احتفائية الروس والمُغتربين بعيد الوحدة الوطنية
موقع إنباء الإخباري ـ
عَمّان – الأكادِيمي مَروان سُودَاح:
إحتفلت روسيا الفيديرالية بيوم “الوحدة الوطنية”، العيد الذي تَستنهض فيه الأمة الروسية متعدّدة الأعراق والشعوب والقوميات والديانات معاني الوحدة الوطنية، التكاتف والبطولة والصمود، وتعرض إلى نُكران الذات لأبنائها، إنتصاراً لوحدة الوطن وصداقة الأُمم والتوَحّد في الانسانية.
وبهذه المناسبة الوطنية والأُممية، نظّم المركز الروسي للعلوم والثقافة وجمعية مغتربي روسيا الاتحادية في الاردن، حفل استقبال مهيب في فندق غراند حياة عمّان، حضره بالإضافة الى رؤسائهما وكادرهما، عدد من دبلوماسيي سفارة روسيا الفيديرالية، ولفيف من مواطنات ومواطني روسيا في المملكة، ورؤساء وأعضاء إدارات جمعية مُغتربي روسيا الاتحادية، ونادي إبن سينا لخريجي الجامعات والمعاهد السوفييتية والروسية، وجمعية الصداقة الاردنية الروسية، وجمعية الأطباء الناطقين بالروسية، ونادي السيدات الروسيات الأردني صديقات الثقافة الروسية “ناديجدا” ، ورؤساء ونشطاء الهيئات والجمعيات الشركسية والشيشانية والداغستانية القوقازية الاردنية، وممثلون عن الجامعات الاردنية ورجال الأعمال خريجي روسيا، والصحفيين الحاملين للشهادات العلمية والتقديرية الروسية، والاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميّين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ورابطة القلميّين حُلفاء روسية وغيرهم.
وتحدّثت في الحفل شخصيات عديدة نوّهت الى أهمية المناسبة على مختلف الصُعد، وبضمنهم السيد ستانيسلاف إيغوروفيتش سيماكوف، رئيس ممثلية الوكالة الفيديرالية الروسية للتعاون الدولي في الاردن(Rossotrudnichestvo) ومدير عام المركز الروسي للعلوم والثقافة في الاردن، بالأضافة الى ممثل سفارة الفيديرالية الروسية في عمّان السيد ديميتري تاميلوف، والسيدة يلينا تيتوفا رئيسة المجلس التنسيقي لمنظمة مُغتربي روسيا الفيديرالية – الاردن.
واستعرض السيد ستانيسلاف سيماكوف أهمية الحفل، وأشار إلى أن المناسبة المُحتفى بها هي أحد أهم الأعياد المُقرّرة حكومياً الاحتفال بها روسياً ويُشير في صَمِيمه إلى مساواة ووحدة جميع أبناء روسيا، بغض النظر عن مواقع إقامتهم في روسيا أو في المُغتربات، ودعا إلى بذل مزيدٍ من الجهود في سبيل صيانة الوحدة الروسية، ورفعها الى المرتبة الأعلى والأثمن، لكونها إرثاً ورّثهُ إلينا أجدادُنا. ونوّه إلى أن مِن معاني العيد أنه يَفسح المجال رَحباً أمام المواطنين الروس ليلتفوا حول الفكرة الوطنية المُبدعة، التي تتمثل في ضرورة مواصلة بناء روسيا للجميع، ولكل فردٍ من مواطنيها، بغض النظر عن قوميته، ومكانته الاجتماعية وإيمانه الديني.
وبدورها، بيّنت السيدة يلينا تيتوفا رئيسة منظمة مُغتربي روسيا، أن من أهداف العيد، التأكيد على فهم وإدراك طبيعة المناسبة التي تعرض الى وحدة روسيا والروس، وتوحّد الشعب في الدولة الروسية المتعددة القوميات، وأهمية الخِصال الرئيسية التي تتمثل في مشروعية التعدّدية والتّسامح الاجتماعي والتضامن مع ممثلي الشعوب الاخرى، ثقافاتهم وتقاليدهم وأديانهم، وكذلك شمول هذه الخِصال الإنسانية – التي يُعلي العيد من أهميتها ويتمسّك بها – للواقع الاردني ومختلف شعوب البلدان التي تنتمي إلى العائلة الانسانية الكبيرة.
