اتساع الهوّة بين “القوات” و “المستقبل” : ما أسباب الخلافات؟
نشرت قناة (إم تي في) المقربة من حزب القوات للبنانية مقالاً يتعرض للرئيس سعد الحريري بشكل أو بآخر، حيث اعتبر المقال أن الرئيس الحريري يتصرف على أنه لا بديل له في رئاسة الحكومة، وبالتالي على رئيس الجمهورية الإذعان لمطالبه خوفاً من فراغ سياسي في حال لم يرأس الحريري الحكومة المرتقبة.
وتابع المقال بالقول: الحريري فرض شروطاً تعجيزية على الرئيس عون، أهمها المطالبة بالمشاركة في الحصة المسيحية، كما ادعى المقال بأن الرئيس الحريري يستقوي في موقفه على حقيقة بأنه رئيس الحكومة الوحيد القادرة على فتح اتصالاته مع القوى الإقليمية والدولية واستخدام رصيد أبيه، فضلاً عن الدعم الفرنسي اللامحدود له، وفق قول المقال الذي أفردت له القناة مساحةً وروجت له.
حول ذلك يقول مراقبون: من يتابع التغريدات الصادرة عن نواب وسياسيي القوات بدءاً من زعيمهم الدكتور سمير جعجع مروراً بأصغر سياسي، فضلاً عن متابعة أداء قناة (إم تي في) وبقية الوسائل القواتية، سيعلم بأن هناك مشكلة حقيقية بين القوات والمستقبل، وفق رأيهم.
ولعل الموقف الأخير الذي أطلقه الأمين العام لحزب المستقبل خلال سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع “تويتر” موجهاً إياها إلى الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية، دليل على وجود مشكلة حقيقية بين الجانبين، حيث اعتبر الحريري أن هناك حملة يشنها حزب القوات عبر موقعه على المستقبل، واصفاً ما تنشره القوات بالأكاذيب.
ويرى مراقبون أن موقف حزب القوات من شأنه أن يزيد من تأزيم العلاقات المتوترة بطبيعتها بينه وتيار المستقبل، لا سيما وأن رئيس حزب القوات اللبنانية كان قد أعلن سابقاً رفضه دعم أي مرشح، في خطوة يفهم منها معارضته دعم تسمية رئيس الوزراء السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي طرح نفسه مرشحاً لهذا المنصب ضمن شروط سبق أن حددتها المبادرة الفرنسية، وهو ما جعل بعض المراقبين يتساءلون عمّا إذا كانت الهوة ستتسع بين القوات والمستقبل.
في حين اعتبر موالون للمستقبل أن القوات اللبنانية تحاول المزاودة على المستقبل وبقية القوى السياسية في مسألة مكافحة الفساد وعدم الانخراط بالسلطة كبداية للتهرب من كل المشاكل التي وقع فيها لبنان ولا زال يعاني منها اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وخدماتياً، وفق رأيهم.Source link