ابتكارات لبنانية تماشياً مع اقتصاد الحرب
صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
طوني رزق:
يبدو ان تعايش اللبنانيين مع الاوضاع غير المستقرة منذ العام 1975 دفعهم الى إحداث تطبيقات الكترونية وتسويقها، في اطار سياسة الابتكار الاقتصادي، لافادة المستخدمين في تجنّب مختلف انواع الحوادث الأمنية.
مع تزايد أعمال العنف وخصوصا تلك المرتبطة بشكل او بآخر بالأزمة السورية نشط اللبنانيون مؤخرا في تسويق تطبيقات الكترونية رقمية جديدة توفر للمستخدمين انذارات مسبقة. وهي تطبيقات على الهواتف الذكية يمكنها تحديد امكنة اطلاق النار والتمييز بين اصوات الالعاب والمفرقعات النارية وبين اصوات اطلاق الاسلحة الحية. كما توفر هذه التطبيقات خارطة طرق للخروج من الطرق المقطوعة وحتى الاتصال بالجيش اللبناني في حالات الخطف التي ما زالت تتكاثر على الاراضي اللبنانية.
ويقول أحد الناشطين في تسويق الخدمات المذكورة انه في مختلف دول العالم هناك فقط ازمات السير التي يمكن ان تعيق التنقلات اما في لبنان فهناك الكثير من الحالات التي تفرض نفسها. ومن التطبيقات المذكورة يذكر تطبيق “مقطوعة” وهي توفر للمستخدمين الاطلاع على حركات الاحتجاجات وحركة السير وقطع الطرقات وتبادل اطلاق النار من خلال الخرائط. وقد بدأ استخدامها من نحو 80 الف مستخدم. ويتم استخدامها وينشط او يقل بحسب الحالة السياسية والامنية في البلاد. اما التطبيق الثاني فيدعى الطريق الى الامان Way to safety وهو يوفر للمستخدم التأكد والتمييز بين اطلاق النار واطلاق المفرقعات النارية. ويحدّد المكان الدقيق لاطلاق النار ونوعه. وبدوره، قام الجيش اللبناني باطلاق تطبيق جديد تحت اسم LAF shield وهو خط اتصال مباشر مع المواطنين يسمح لهم بارسال التقارير واستقبالها عن الاوضاع الامنية والحوادث المتفرقة.
السوق اللبنانية
وقعت اسهم شركة سوليدير بفئتيها (أ) و(ب) امس في المحظور الذي تخوّف منه الكثيرون من جهة، والذي كان متوقعا من جهة اخرى. فقد تراجعت هذه الاسهم الى ما دون مستوى الـ 11 دولارا مع ما يمثله من حاجز نفسي ومعنوي ونقطة صمود. اذ انضمت الاسهم من الفئة (أ) الى الفئة (ب) فتراجعت امس بنسبة 0.81 في المئة لتنخفض الى مستوى 10.94 دولار الذي لم تشهده في السابق وخلال السنوات العديدة الماضية. كما تراجعت اسهم الفئة (ب) بنسبة واحد في المئة الى 10.89 دولار. وهبطت ايضا اسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0.67 في المئة الى 1.48 دولار. واستقرّت اسهم بنك عودة العادية على 6.10 واسهم بنك بلوم فئة (GDR) على 8.50 دولار. جاء ذلك مع تبادل 42 عملية بيع وشراء لـ 124247 سهما بقيمة اجماعلية 827088 دولار، ولتنخفض القيمة السوقية لبورصة بيروت بنسبة 0.21 في المئة الى 10.384 مليار دولار اميركي.
اما في سوق القطع الاجنبي في بيروت، فجرى تبادل الدولار على 1514 ليرة، وهو اعلى مستوى له ازاء الليرة مع استمرار حالة اللاستقرار في الاسواق اللبنانية.
اسواق الصرف العالمية
اتجه الدولار الاميركي لبلوغ مستوى المئة ين ياباني امس مرتفعا بنسبة 0.14 في المئة الى 99.875 ينا. جاء ذلك نتيجة ازدياد التوقعات في الاسواق بأن الاحتياطي الفدرالي الاميركي سوف يقلص حجم سياسات التحفيز الاقتصادي للمرة الاولى خلال شهر ايلول بعد سنوات عديدة من ضخ السيولة في الاسواق. ويتجه الاحتياطي لتنفيذ التقليص المذكور نتيجة تزايد العلامات على الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية خصوصا، وفي العالم عموما. وقد زاد الدولار لليوم الرابع مقابل العملة اليابانية، خصوصا بعد تحسين بنك اليابان نظرته للاقتصاد.
من جهة اخرى، تابع الجنيه الاسترليني تحسنه في وقت ترك البنك المركزي الاوروبي سياسته النقدية دون اي تغيير. وحققت الروبية الهندية امس بعض التحسّن بعد ان اتخذ البنك المركزي الهندي المزيد من الخطوات لتعزيز حجم المعروض من الدولارات وتراجع اليورو امس بنسبة 0.29 في المئة الى 1.3169 دولار، وزاد الاسترليني 0.01 في المئة الى 1.5625 دولار.
الاسهم العالمية
تابعت الاسهم الاميركية ارتفاعها امس بعد يومين من تحقيق الأرباح مع تراجع عدد طلبات الاعانة وزيادة ولو بطيئة لعدد الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية مما يُظهر استمرار وثبات التحسّن الاقتصادي في اكبر اقتصاد في العالم. وزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0.14 في المئة الى 14951.50 نقطة. كما زاد مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.81 في الممئة الى 1653.08 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.24 في المئة الى 3657.78 نقطة. وارتفعت الاسهم الاوروبية ايضا امس مع تمسّك البنك المركزي الاوروبي باستقرار السياسة النقدية وابقاء اسعار الفائدة الاساسية منخفضة، وذلك لمدة اضافية. وزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.51 في المئة الى 6507.47 نقطة. وزاد مؤشر داكس الالماني بنسبة 0.09 في المئة الى 8203.25 نقطة. وزاد مؤشر كاك الفرنسي 0.16 في المئة الى 3986.69 نقطة. وفي آسيا، ارتفعت الاسهم لليوم السادس على التوالي في اطول فترة ارتفاع في تسعة اشهر وارتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 0.08 في المئة الى 14064.80 نقطة. وزاد مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 1.22 في المئة.
الذهب
كان الذهب مائلا الى الهبوط امس دون مستوى 1390 دولارا للاونصة رغم انه عاد واتجه صعودا بشكل طفيف في تداولات بعد الظهر. كذلك فعلت الفضة التي زادت بنسبة 0.21 في المئة الى 23.64 دولارا للاونصة. ويبدو ان الذهب بدأ يستفيد من المناقشات المفتوحة بشأن الضربة العسكرية الاميركية لسوريا على خلفية استعمالها للسلاح الكيميائي. ويدعم ذلك دور الذهب كملاذ آمن وحافظ للثروات في زمن الاضطرابات.
النفط
ارتفعت اسعار النفط العالمية في نيويورك امس بنسبة 0.69 في المئة الى 107.97 دولارا للبرميل. كذلك زاد سعر برميل نفط مزيج برنت الخام بنسبة 0.24 في المئة في اوروبا الى 115.19 دولارا للبرميل. وما زالت اسعار النفط تستفيد من اجواء التوتر التي تحوط احتمالات الضربة العسكرية الاميركية لسورية وتداعياتها على الامدادات النفطية من الشرق الاوسط الى دول الغرب.