استعادة الجيش السوري ريف اللاذقية تمهد لمعركة السلسلة الشرقية
موقع النشرة الأخباري ـ
أنطوان الحايك:
مع احكام الجيش السوري سيطرته على ريف اللاذقية واستعداده لدخول منطقة سلمى آخر معاقل المسلحين، وبالتالي انهاء معركة تحرير ساحل السوري التي أعلنتها المعارضة المسلحة بالتنسيق مع جبهة “النصرة” وألوية تكفيرية وسلفية أخرى بعد اسبوعين من اندلاعها في الرابع من آب الحالي، عاد زوار العاصمة السورية ليؤكدوا عودة الحديث عن عزم النظام على انهاء معركة ريف دمشق انطلاقاً من جبل القلمون مروراً بالنبك وانتهاءً بجرود السلسلة الشرقية المتصلة بجرود عرسال التي تشكل شوكة في خاصرة العاصمة دمشق، باعتبارها الممر الوحيد المتبقي بعد سيطرة الجيش و”حزب الله” على منطقة القصير واقفال واحدة من طرق التهريب الرئيسية التي طالما شكلت نقطة الضعف في معركة حمص.
ويبدو بحسب هؤلاء أن النظام اتخذ قراره هذا بالتنسيق الكامل مع وحدات الجيش الموالية له، منذ الاعلان عن ترحيل لقاء الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، وابالغه لحلفائه الأساسيين والاستراتيجيين ومن ضمنهم “حزب الله”، وهذا ما يفسر كلام أمينه العام السيد حسن نصر الله عن مضاعفة عدد قواته في سوريا والذهاب اليها شخصياً في حال اقتضت الضرورة، كما يبرر كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن اجتثاث الارهاب بالتزامن مع الحل السلمي والسياسي المفترض.
في هذا السياق، تربط المعلومات المتقاطعة بين هؤلاء الزوار من جهة وقيادي محلي على صلة وثيقة بالضاحية الجنوبية من جهة ثانية، بين اعلان “حزب الله” الحرب على الارهاب ومجاراة الأجهزة الأمنية له وعزم النظام على استعادة السيطرة الكاملة على السلسلة الشرقية لكي يتفرغ إلى معركة الشمال السوري المتصل بحدود طويلة مع تركيا، باعتبار أن جرود عرسال باتت تشكل جزءاً من المعركة السورية، وممراً الزامياً لأي معركة ممكن أن تشنها المعارضة على العاصمة دمشق حتى ولو كان ذلك من باب الضغط المعنوي على النظام، وبالتالي على المعنيين بمن فيهم “حزب الله” ملاقاة الجيش السوري في منتصف الطريق، والا فإن الخلايا التي تقاتل في سوريا ستنسحب باتجاه لبنان، كما كان الحال أبان معركة القصير حيث شهد الشمال اللبناني حركة نزوح للمقاتلين فاقت بحجمها التوقعات كلها مع فارق بسيط، وهو أن المقاتلين وجدوا في الشمال بيئة حاضنة لن تتوفر لهم حتماً في البقاع الشمالي، بل على العكس تماماً فانها ستسارع إلى ملاقاة الجيش السوري عند الحدود.
هذا لا يعني بحسب الزوار أن المعارك في سوريا ستنتهي في أيام أو أسابيع أو حتى اشهر، بل أن الأهمية المستجدة هو القرار السوري بالحسم العسكري وهذا ما كان ليحدث لولا موافقة روسية ايرانية مدعومة بالكامل من بعض القيادات الكردية، فالأولى باتت على قناعة شبه راسخة بأن التسوية مع واشنطن لن تمر الا على نار حامية، والثانية تدرك بحسها السياسي أن السعودية لن تتوقف عند حدود الأزمة السورية ولا عند حدود محاولات اسقاط النظام، انما ستسعى إلى فرض نفسها لاعبة على مستوى الخليج العربي من جهة وعلى صعيد التفرد بقيادة العالم الاسلامي، لا سيما بعد انشغال مصر بوضعها الداخلي وانتقال حركة “حماس” إلى حضنها ورعايتها.
ما يعزز هذا الاعتقاد هو تسارع الأحداث الأمنية في سوريا ولبنان على حد سواء، بحيث يبدو أن حرب الجبهات انتهت إلى غير رجعة لتحل مكانها حرب الاقتحامات والعمليات النوعية المتبادلة، وهذا ما بدأت بالفعل تشهده الساحتين اللبنانية والسورية.