استطلاعات الرأي الإسرائيلية: انقسام أفقي حاد داخل إسرائيل على الخيارات الكبرى
موقع الخنادق:
أجريت العديد من الصحف ومراكز الأبحاث الإسرائيلية استطلاعات للرأي داخل الكيان، في أعقاب استهداف القنصلية الإيرانية قبل 18 يوماً وحتى يومنا هذا.
شمل الاستطلاع مدة زمنية تداخلت فيها العديد من الأحداث المؤثرة على مزاج المستوطنين، أولها الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في سوريا، ثم الرد الإيراني غير المسبوق على أراضي كيان الاحتلال ليلة السبت-الأحد، وما تركه من تداعيات في الداخل الإسرائيلي من تحميل للمسؤوليات.
في هذا الصدد، لا يزال المؤيدين لاستقالة نتنياهو يرتفع طردياً مع استمرار الحرب، في ظل الفشل العسكري وعدم قدرة القيادة السياسية على تحقيق الأهداف المرسومة، حيث تلمّس عدد كبير من الإسرائيليين النتائج السلبية لخيارات وقرارات نتنياهو وفريقه السياسي في الحرب، ما أرخى بظله حول ضرورة إجراء انتخابات في وقت قصير من وجهة نظرهم.
في المقابل لا يزال تأييد إجراء عملية عسكرية في الجبهة الشمالية ثابتاً نسبياً (حوالي نصف الإسرائيليين 46% يؤيدون إجراء عملية عسكرية ضد لبنان). واللاّفت أن الدعم الدولي ارتفع لصالح فلسطين وذلك في استطلاع أجري بتاريخ 15/4/2024، مما ينافي المزاعم التي تتحدث عن استعادة التأييد الدولي لكيان الاحتلال. أما فيما يتعلّق بالرد الإسرائيلي المرتقب فحوالي نصف المستطلعين الإسرائيليين يؤيدون الرد العسكري، ومن جهة أخرى حوالي النصف تفضّل عدم الرد، وذلك لإنهاء الجولة الحالية من الصراع. إذن النسب المئوية متقاربة مما يعكس انقساماً داخل المجتمع الإسرائيلي على قرار الرد.
فيما يلي نتائج الاستطلاع التي تمحور حول خمسة عناوين: حول إجراء الانتخابات، حول أداء نتنياهو، التعامل مع الجبهة اللبنانية، الدعم الدولي لإسرائيل، حول الرد على إيران.
حول إجراء الانتخابات (8-4-2024، قناة “كان”):
-44% يجب إجراء انتخابات خلال بضعة أشهر.
-22% يريدون إجراء انتخابات في وقت ما خلال العام المقبل.
-26% يجب إجراء انتخابات فقط في موعدها التالي، في أكتوبر 2026.
-45% نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث.
– ألقى 35% باللوم على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار.
حول أداء نتنياهو (8-4-2024، قناة “كان”):
– 42% من المستطلعين قالوا إن نتنياهو يجب أن يستقيل على الفور.
29% -من المستطلعين قالوا إن نتنياهو عليه التنحي بعد انتهاء الحرب (مما يجعل إجمالي 71% يطالبون بإطاحته).
التعامل مع الجبهة اللبنانية (7-4-2024، استطلاع رأي للقناة 12 الإسرائيلية):
– 46% من الإسرائيليين يؤيدون المبادرة بعملية عسكرية ضد لبنان.
فيما يتعلق بالأداء في التعامل مع الحرب ( 8-4-2024، قناة “كان”):
قالت نسبة من 68% أن نتنياهو ليس على ما يرام. وقال 51% إن أداء هاليفي مرض، بينما قال 41% إنه لا يؤدي وظيفته بشكل جيد في الحرب، ومن بين المستطلعين، وقال 54% إنه يجب أن يستقيل بعد الحرب. أما بالنسبة لرئيس المخابرات العسكرية اللواء أهارون حاليفا فقال 38% أنه يجب أن يستقيل فوراً، و42% قالوا بعد الحرب فقط.
الدعم الدولي لإسرائيل (15-4-2024، الجامعة العبرية):
– في بريطانيا قال 17% من المشاركين في المملكة المتحدة أنهم أصبحوا “أكثر تأييداً للفلسطينيين” بعد الحرب في غزة.
– سجلت بولندا النسبة الأكبر بين المعسكرين، حيث أصبح 14% مؤيدين للفلسطينيين، و5% فقط أصبحوا مؤيدين لإسرائيل.
– في ألمانيا، فإن حوالي 14% ممن غيروا رأيهم بعد الحرب، فعلوا ذلك لصالح الجانب الفلسطيني.
– فرنسا تبلغ النسبة لصالح المعسكر المؤيد للفلسطينيين 13% مقابل 7% للمعسكر المؤيد لإسرائيل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في جميع البلدان التي شملتها الدراسة، قال حوالي 50% من المستطلعين إنهم لم يغيروا رأيهم بعد الحرب الحالية.
حول الرد على إيران (16-4-2024، استطلاع للجامعة العبرية):
– 74% يعارض الهجوم المضاد إذا أدى إلى تقويض التحالف الأمني مع حلفاء إسرائيل.
– 52% من الأفضل عدم الرد لإنهاء الجولة الحالية من الصراع.
– 48% على إسرائيل الرد، حتى لو كان الثمن هو تمديد الجولة الحالية.
كيف يعتقدون أنه يجب على إسرائيل الرد على الهجوم الإيراني؟
– 48% من مؤيدي الرد العسكري، والربع يؤيدون العمل على الأراضي الإيرانية، بينما يؤيد أكثر من ثلث المستطلعين على ضرورة “هجوم استراتيجي للقضاء على التهديد النووي الإيراني”.
– 46% إسرائيل تعتبر قوية بالمقارنة مع إيران، بينما أشار 27% إلى أن إسرائيل هي الضعيفة في هذه المقارنة.
– أظهر أكثر من نصف الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع أهمية استجابة إسرائيل لمطالب أمنية تقدمها حلفاؤها، بينما عارض 12% ذلك. ورأى نحو 60%، أن المساعدة الأمريكية لصد الهجوم الإيراني تلزم إسرائيل على التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة.
– 43% من الأشخاص اعتقدوا أنه يجب الاعتماد على حلفاء إسرائيل في “تسوية” الحرب على غزة، بينما عارض ربعهم هذا الرأي، وامتنع ثلثهم عن الرد على السؤال.
تظهر هذه النتائج، انقساماً أفقياً حاداً داخل المجتمع الإسرائيلي، فالنسب المئوية متقاربة في الخيارات الكبرى، والإجماع يتمحور حول رفض بقاء نتنياهو في السلطة، ومعارضة كبيرة لقيادات السلطة العسكرية وأدائها في الحرب الدائرة.
ختاماً، هذا الاستطلاع مقدمة لاستطلاع آخر منتظر “ما بعد الرد الإسرائيلي” على الضربة الإيرانية الأخيرة، فكيف سيتفاعل المستوطنون مع الرد الإسرائيلي على إيران؟