وأشارت إلى أن الاردن إذ يتمسّك بأهمية قِيم التسامح وتفعيلاته في الحياة اليومية لأبنائه وشعبه الذي يشتمل على عدة قوميات، فإنها تَبقى خِصالاً متأصلةً في طبيعته البُنيوية ويومياته في مختلف الحقول.
وبيّنت تيتوفا الى ضرورة الحفاظ على الإرث التاريخي الفريد لكل قومية، والاحترام المتبادل، ومساندة الآخر الوطني والإنساني، وصيانة الجِيرة الجمعية الطيّبة.
وشدّدت تيتوفا على لزوم الحفاظ على وحدة الشعب الروسي، التي هي العامل الأساس لعوامل التطور في سبيلٍ جُلّهُ استقرار مواطني الدولة.
وألقى عدد من مسؤولي الجمعيات التي تُعنى بخريجي روسيا والناطقين بالروسية في الاردن كلمات، أعربوا فيها عن أهمية العيد، وضرورة استمرار العمل وبزخم أكبر نحو مزيدٍ من توثيق العلاقات الاردنية الروسية وتعاون البلدين الصديقين، وتآخي الثقافتين الروسية والاردنية العربية ضمن العائلة الانسانية.
يُذكر، أن تاريخ عيد الوحدة الوطنية يَعود إلى القرن السابع عشر، حينما أنهت الانتفاضة الشعبية الروسية بقيادة كل من كوزما مينين (مواليد النصف الثاني من القرن السادس عشر-1616) والأمير دميتري بوجارسكي (1578-1642) الاحتلال البولندي الليتواني عام 1612، ليبدأ بعد ذلك عهد أسرة رومانوف ألتي حكمت البلاد حتى الثورة البلشفية عام 1917.
وفي عام 1630 بُنيت في الساحة الحمراء في موسكو كاتدرائية كازان، وفي عام 1649 أعلن القيصر أليكسي ميخايلوفيتش يوم 4 نوفمبر يوم أيقونة كازان للسيدة مريم العذراء، واحتفلت روسيا بهذا اليوم حتى قيام الثورة البلشفية، حيث ألغي العيد حتى عام 2004، حينما عرض مجلس الديانات في روسيا عودة يوم الوحدة الوطنية ليكون عيداً قومياً في البلاد، وأصدر الرئيس فلاديمير بوتين، مرسوماً يَضع هذا اليوم ضمن الأعياد القومية التي تحتفل روسيا بها رسمياً.
ويهدف العيد إلى توحيد الأمة الروسية، بكل طوائفها وأعراقها ودياناتها ومعتقداتها وأوضاعها الاجتماعية ومواقعها الجغرافية على خريطة روسيا الشاسعة، حيث تُقام في شتى أنحاء البلاد أعياد وبرامج ترفيهية وتعريفية وألعاب، وتجمع تبرعات موجهة إلى ملاجئ الأيتام والمدارس الداخلية، ولدعم ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من شؤون العمل المجتمعي الخيري، وكذلك تُقام حفلات في المتنزهات والميادين، حيث يُغني ويَرقص فيها أعضاء الفرِق الموسيقية، وتخرج مسيرات شعبية، وتوضع أكاليل الزهور على قبري مينين وبوجارسكي، كما يُلقي الرئيس بوتين خطاباً احتفالياً بهذه المناسبة، ويَمنح جوائز وأوسمة حكومية.
شكرا لجهود النشر.. هذه المادة الخبرية تعرض الى علاقات شعبية ناجحة بين الاردنيين والروس ، وتعتبر الى ذلك قيمة مُضافة في سياق العلاقات الانسانية للشعوب التي تتحالف من أجل الانسان وثقافة سلمية ..
شكرا لجهود النشر وللاخ محخمود ريا المحترم.. هذه المادة الخبرية تعرض الى علاقات شعبية ناجحة بين الاردنيين والروس ، وتعتبر الى ذلك قيمة مُضافة في سياق العلاقات الانسانية للشعوب التي تتحالف من أجل الانسان وثقافة سلمية ..
في هذا الموقع يمكننا نشر المواد التي تتعلق بالدبلوماسية الشعبية بين الامم والتي من شأنها تقصير المسافات الى عالم أفضل..