كبيرة، و ان جولة حرب جديدة لا تعود باي فائدة لأي طرف”. واضاف “كان من الافضل للاكراد ان يدخلوا بمفاوضات مع بغداد كما طرحت الولايات المتحدة و الامم المتحدة”.
وقال “Hassan” : في وقت تريد الاغلبية الساحقة من الاكراد “كردستان مستقلة”، فان المشلكة هي ان مبادرة مسعود البرزاني لم تؤدي حتى الآن الى توحيد الاكراد بل الى تعزيز الانقسامات فيما بينهم”. ونقل التقرير عن رجل اعمال كردي يدعى “Shaswar Abdulwahid Qadir” الذي يقود حملة ضد اجراء الاستفتاء، قوله ان الهدف من التصويت هو ابعاد الانظار عن المشاكل داخل اقليم كردستان، المتمثلة بالظروف الاقتصادية الصعبة بسبب انخفاض اسعار النفط بالإضافة إلى تدفق اللاجئين الفارين من “داعش”.
ونقل التقرير عن “Anthony Skinner” وهو مدير شركة “Verisk Maplecroft” مقرها بريطانيا، ان الحكومة التركية تملك الظروف الملائمة لممارسة الضغوط، و ترى ان امكانية نيل اقليم كردستان الاستقلال ستكون “بلا معنى” في حال منعت تركيا اي دولة كردية من الاستفادة من البحر المتوسط.
معارضة كردية للاستفتاء في كركوك
وفي سياق متصل، كتب الصحفي “Fazel Hawramy” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” اشار فيها الى اندلاع مواجهات بين مجموعة من الاكراد وعدد من التركمانيين في كركوك الثلاثاء الماضي قبيل اجراء الاستفتاء على الاستقلال.
ولفت الكاتب الى ان “الاتحاد الوطني الكردستاني” الذي يحكم مدينة كركوك، يحتل ستة مقاعد من اصل المقاعد الثلاثة عشر التابعة لكركوك في البرلمان العراقي. واضاف انه لا يمكن اتخاذ اي قرار في بغداد دون الحصول على موافقة “Malband”، وهو مكتب “الاتحاد الوطني الكردستاني” الذي يشرف على الاوضاع في كركوك.
واشار الكاتب إلى ان الانقسام الحاصل في “الاتحاد الوطني الكردستاني” حول الاستقتاء سيؤدي إلى تفككه، و اضاف ان اعضاء “Malband” صوتوا بمنع سكان كركوك من المشاركة بالاستفتاء، نظراً الى امكانية اندلاع الاضطرابات.
ونقل الكاتب عن اعضاء في “Malband” ان قرار منع اجراء الاستفتاء في كركوك اتخذ لكون المدينة تشهد عدم استقرار امني، وبالتالي يعد اجراء الاستفتاء في المدينة بمثابة “مغامرة”. وتابع التقرير ان اغلب اعضاء “Malband” يعتبرون ان اجراء الاستفتاء بكركوك خطوة غير حكيمة.
واشار الكاتب الى “اطراف اخرى معارضة للاستفتاء متواجدة بنفس المناطق، مثل قوات “الحشد الشعبي” المتمركزة في المناطق الجنوبية من كركوك وبعض المناطق بمحافظة صلاح الدين. ولفت الى ان الحكومة العراقية نشرت آلاف القوات في هذه المناطق مع انطلاق العملية لاستعادة الحويجة ومناطق اخرى من “داعش” والتي تقع غرب كركوك.
واضاف الكاتب ان موقف “الاتحاد الوطني الكردستاني” ينسجم مع موقف المجموعات العربية والتركمانية في كركوك، التي رفضت الاستفتاء. كما حذر من ان التوتر في كركوك يحمل معه ابعاد اقليمية ايضاً، اذ ان تركيا متخوفة مما قد يحدث في كركوك بسبب وجود تجمع تركماني كبير في هذه المدينة.
تطورات ايجابية في مسار العلاقات الروسية الاميركية
من جهة اخرى، كتب الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” مقالة نشرت على موقع “Asia Times”، اشار فيها إلى تطورات ايجابية في العلاقات الاميركية الروسية، لافتا إلى اجتماعين متتاليين عقدا على هامش جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و نظيره الاميركي “Rex Tillerson”.
وقال الكاتب ان “هذه الاجتماعات تبشر بالخير وتمهد للاجتماع القادم بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونظيره الاميركي دونالد ترامب في فيتنام على هامش قمة منظمة “APEC”، وذلك بين 11 و 12 من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
كما اشار الكاتب الى “موقف لافروف الإيجابي تجاه خطاب ترامب امام الجمعية العامة للامم المتحدة، اذ ان الرئيس الامريكي تحدث حول احترام السيادة والمساواة في القضايا الدولية ووعد بان الولايات المتحدة لن تفرض نفسها على دول اخرى”.
واعتبر الكاتب ان هذه المواقف تؤكد ان صفحة جديدة من العلاقات الروسية الامريكية قد فُتحت، وقال إن “الولايات المتحدة وروسيا استأنفتا الحوار حول التوزان الاستراتيجي العالمي”، ورأى ان ملفات كل من كوريا الشمالية و سوريا اوكرانيا هي التي ستحدد وتيرة العلاقات بين الجانبين.
ولفت الكاتب الى الجولة الاقليمية الخليجية التي اجراها لافروف مؤخرا، فضلا عن الزيارة المرتقبة للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا. وتابع : “موسكو تملك علاقات طيبة مع كل من تركيا ومع الكيان الصهيوني من جهة و ايران وسوريا من جهة اخرى”.
اما في ملف اوكرانيا، اشار الكاتب الى ان الطرح الذي قدمته روسيا في مجلس الامن حول نشر قوات حفظ سلام اممية في منطقة “Donbas” يحظى باهتمام متزايد. كما لفت الى ان امين عام حلف الناتو “Jens Stoltenburg” رحب بهذا الطرح لدى لقائه لافروف بنيويورك الخميس الماضي.
وقال الكاتب ان المانيا تدعم هذه الخطوة الروسية وتأمل بالترويج لهذا الطرح بالتنسيق مع فرنسا.، مضيفا “بعد فوز “Angela Merkel” بالانتخابات، فانه حان الوقت لاعادة احياء “اتفاقية مينسك” التي تعد العامل الاساس لتخفيف العقوبات الاوروبية المفروضة على موسكو”.
أضيف بتاريخ : 11:55 25-09-2017 |
آخر تعديل في: 12:13 25-09-2017
[ad_2]