اردوغان يقمع حرية التعبير ويحارب معارضيه بالغاز وخراطيم المياه!
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “معركته” الشرسة ضد معارضيه، مستخدمًا أسلوب قمع الحريات والتضييق عليهم، حيث لجأت الشرطة التركية ليلاً إلى استهداف صحيفة “زمان”، في إطار سياسة كم الأفواه التي تنتهجها حكومة بلاده ضد معارضيها، سعيا لإسكات اي صوت مناهض لها.
فبعدما أمر القضاء التركي بوضع الصحيفة تحت الحراسة القضائية، أقتحمت الشرطة التركية مقر الصحيفة مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه، لتفريق المتظاهرين ممن احتشدوا أمام مقرها.
وقد استخدمت الشرطة القوة في تنفيذ القرار، وقمعت بضعة آلاف من أنصار عبدالله غولن ابرز مغارضي اردوغان وعدد من الصحفيين وموظفي الصحيفة الذين تجمعوا خارج مكاتبها وهتفوا “حرية الصحافة لا يمكن أن تسكت”.
وجدد الهجوم على صحيفة “زمان” الانتقادات الأوروبية للحكومة التركية، بشأن قمع الحريات في البلاد، لا سيما وأن النسخة الإنجليزية من الصحيفة قد تعرضت إلى مضايقات متكررة في الآونة الأخيرة، أدت إلى مصادرتها.
ودعت الولايات المتحدة أمس الجمعة، تركيا إلى احترام حرية الصحافة والقيم الديمقراطية، منددة بفرض الحراسة القضائية على صحيفة “زمان” المعارضة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي “نحن ننظر إلى ذلك باعتباره آخر حلقة في سلسلة أعمال قضائية مثيرة للقلق وبوليسية اتخذتها الحكومة لاستهداف وسائل الإعلام وأولئك الذين ينتقدونها”.
من جهتهم، أصدر مسؤولو صحيفة “زمان” بيانًا أعربوا فيه عن قلقهم من وصاية السلطات التركية على صحيفتهم، إضافة إلى المناخ السائد في البلاد حاليًا والمعادي للديمقراطية وحرية التعبير ودولة القانون.
وجاء في البيان،” إننا نعيش أسوأ أيام تاريخنا فيما يتعلق بحرية الصحافة التي تعتبر المؤشر الأهم للديمقراطية ودولة القانون. فالمثقفون ورجال الأعمال والفنانون، والعاملون في مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، والصحفيون، يتم إسكاتهم بالتهديد والابتزاز. أما الذين يعملون على النشر الحر رغم كل شيء فيعانون أقصى درجات الضغوط.”
وأضاف البيان أن “العنوان الأول الذي يتواجد فيه الصحفيون بالدرجة الأولى هو قاعات المحاكم لا مراكز الأخبار. فما زال كثير من زملائنا الذين اعتقلوا مرارًا، ورفعت ضدهم عشرات القضايا، في السجون”.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية كثّفت منذ أكثر من سنتين عمليات التطهير، خصوصًا في أجهزة الشرطة والسلك القضائي، والملاحقات القضائية ضد المقربين من غولن ومصالحه المالية.
وتعتبر مجموعة “زمان” التي تصدر يومية “زمان” وصحيفة “تودايز زمان” بالإنجليزية ووكالة أنباء “جيهان”، مقربة من الداعية غولن الحليف السابق لأردوغان، قبل أن يتحول إلى عدوه الأول منذ فضيحة فساد مدوية هزت أعلى هرم السلطة في نهاية العام 2013 .