ادلب السورية بين التزامات تركيا وخروقات المسلحين
في خرق جديد لاتفاقية وقف الاعمال القتالية في محافظة ادلب السورية، اعتدت الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا على نقاط الجيش السوري في ريف إدلب. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه روسيا عن تقليص دورياتها المشتركة مع تركيا في المنطقة بسبب مخاوف أمنية فيما تشير تقارير ميدانية إلى قيام أنقرة بإنشاء 3 نقاط عسكرية جديدة بريف جسر الشغور.
لا تزال الجماعات المسلحة المدعومة من القوات التركية تواصل التصعيد فى مدينة إدلب القابعة شمال غربي سوريا، حيث اعتدت بالقذائف الصاروخية ورصاص القنص على نقاط الجيش السوري بمحور داديخ ترنبة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وعلى محور حنتوتين حزارين في ريف إدلب الجنوبي، في خرق جديد لاتفاقية وقف الاعمال القتالية التي تم التوصل اليها بين روسيا وتركيا في 5 مارس/آذار الجاري، ما يظهر عجز القوات التركية عن السيطرة على الجماعات الارهابية المتواجدة في المنطقة.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء “سانا”، أن وحدات الجيش السوري ردت على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة ودمرتها بعد أن رصدتها بدقة وتمكنت من تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الجماعات الارهابية المسلحة.
وتتواجد هذه الجماعات المسلحة ضمن دائرة نفوذ القوات التركية المنتشرة في جبهات ريف ادلب الجنوبي، التي شهدت معارك عنيفة بين الجماعات الارهابية المسلحة ووحدات الجيش السوري قبل توصل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بداية الشهر الجاري.
وتأتي الخروقات التي تقوم بها الجماعات المسلحة المدعومة تركياً غداة إعلان وزارة الدفاع الروسية أن روسيا وتركيا اضطرتا إلى تقليص دوريتهما المشتركة الثانية في منطقة إدلب السورية الاثنين بسبب مخاوف أمنية، وذلك بعد تقليص دوريتهما المشتركة الأولى في وقت سابق هذا الشهر، بسبب استفزازات المسلحين.
وأكد مركز المصالحة الروسي في سوريا أن قوات روسية وتركية قامت للمرة الثانية بتسيير دوريات مشتركة مقلصة المسار على الطريق السريع “ام فور” في إدلب بمشاركة العناصر البرية والجوية.
وكان من المقرر أن تغطي الدورية الروسية التركية المشتركة الطريق السريع “إم فور” في ادلب الذي يربط بين غرب سوريا وشمالها (حلب ـ اللاذقية)، في سياق محاولة الطرفين تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
ونقلت صحيفة “الوطن”، مسبقاً عن مصدر عسكري سوري تأكيده على أن الجيش السوري ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار مشدداً على أنه في الوقت ذاته يعمل الجيش مراقبة ورصد كافة تحركات الجماعات المسلحة لمنعها من شن أي هجمات أو محاولات تسلل إلى مواقع الجيش، وللرد على أي خرق قد تُقدم عليه هذه الجماعات.
بدوره أكد القائم بأعمال محافظ إدلب، محمد فادي السعدون، إن الحكومة السورية تمارس ضبط النفس بالرغم من استمرار خروقات الإرهابيين في محافظة إدلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تركيا هي المسؤولة عن خروقات المسلحين، مشيرة في الوقت ذاته أن الجانب التركي تعهد باتخاذ إجراءات في المستقبل القريب لتصفية الجماعات الارهابية المسلحة التي تعيق حركة الدوريات المشتركة على الطريق السريع “ام فور” في الممر الآمن خرقا لتنفيذ بنود اتفاقة وقف الاعمال القتالية.
وكانت وزارة الدفاع التركية اعلنت عن مقتل جنديين تركيين في إدلب خلال اشتباكات مع جماعات إرهابية خلال تنفيذ عملية استطلاع هندسي على طريق حلب اللاذقية في أول خسائر لها منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في المنطقة.
وتوصلت روسيا وتركيا الى اتفاق مشترك في الخامس من مارس اذار الجاري، حيث نص على وقف جميع الأعمال القتالية على خط التماس في محافظة إدلب. وإنشاء ممر آمن على امتداد ستة كيلومترات على طول الطريق “ام فور” في شمال غرب سوريا.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن المرصد السوري عن قيام القوات التركية بإنشاء ثلاث نقاط عسكرية جديدة في إدلب، وذلك في كل من بداما والناجية والزعينية غرب مدينة جسر الشغور جنوب طريق حلب اللاذقية، حيث كانت القوات التركية قد أنشأت الأحد الماضي نقطتين عسكريتين في قريتي المشيرفة وتل خطاب قرب الحدود الإدارية مع محافظة حماة جنوب جسر الشغور، وبذلك، يرتفع عدد النقاط التركية في منطقة “خفض التصعيد” إلى نحو خمسين نقطة.
وفي هذه الاثناء ذكر المرصد إصابة عنصرين اثنين وعطب آلية عسكرية للقوات التركية بانفجار جراء دخول قوات تركية في حقل ألغام يقع في خط التماس الفاصل بين نقاط تمركز الجماعات المسلحة ونقاط تمركز الجيش السوري في بلدة سفوهن في ريف إدلب الجنوبي. موضحا أن انفجار الألغام تزامن مع وصول آليات تركية محملة بمعدات إمداد لوجستي لنقطة المراقبة التركية الواقعة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في شيرمغار غربي حماة.
جدير بالذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والوفد المرافق له، امس الاثنين، وتناولت المحادثات الاتفاقات الروسية التركية المبرمة في 5 مارس وانتهاكات الجماعات الإرهابية المستمرة لها، حيث تم التركيز على آليات تنفيذ هذه الاتفاقيات المتضمنة إبعاد الإرهابيين عن طريق حلب اللاذقية الدولي “ام فور” بعمق 5 كيلومترات من كل جانب بما يتيح إعادة العمل به.